تعيش عائلة مهنّا في جبل الحسين في صدمة لم يفيقوا منها منذ أكثر من سبعة شهور، وذلك بسبب اختفاء ابنهم المواطن الأردني عمران مهنّا (52 عاما)، بظروف غامضة في منطقة منهاتن بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية.

المواطن المفجوع محمد مهنّا، شقيق عمران، يقول إن شقيقه غادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل 30 سنة، وتحديدا في عام 1986، ليعمل سائقا على سيارة أجرة، مضيفا: "أخي طيّب، ويبحث عن مصلحته ومصلحة أسرته فقط، لا انتماءات سياسية أو حزبية، ولا يوجد عليه أي قيود، أو مشاكل".

ويتابع محمد مهنّا: "كان أخي يزورنا في الوطن كل عام مرة، إلى غاية زواجه قبل أكثر من عشر سنوات، وبعد أن رزق بطفل وطفلة، أصبح يزورنا ستة شهور متواصلة في العام".

وأكمل: "في الستة شهور التي يقضيها أخي في أمريكا، كان يضغط نفسه بشكل كبير كي يعمل لساعات أكثر، ليتمكن من البقاء ستة شهور بيننا وبين عائلته".

ونوّه مهنّا إلى أن شقيقه عمران حاصل على الـ(جرين كارد)، ولا يحمل الجنسية الأمريكية، لكنه يحمل الجواز الأردني والرقم الوطني.

وحول بداية الفاجعة، يقول محمد مهنّا: "في الخامس من رمضان الماضي - 21 تموز/ يونيو 2015 - كان مقررا أن يعود عمران إلى أرض الوطن، وكان دائم الاتصال بوالدته وأسرته، وفجأة، وقبل خمسة أيام على وصوله، انقطع الاتصال به، ولم يعد بإمكاننا التواصل معه".

وأضاف: "لم نعر الأمر كثيرا من الاهتمام في أول، حيث ظننا أنه مشغول بالتحضير للسفر وحزم حقائبه، والاستعداد لرحلة السفر إلى الوطن، حيث الأهل والولدان، اللذان ينتظرانه على أحر من الجمر، كما أننا قمنا بالتأكد من أن حجزه على طائرة (الملكية) مازال قائما، الأمر الذي بدد كل شك خيّم على عقولنا وقلوبنا لحظة من الزمان".

في الموعد المقرر، يوم الخامس من رضمان الفائت، قال محمد مهنّا إنه توجه إلى مطار الملكة علياء عصرا، ومضت أربع ساعات على موعد وصوله، وانتظرنا طويلا دون جدوى.

وقال محمد مهنّا إنه قام بالاتصال بوزارة وشؤون المغتربين، وقدّم بلاغا عن فقدان شقيقه، بالتزامن مع متابعتنا الصليب الأحمر، والهلال الأحمر، وبعض مؤسسات المجتمع المدني، إلا أنه لا نتيجة أوصلتنا لشقيقي، ولم نتوصل لأي بوادر إيجابية عنه.

وطالب مهنّا من وزارة الخارجية، والسفارة الأردنية في الولايات المتحدة الأمريكية، بذل المزيد من الجهود للتوصل إلى مكان شقيقه.

وأضاف: "بس بدنا نعرف هو حيّ أو ميّت".

وأضاف: "والدته تبلغ من العمر 82 عاما، وهي تمر بحالة صحيّة ونفسيّة سيئة للغاية، ولا يشغل بالها سوى مصير ابنها الذي تتمنى أن تقر أعينها برؤيته".

وأشار محمد مهنّا إلى أن قسم الشرطة المعني بمتابعة قضية شقيقه أبلغهم بضرورة متابعة القضية من قبلهم، كما أن إحدى المنظمات الحقوقية هناك أبلغتهم أيضا بضرورة متابعة القضية من الأردن، مضيفا: "يبدو أن لا أحد يتابع، ونحن ليس بإمكاننا الذهاب لأمريكا نظرا لصعوبة الحصول على الفيزا".

وبحسب مهنّا، فإن "بعض الدلائل تشير إلى إمكانية كشف تفاصيل اختفاء أخي، مثل هاتفه الذي أصبح متاحا بعدما كان مغلقا خلال أول اسبوعين من اختفائه".

وأوضح مهنّا أنه يقوم بشكل شبه يومي بمراجعة قسم المغتربين التابع لوزارة الخارجية، كما قام مؤخرا بمراجعة مقر الشرطة العربية "الانتربول"، التي وعدته بمتابعة القضية بشكل جاد.

يشار إلى أن عمران مهنّا والد لطفلة تبلغ من العمر 12 سنة، وطفل يبلغ من العمر 4 سنوات.