الى حكومة "انا لله وانا اليه راجعون"...

محمد الشاكر الشاب الذي بدأ حياته العملية كهاوٍ في التنبؤ الجوي واحوال الطقس قبل اكثر من عشر سنوات ، كان وقتها تحفة فنية ومثالا لانسان اردني اراد ان يبدع رغم كل المعوقات والعقبات التي وضعت امامه من قبل عقول متحجرة لاتعرف للابداع جانبا وهمها مكانتها ومكتسباتها وامتيازاتها ليس الا ..

استمعت منه ونحن نقضي ونبتغي حاجة كل في طريق ، ألماً يعتصر وظلما من ذوي القربى اظن انه سيؤدي به المطاف الى العالمية وهو يوقع الان مع مطار دبي الدولي اتفاقية عمل ومع حكومة ابوظبي / الامارات اتفاقية اخرى مماثلة للاستفادة من خبرته وعلمه وادائه المذهل في التنبؤ واحوال الجو والطقس .

الشاكر الان وهو تحاوره ibm اعظم شركات التكنولوجيا وجايكا واليابان وزد على ذلك عدة شركات من الولايات المتحدة الاميركية تقف حكومة عبدالله النسور في افقها الضيق وهي تضيق ذرعا بنجاح الشاب وغيره من ابناء الوطن فتصدر مشروعا لقانون يحدد ويقيد ويحاصر النمو الانساني والتطور الذاتي والانطلاق نحو العالمية والثبات على ارضية علمية متفردة لاحباطه وتهجيره واقصائه من بلده فقط لانه مبدع وهذا ماجرى بالفعل على مرأى ومسمع الجميع وكأنه المسكين رسول جديد نزل عليه وحي ف"مرمطوه" وارادوا الاقتصاص منه بكل وسائلهم المتخلفة .

حينما زار رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي ووزير الداخلية السابق حسين هزاع المجالي موقع طقس العرب واثنيا على اداء الشباب ، ودعيا لهم بالتوفيق والنجاح ، قلت للشاكر "اقتربت نهايتك .. ففي اللحظة التي نشرت الراي ذات فجر خبرا للرفاعي على صفحتها الاولى بدلاً من صور وتصريحات الرئيس الفذ عبدالله النسور قيلت لنا نفس الكلمات وصار ما صار فانتظر ردا مجلجلاً من دولة الافخم وانتقاما يعرف الجميع طبيعته وكيف يعمل خاصة مع آخر اشهر حكومته "..

الشاكر ليس القصة فقط بل العقلية التي تدار بها الدولة والتفرد بالقرار وطبيعة التعامل بين رجل سبعيني - وهنا لا انتقص من ذكاء الرئيس وامثاله - وآخرين ينظرون للعالم بمنظار التفاؤل والامل والتقدم والابداع والتحفيز نحو المستقبل دون قيود القانون الذي فصلوه دون غيرهم في العالم ووضعوا شروطا تعجيزية تطفيشية تجعلهم وحدهم يصولون ويجولون وكأنهم في كوكب غير كوكبنا .. والمصيبة تجد لهم من يعزف على لحنهم ويدافع عن قراراتهم او يصفق لها بغباء مطلق.

المشروع يحاكي قرونا ماضية وبنوده لاتصلح لزمن سيدنا عبدالله الثاني ولا تطلعاته ولا رؤاه ولا كلماته ولاشعاراته ولا مبادراته ، لابل تعيدنا الى عصر حجري يقوم على النكايات والمناكفات والتصيد وكلنا يعلم ان الاخطاء بدأت وانتهت عند ارصاده الجوية التي قالت ان ام العواصف قادمة وان الثلوج ستطمرنا طمرا وهاجت الدنيا على الشاكر حينما خفف من وطأتها وقال ما يرى من تحليل للخرائط والرسومات وليس من بقالة الوالد او صيدليته.

كما ان المواد التي سنّها المشروع في قانون الرصد والتربص ، لايمكن الا ان تصيب ولا تخيب يوما لاننا نعلم ن التنبؤ كالكازينو او اليانصيب الى حد ما فقد تربح وقد تخسر وللقارىء الاختيار بين الدقة من عدمها وله الخيار ان يتنقل في زمن ان العالم اصبح قرية بين اي مرصد وصحيفة وموقع يختار ويختار ويصدق الادق والاكثر مهنية وتحليلاً لكن ليس على طريقة الحبس والجباية لم يخطىء في المشروع العقيم.

نهنىء الدول الشقيقة والصديقة والشركات العالمية التي ربطت ولاتزال اتفاقيات وعقودا معه وننعى الابداع والتميز والشفافية على مقصلة حكومة ال 2016 غير الآبهة الضاربة عرض الحائط بكل شيء .. وانا لله وانا اليه راجعون.