مسنة تهز المجتمع بسبب مكوثها لثلاث سنوات في المستشفى، فما هي قصتها؟
قبل عدة أيام تبادل نشطاء التواصل الاجتماعي عبر برنامج الواتس أب صورًا لسيدة مسنة تقيم في مستشفى، مرفقةً مع رسالة صوتية لشخص يشير إلى أنّ السيدة صاحبة الصورة تركها ابنها في المستشفى منذ ثلاث سنوات، ولم يعد للسؤال عنها داعيًّا له بالهداية، ومناشدًا الجميع بضرورة مساعدة تلك السيدة من خلال تداول صورها وإرسالها لمجموعات الواتس أب دون الإشارة إلى اسم السيدة أو مكان تواجدها، أو أي وسيلة للتواصل .
وحققت تلك الصورة والرسالة النصية انتشارًا واسعًا، مع تعاطف كبير تجاه السيدة وما آل إليه حالها من نكران للمعروف، مع مشاعر غضب على ذلك الابن العاق الذي تخلص من والدته بهذه الطريقة. هذا مع التماس قلة قليلة العذر لذلك الابن وباحتمالية تعرضه لظرف حال دون عودته لوالدته.
وبعد يومين تم تداول رسالة نصية أخرى تتعلق بذات السيدة المسنة أثارت عاصفةً من الغضب على الابن بما حملته من تفاصيل حيث جاء فيها:( الحرمة العجوز الحمد لله خلاص بنتها تعرفت عليها ولقيوها للأسف ولدها حطها بالمستشفى وأعطى خبرًا لأخته المبتعثة أنها ماتت. صدقوا الخبر وسووا عزاها وبعد ما انتشر المقطع تعرفت عليها بنتها وبحثت في المستشفيات لقيتها في مستشفى المحجر، الحرمة كانت تعبانة مرة ولما تحسنت صحتها وبدأت تتكلم قالت إن لها بنات.. الله لا يبلانا بالعقوق ويهدي عيالنا وعيال المسلمين).
وتواصلت "سيدتي نت" وبشكل حصري مع أحلام يوسف عبد الرحمن المنزلاوي ابنة السيدة المسنة من خلال أرقام التواصل المرفقة لرسالة نصية لها كتبت فيها:
(اللي يعرف مكان الحرمة يكلمني هي أمي).
والمثير في القصة التي سردتها أحلام لـ"سيدتي نت" أنّ السيدة المسنة تدعى فاطمة المنزلاوي، وهي زوجة أبيها التي ربتها وكانت أمها الثانية بعد طلاق والدتها من أبيها وسفرها للإقامة خارج السعودية، والمثير أيضًا أنّ السيدة فاطمة لم تنجب، وليس لديها أبناء كما تم تداوله في رسائل الواتس، ووصلت إلى المستشفى من خلال الهلال الأحمر ووزارة الشؤون الاجتماعية بعد العثور عليها في أحد الشوارع.
وتعود تفاصيل قصة السيدة فاطمة كما ذكرت أحلام إلى إقامتها مع والدها وزوجته فاطمة المنزلاوي في منزل ابنة عمتها بعد حصول الأخيرة على توكيل عام من والدها بإدارة أملاكه ومراجعة الدوائر الحكومية، وتضيف أحلام : عندما تقدم عريس لي رفضت ابنة عمتي فكرة زواجي، وأمام إصراري رضخ والدي وقام بتزويجي وهكذا انقطعت علاقتي بابنة عمتي.
وبعد فترة توفي والدي، ثم توفيت ابنة عمتي وبقيت زوجة أبي في رعاية ابنة لابنة عمتي، وكانت تتواصل معي هاتفيًّا .
وفي إحدى المرات أخبرتني عن خروج عمتي من المنزل وعدم علمها بأي أخبار عنها، ومنذ لحظتها قمت بالبحث عنها في الكثير من الأماكن والمستشفيات دون جدوى. إلى أن أخبرني قبل يومين ابن عمي بأنه تعرف على صورة زوجة أبي فاطمة المنزلاوي، وبما أننا لم نكن نملك أي أرقام للتواصل معها وبمن قام بنشر صورتها، اضطررت لأن أنشر نداءً لمن يعرف مكانها مع أرقام هواتف للاتصال بي. وكانت تلك الرسالة كفيلة بأن تنهال العديد من الاتصالات ومن مناطق مختلفة يؤكدون جميعًا رؤيتهم لها في مستشفيات لأماكن متفرقة، وثم تأكدت من وجودها في إحدى مستشفيات جدة، وتوجهت إلى هناك وطالبت بلقائها، والحمد لله وجدتها بصحة جيدة وتجد رعايةً طبيةً، ورغم طول الفترة وكبر سنها إلا أنها تمكنت من التعرف عليّ، وأخبرتني أنها كانت تقيم في دار النقاهة وبعد إغلاقه تم إحالتها إلى المستشفى.
وتكمل أحلام: حاليًّا أقوم بالتنقل ما بين الشرطة والمستشفى لإنهاء إجراءات استلامها من المستشفى التي طالبتني بإحضار إثباتات قرابتي بها، والحمد لله أنني احتفظ بصورةً من كرت العائلة الخاص بوالدي والتي تثبت صلة القرابة لاستلامها .