القاعدة يتبنى هجوما أوقع 20 قتيلا في واغادوغو

شنت مجموعة متطرفة هجوما ليل الجمعة على مطعم وفندق في واغادوغو يرتادهما غربيون اوقع عشرين قتيلا على الاقل كما احتجزوا رهائن في اعتداء تبناه تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي بعد اقل من شهرين على اعتداء مماثل في مالي.

واعلن وزير الداخلية البوركينابي سيمون كومباوري لوكالة فرانس برس السبت تحرير 126 شخصا من بينهم 33 جريحا بينما قتل ثلاثة ارهابيين في تدخل لقوات الامن ضد منفذي اعتداءات في وسط واغادوغو، مشددا الى استمرار الهجوم.

وقتل ثلاثة ارهابيين هم عربي وافريقيين"، موضحا ان "الهجوم على فندق سبلنديد ومقهى كابوتشينو المقابل له انتهيا لكن هناك هجوم لا يزال جاريا في فندق ييبي" بالقرب من المقهى.

وكتب السفير الفرنسي جيل تيبو في تغريدة انه قبيل الساعة 02,00 (بالتوقيتين المحلي وغرينتش) "بدا هجوم" قوات الامن على المسلحين المختبئين في فندق "سبلنديد" الفاخر في وسط عاصمة بوركينا فاسو.

واوضح السفير "تقاسمت مختلف فئات الامن والجيش المهام بينها" في الوقت الذي انتشر فيه عسكريون فرنسيون في المكان.

وقرابة الساعة 04,30 ت غ، اعلن وزير محلي ان 30 شخصا خرجوا "سالمين" من الفندق وانه تم اجلاء 33 جريحا.

ومن بين الاشخاص الذين لم يتعرضوا لاذى وزير العمل كليمان ساوادوغو الذي كان في الفندق عند بدء الهجوم، حسبما اعلن وزير الاتصالات ريميس داندجينو لوكالة فرانس برس.

وصرح داندجينو "هناك قتلى لكن ليس لدينا رقم محدد"، مضيفا "الهجوم جار وتقوم به قوات بوركينا بدعم من قوات خاصة فرنسية".

وتتمركز قوات فرنسية خاصة في ضواحي واغادوغو في اطار مكافحة التنظيمات الاسلامية المتطرفة في منطقة الساحل. كما تملك واشنطن 75 عسكريا في البلاد وقالت انها تقدم الدعم للقوات الفرنسية في العملية.

واشار مراسل وكالة فرانس برس الى سماع اطلاق نار كثيف لمدة خمس دقائق قرابة الساعة 05,00 ت غ صباح السبت في الطوابق العلوية للفندق.

واضاف ان قوات الامن دخلت بعدها الى الفندق، بعضها من نوافذه الا ان سيارات الاسعاف التي اتت لاجلاء الجرحى المحتملين لا تزال على مسافة من الفندق مما يدل على ان الهجوم لم ينته بعد.

والفندق يضم 147 غرفة ويرتاده غربيون وموظفو وكالات الامم المتحدة.

وهناك مراقبة في مدخل الفندق لكن ذلك لم يمنع دخول المهاجمين نحو الساعة 19,45 تغ حين سمع دوي اطلاق نار وانفجارات.

كما استهدف المهاجمون مطعم "كابوتشينو" المجاور الذي يرتاده ايضا اجانب وقال موظف في المطعم ان الهجوم اوقع "العديد من القتلى".

واعلن وزير الداخلية سيمون كومباوري لفرانس برس "لقد شاهد رجال الاطفاء العديد من الجثث في شرفة المطعم".

وتحدث مدير المستشفى الرئيسي في العاصمة عن حصيلة اولية من "عشرين قتيلا" على الاقل في الاعتداء ونقل عن احدى الجريحات ان "البيض اكثر من السود" بين القتلى.

وتمكن مراسل وكالة فرانس برس من تمييز ثلاثة مسلحين معممين عند بدء الهجوم في حين قال شاهد انه راى اربعة مهاجمين "معممين وبدوا من العرب او البيض".

واغلقت قوات النظام المنطقة حيث اشتعلت النار في عشر سيارات.

وتبنى تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي الاعتداء الذي نسبه الى كتيبة المرابطون بزعامة مختار بلمختار، بحسب موقع سايت الاميركي المتخصص في متابعة المواقع الاسلامية.

وعل الفور، اشارت السفارة الفرنسية الى "اعتداء ارهابي" وخصصت رقما للطوارئ لرعاياها في بوركينا فاسو، في حين تم تحويل رحلة الخطوط الفرنسية باريس-واغادوغو الى النيجر المجاورة.

ويشكل هذا الاعتداء غير المسبوق في العاصمة تحديا لنظام الرئيس روش مارك كابوري المنتخب حديثا بعد عملية انتقالية صعبة على راس هذا البلد ذي الاغلبية المسلمة (60%).

لكن بوركينا فاسو التي شكلت "نقطة ارتكاز دائمة" لعملية برخان الفرنسية في مالي، سبق ان تعرضت لهجمات من قبل متطرفين.

وشهدت بعد ظهر الجمعة هجوما في شمال البلاد قرب الحدود مع مالي ادى الى مقتل دركي ومدني، بحسب الجيش.

وسجلت هجمات عدة من النوع ذاته في الاشهر الاخيرة وتم في نيسان(ابريل) 2015 خطف مسؤول امن روماني في منجم في تامباو (شمال) في عملية تبنتها كتيبة المرابطون.

وياتي اعتداء مساء الجمعة بعد اقل من شهرين من اعتداء على فندق "راديسون بلو" في باماكو اسفر عن سقوط 20 قتيلا بينهم 14 اجنبيا في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) حيث اتجز مسلحون لعدة ساعات نحو 150 نزيلا وعاملا في الفندق قبل تدخل القوات المالية مدعومة من القوات الخاصة الفرنسية والاميركية ومن مهمة الامم المتحدة. وقتل مهاجمان.

وبعد هذه الاعتداءات وسعت الاجهزة القنصلية الفرنسية في بوركينا فاسو نطاق "المنطقة الحمراء" التي ينصح بعدم السفر اليها لتشمل قسما كبيرا من بوركينا فاسو لكن دون ان تشمل العاصمة واغادوغو.