ردود الفعل !
الثابت الوحيد هو.. المتحرك!! في السياسة كما في مدارات النظام الشمسي وحين ننغلق على «ثوابتنا» الفكرية او الدينية او الاخلاقية فاننا نتجمد ونقف، ونبقى على رصيف المسيرة الانسانية!!
التظاهر والاعتصام لمدة أربعة عشر شهراً وليس فيها غير الاصلاح (غير المحدد) والقضاء على الفساد (كيف؟) سيؤدي الى ردة فعل معاكسة، فقد وجدت الاكثرية الصامتة التي تتضرر فعلاً من تأخر الاصلاح، ومن الفساد، أنها مدعوة الى الخروج عن صمتها، ورفض هذا العبث الكلامي الذي يحتل الشارع باسمها!!
يكاد المواطن لا يصدق عينيه واللافتات ترفع أمام المسجد الحسيني الكبير باسم تحالف عشائر الحمايدة وبني صخر وبني حسن.. ووضع هذا التحالف في خرج حزب سياسي له برامجه السرية والعلنية!!
والذين يضحكون على أنفسهم، يعتقدون أنهم أمنّوا عمان والزرقاء واربد والكرك وثوروا الطفيلة، فلم يبقَ امامهم الا العشائر.. فيصبح النظام في أيديهم.. بعد أن سقطت أنظمة مصر وتونس وليبيا وبعدها سوريا، وكأن العشائر الاردنية هي شيء آخر غير شعب الاردن، وكأنها من طينة أخرى غير طينته!!
ردة الفعل على هذه الهلوسات، ظهرت في البادية الشمالية حين احتشد ربع مليون انسان اردني ليقولوا للملك، نريد الاصلاح الذي تقوده وقاده أبوك وجدك طلال.. ووضع مداميكه جدك الشهير المؤسس!!.
وردة الفعل تجيء من الطفيلة والكرك، فالاخوان المسلمون الذي يدسون رؤوسهم في «هبّة نيسان» لم يكونوا وقتها رفعوا صوتاً، ولا نشروا علماً ولا قالوا للفساد والتجبر ما أحلى الكحل في عيونك.. وحين رجع الحسين من رحلته في الخارج انضم الى هبة نيسان، وكانت العودة الى الديمقراطية والاصلاح وكل ما نادى به شجعان الاردن في هبة نيسان!!
كنا نقول لا شيء ثابت، والثابت الوحيد هو المتحرك، واذا بقينا نستعرض أنفسنا ولغتنا، وملامح وجهنا القديمة كل جمعة أمام المسجد الحسيني فان ردات الفعل الشعبية سترفض الاستعراض، فما الفرق بين شعارات مواسم الجمعة وبين البيانات الوزارية؟! وكيف يكون الاصلاح والقضاء على الفساد بالكلام والصوت العالي؟!