«وكلاء السياحة» يشكون نقص الحافلات السياحية ويؤكدون ان الحل «بامتلاكها»

وكاله جراءة نيوز - عمان  - حالة من التوتر تسود العلاقة بين وزارة السياحة والآثار وجمعيتي النقل السياحي ووكلاء السياحة والسفر ، نتيجة لشكوى الأخيرة من النقص الحاد بحافلات النقل السياحي وعدم توفر اي حافلة منذ ثلاثة ايام.

وبين تأكيدات مكاتب السياحة لهذه المحنة ونفي وزارة السياحة و»النقل السياحي» يكمن الموقف الصعب، في حقيقة القضية فيما اذا كان هناك بالفعل نقص بالحافلات في ظل وجود (723) حافلة سياحية بالمملكة، ام ان الامر يقتصر على ضعف التنسيق بين اطراف المعادلة .

وفي وقفة على أبعاد الازمة بين اطراف المعادلة الثلاثة في موضوع النقل السياحي، والتعامل مع الموسم الحالي، اكدت وزارة السياحة والاثار انها تتابع هذه الملف بشكل دائم وتتواصل مع مكاتب السياحة وتحرص على توفير الحافلات في حال نقصت بالفعل.

من جانبها اكدت جمعية النقل السياحي انه لا صحة لما يقال عن عدم توفر حافلات، مؤكدة على لسان عضو مجلس ادارتها شفيق الحايك ان الجمعية لم تتلق اي شكوى من اي مكتب سياحة وسفر بعدم توفر حافلات نقل.

ورغم الصورة الايجابية التي نقلتها الوزارة و»النقل السياحي» الا ان جمعية وكلاء السياحة تمسكت برأيها بعدم وجود حافلات نقل سياحي، ملوحة على لسان نائب رئيس الجمعية أمجد المسلماني باجراءات تصعيدية، في حال لم تتم الاستجابة مع المطالبة بضرورة عدم فرض الهيمنة على هذا القطاع ومنح مكاتب السياحة الحق في امتلاك الحافلات السياحية.

ومن منظور أكثر قربا لواقع تفاصيل القضية، اكد امين عام وزارة السياحة والآثار عيسى قموه لـ»الدستور» انه يوجد في المملكة (723) حافة سياحية، والحديث عن نقص بهذه الحافلات يُرجعه البعض لتزامن الموسم السياحي الحالي مع موسم العمرة، ولكن في حقيقة الامر ان الحافلات الموجودة حاليا في الاراضي المقدسة عددها (175) فقط، وبكل الاحوال كل هذه الحافلات ستعود في موعد اقصاه الحادي والعشرين من الشهر الحالي.

واستبعد قموه وجود ازمة نقص حادة في النقل السياحي بالحجم الذي يتحدث عنه البعض، كما ان الوزارة لم تتلق بشكل مباشر شكاوى من شركات ومكاتب بعدم وجود حافلات تنقل مجموعاتها السياحية، ذلك ان الوزارة تعمل على حل هذه الاشكاليات على الفور.

وطالب قموة اي شركة سياحية لم تحصل على حافلات سياحية مراجعة الوزارة وتزويدنا بعدد المجموعات السياحية وعدد اعضائها وموعد رحلاتها والبرنامج الكامل للرحلة، مؤكدا ان الوزارة ستقوم بحل اشكاليتهم وتوفير الحافلات التي تلزمهم.

وشدد قموه على جاهزية الوزارة لحل اي اشكالية لجمعية وكلاء السياحة وغيرها من الجمعيات السياحية، والوزارة موجودة لهذه الغاية، مشيرا الى ان الحل الجذري لهذه المسألة ان تتجه اي شركة سياحية او مكتب للوزارة في حال واجهتهم اي اشكالية بتوفير الحافلات التي يرغبون بها.

وحول طرح المكاتب باتاحة المجال لهم امتلاك حلافلات سياحية، قال قموه ان هذه الخطوة بحاجة الى اجراءات تشريعية، وتعديل قوانين.

من جانبه، اعتبر نائب رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر أمجد المسلماني مدير مكتب دالاس للسياحة والسفر ان هناك ازمة حقيقية في هذا الموضوع تواجه المكاتب سنويا، خلال موسمي الحج والعمر، ولا بد من ايجاد حلول جذرية لها.

واكد المسلماني  ان المكاتب تتجه نحو التصعيد في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم، ذلك اننا نعيش ازمة حقيقية،مبينا ان لدى مكتبهم امكانية تسيير 200 «باص» سياحة داخلية يوميا ، لكن نظرا لقلة الحافلات لا يمكن حدوث ذلك بالمطلق.

واعتبر المسلماني ان الحل في تحرير سوق النقل السياحي ومنح المكاتب حق امتلاك حافلات سياحية، بشكل يملك به كل مكتب اربع او خمس حافلات، تخصص للوفود التابعة له سواء كان سياحة داخلية، او صادرة، رافضا الهيمنة المفروضة على هذا السوق وتحريره كحال كل دول العالم.

ورفض المسلماني احتكار هذا السوق وفتحه امام مكاتب وشركات السياحة، مؤكدا عدم وجود حافلات من ثلاثة ايام للمكاتب، علما بان هذه الاشكالية نعيشها في هذه المواسم منذ اكثر من عشر سنين، حتى اننا نضطر لاستئجار باصات تصل اجرتها لاكثر من (100) دينار في اليوم ودون المستوى المطلوب سياحيا، كونها تابعة لجامعات ومدارس توفرها لنا هيئة تنظيم النقل العام للتغطية على النقص الذي نعاني منه في توفر الحافلات.

جمعية النقل السياحي لها رأي مختلف بل على النقيض من «وكلاء السياحة» حيث اكد عضو مجلس ادارة جمعية النقل السياحي عضو هيئة تنشيط السياحة الممثل للنقل السياحي شفيق الحايك مدير شركة «ألفا» للنقل السياحي ،عدم وجود اي اشكالية بتوفّر حافلات النقل السياحي، في ظل وجود ثماني شركات متوفرة لهذه الغاية وتعمل تحت مظلة الجمعية.

واكد الحايك انه لم يتقدم للجمعية اي شكوى من اي مكتب سياحة بعدم تمكنه من الحصول على حافلات سياحية، مؤكدا ان همنا في الجمعية توفير الحافلات خلال الموسم الحالي الذي يشهد حراكا في السياحة الداخلية وكذلك الوافدة.

ولفت الحايك الى وجود اسس تتبع بشكل عملي ومنظم في حال شهد الواقع السياحي نقصا بالحافلات، ومن شأن وزارة السياحة والجمعية تنظيم الامور وتوفير الحافلات، وهذا لم يحدث حتى الان كون الحافلات متوفرة ولم نستلم شكوى واحدة في موضوع نقص الحافلات.

على صعيد متصل، علمت جراءة نيوز  ان اجتماعا موسعا عقد  في جمعية وكلاء السياحة والسفر تم خلاله التباحث في هذا الموضوع، وخرج المجتمعون بتأكيدات في اتخاذ اجراءات تصعيدية في حال لم تحل الاشكالية، رافضين الهيمنة كما وصفوها على سوق النقل السياحي .

ووجهت المكاتب وفق نائب رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر مراسلات لرئيس الوزراء ووزير السياحة والاثار طالبوا خلالها التدخل وحل الازمة.
ش