عائلة سورية في الزعتري: "الكرفان" يعيد الدفء إلى أوصالنا
كان الشتاء لأعوام خلت، الموسم المفضل لدى اللاجئة السورية ندى (14 عاما)، فتنتظر حلوله بفارغ الصبر، لتجد عائلتها مع دخول البرد تحيط بمدفأة البواري كما يحيط السوار بالمعصم، يتسامرون حتى ساعة متأخرة من الليل، أما اليوم فلا يحمل فصل الشتاء بالنسبة لهذه الطفلة سوى الشعور بالوحدة، داخل كرفان مصنوع من المعدن والبلاستيك المقوى.
قبل 3 أعوام اتخذت عائلة أبي قصي قرارها بالفرار من تحت القصف في سورية، لتكون الأردن ومخيم الزعتري وجهتها، حيث سكنت ندى ووالداها وأشقاؤها الأربعة في خيمة لعامين عانوا خلالها الأمرّين مع كل قطرة مطر أو هبوب ريح، قبل أن تحصل العائلة مطلع العام الماضي على كرفان ليصبح الشتاء أقل سوءا من ذي قبل.
وقالت ندى عن معاناتها مع الشتاء، إنها لم تشعر بالحرارة تسري في جسدها، قبل أن تحصل عائلتها على كرفان تقيم فيه بالمخيم.
ورغم مرارة العيش داخل المخيم، وفق ندى، إلا أن حصول العائلة على "كرفان" نقلها نقلة نوعية مقارنة بالمعيشة في خيمة، حيث أصبحت تشعر بدفء المدفأة في حال إغلاق أبواب "الكرفان" بالأقمشة كي لا يتسرب الهواء البارد منها، غير أنها تتمنى أن تعود إلى ديارها وأن تنسى كابوس المعيشة في المخيمات.
ورأى رب الأسرة أبو قصي، أن الأمور في المخيم أصبحت أكثر تحسنا من ذي قبل، إذ وزعت "المفوضية" ضمن ما وزعته على اللاجئين السوريين في المخيم، 5 أسطوانات غاز على عائلته خلال الشتاء، رغم أنها لا تكفي لنصف فصل الشتاء، مطالبا بزيادة حصة اللاجئين من المحروقات.
وأشار إلى أن عائلته المكونة من 8 أفراد أجبرت خلال المنخفض الحالي على الاستغناء عن التدفئة لساعات طويلة بسبب النقص الحاصل في مادة الغاز، لافتا إلى أن القطاع الذي يقيم فيه يعاني من انقطاعات متكررة بالكهرباء، التي لا تعمل أكثر من ساعتين يوميا بسبب الضغط الحاصل عليها.
وقال إن المنظمات المختصة عملت على توزيع بطانيات وجاكيتات على اللاجئين السوريين داخل المخيم، بالإضافة الى تجهيز أماكن إخلاء لحالات الطوارئ، فيما المواد الغذائية متوفرة داخل المخيم من خلال بطاقاتهم؛ حيث لم يشهد المخيم أي حالات نقص في المواد الغذائية.
وأكد أن الاستعدادات التي اتخذتها الأجهزة المختصة داخل "الزعتري" عملت على تخفيف المعاناة عن اللاجئين داخل المخيم.