بساتين معان الجنوبية عطشى .. بانتظار إعادة تأهيل البئر السطحية

وكاله جراءة نيوز - عمان - شكا عدد كبير من اصحاب بساتين معان الجنوبية من خلال عريضة مقدمة بأسمائهم للحكومة من عدم اهتمام المسؤولين في وزارة المياه والري بقضيتهم المتعلقة بإعادة تأهيل البئر السطحية الموجود في هذه المنطقة، والتي تعد المصدر الرئيس لريها لا سيما في ظل عدم قدرتهم على تأمين مصادر مياه بديلة .

وتعد البساتين « القصايل» الواقعة على الجزء المحاذي للقلعة العثمانية في معان ، والتي تحولت لمركز ثقافي ، الواحة الأقدم تاريخيا في الأردن ، وتتميز بأهميتها البيئية والجمالية والاقتصادية, وكانت سابقا تروى عبر اقنية المياه المكشوفة من عيون الضواوي في معان .

واشار أصحاب البساتين الى انها كانت تشكل مصدر دخل عال لهم خلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي ، وذلك من انتاجها من محاصيل التمر والقرايص , بالإضافة الى النعنع المشهور باسم « النعنع المعاني « ، أسوة بصنف الرمان المميز على مستوى المنطقة ، ويتمسك هؤلاء المزارعون ومعهم عدد من الباحثين بالرأي الذي أبداه الرحال الفنلدي «جورج فلن «حول الرمان المعاني عندما وصفه بأنه الثمرة الأطيب التي تنبت في ارض العرب .

ودعا عبد الله حامد الخطيب احد أصحاب البساتين الذين وقعوا على مذكرة جماعية تناشد الحكومة بالتدخل لحماية هذه الرقعة الخضراء ، بعدما تحولت جميع الساحات القابلة للزراعة فيها لزراعة الزيتون غير المناسب لمناخ المدينة وتربتها ، الى ضرورة اعادة تأهيل البئر في هذه المنطقة لتوفر مياه الري لهم .

وأكد ان أصحاب البساتين يأملون ان تنفذ وزارة المياه والري قرار رئيس الوزارء القاضي بحفر بئر لانقاذ هذه البساتين ، الا اننا لم نر اي شيء على ارض الواقع لتنفيذ هذا القرار الذي يهدف الى المحافظة على هذه البساتين ، واستدامتها ، ومنع الاعتداء عليها وإعادة احياء الصناعات المجتمعية التي كانت معتمدة عليها مثل صناعة مربى القرايص ، والذي يؤمن دخلا عاليا لأصحابها ، واقامة خزان مياه في المنطقة القريبة من البساتين لتأمين مصدر مياه وتحويل عمليات الري من القنوات المكشوفة الى نظام الري بالتنقيط من خلال مشاريع وزارة الزراعة . وأشار احمد مصباح الخوري ، احد مالكي البساتين في هذه المنطقة ، الى ان الكارثة التي لحقت ببساتينهم تعود الى تنفيذ مشروع قنوات الصرف الصحي التي ادت الى تدمير قنوات الري النبطية بعد ان ضبت عيون المياه التي كانت تسقى منها والماره من وادي معان , بالإضافة الى المخلفات الناتجة عن مسلخ البلدية القديم ، والذي شكل بؤرة بيئية ساخنة في هذه المنطقة , مطالبا المسؤولين بتطبيق القرارات الخاصة بهذه البساتين وان لا تبقى مجرد وعود ، و اعادة تأهيل البئر السطحية الموجود حاليا والذي تم حفرها على عمق 20مترا بتوجيهات ملكية سامية من الملك الراحل جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، مؤكدا على ان اخر القرارات كان قرار رئيس الوزارء د. عون الخصاونة الموجه لوزارتي المياه والزراعة بالاستعجال بحفر بئر في منطقة البساتين .

من جانبه اوضح وزير الزراعة أحمد آل خطاب ان البساتين اصبحت الان بحاجة ماسة الى اعادة تأهيل البئر السطحية بعد ان جفت الينابيع التي كانت تعد من المصادر الرئيسة لري هذه البساتين في السابق ، حيث اصدر رئيس الوزراء تعليماته الى وزارة المياه والري بضرورة اعادة حفر بئر في منطقة البساتين ونأمل ان يتم ذلك .

مؤكدا ان الوزارة اعطت هذا الموضوع اهتماما بالغا نظرا لاهميتة من منطلق حرصها على اعادة احياء ما تبقى من هذه البساتين من خلال تنفيذ قرار رئيس الوزراء الذي جاء بناء على دارسة قدمتها وزارة الزراعة