مرت سنة
غدير سالم :بداية كل عام نأمل بإشراق شمس ساطعة تسعدنا وتبعث فينا الأمل بأن هذا العام مشرق وجميل ومميز عن غيره من الأعوام ..
فتأتي الأعوام مختلفة .. منها ما يبعث السعادة والفرح ومنها ما يبعث الحزن والتعاسة على الناس ..
فلنتحدث عن عام 2015 ..
هو عام باهت اللون لم ينبيء بأمل جميل ، فها هي أوراقه الصفراء قد تبعثرت في كل مكان وتساقطت بلا رجعة ..
.. فقد خيمت فيه غيمة سوداء تحمل دمار ، حروب ، إنكسارات ، إرهاب ، دم ، أشلاء أطفال وكبار لا ذنب لهم ، ووضع إقتصادي ضائق على الناس ..
عام ثقيل وقاسي لا عطف فيه ولا حنان ..
فما هو حال عام 2016 ؟ هل هو متشابه أم مميز ؟ هل سيبقى الحال على ما هو عليه ؟
أم هناك شمس ساطعة ستشرق وأوراق خضراء جميلة ستبزع لتبعث الفرح فينا ؟
وهذا ما نأمله كل عام .. وما يجب أن نهيء أنفسنا عليه .. بأنه عام مميز ستنبت فيه ورود حمراء ذات رائحة عطرة ، و ستنمو أوراق خضراء وأعشاب تحيي الأرض وتلبسها ثوبا جميلا .
وسينتهي الدمار والخراب .. وسيقطع نهر الدم من التدفق .
وسيستقبل الكثير من الناس الحياة عقب موت العديد أيضاً .
أحداث سعيدة وحزينة
وفي حديث لـ «أبواب – الرأي « مع أشخاص وفئات عمرية مختلفة بينوا لنا ماذا كان يعني لهم عام 2015 وما مر بهم من أحداث سعيدة أو محزنة فيه وهذا ما رصدناه .
«خالد « 29 عام .. لم يكن عام 2015 ملائما له فقد عانى فيه الكثير ولكن هو ميزه بشيء في نهايته فقال :» عام 2015 سيء للغاية بالنسبة لي فقد استقلت من عملي الذي عملت به مدة 8 أعوام ،توفي والداي بحادث سيارة ، ولم أحقق فيه أي حلم «.
وأضاف :» لكن رغم هذه المأسي التي مرت إلا أنني أحببت أن أنهي هذا العام بأداء مناسك العمرة لتكون بداية لسنه جديدة أتمنى ان لا أحزن فيها أبداً «.
لكن «دينا» 25 عام .. كان العام 2015 مميزاً بالنسبة لها فقالت :» عام جميل مميز حققت فيه ما أتمنى ، سافرت للعديد من البلدان التي تمنيت زيارتها ، العديد ممن حولي من أحبابي تزوجوا ورزقوا بأطفال ، وسر سعادتي وجود اهلي بجانبي ادامهم الله لي «.
الحاج السبعيني «أبو محمد « رغم انه يشاهد احفاده وأسرته الجميلة دائما حوله الا أن هناك غصة بالقلب لا تنتهي فقال :» سعيد بأنني تمكنت من تزويج كافة أولادي وبناتي ورزقت بأحفاد وعائلة جميلة ، ولكن في القلب غصة فما حدث من دمار وحروب في بلداننا العربية لا يمكن أن أغفل عنه أو أنساه «.
أما الشاب «ثائر» 26 عاماً فقد كان عام 2015 عام بعث فيه للحياة من جديد فقال :» قد لا تصدقوني ولكن عام 2015 عام العجائب بالنسبة لي فقد شاهدت الموت بعيني مرتين ، الأول بحادث سير أليم نجوت منه بقدرة الله ، والآخر في غرفة العمليات أيضاً نجوت بحمد الله ، ولكن لا أعلم هل مقدر لي الموت في العام القادم هذا ما أجهله ؟»
الحاجة السبعينية « أم علي»تتحدث عن عام 2015 والدموع في عينيها فتقول :» لن أقول لكم عن أي أمر سعيد حصل فأنا حزينة جدا للدمار والدم الذي لا ينقطع في هذا العام ، قد أسعد وأضحك ولكن هي ليست سعادة حقيقية لما يمر به أخواننا في البلاد العربية المجاورة «.
أما «سارة» 27 عام .. كان عام 2015 منوعاً بالنسبة لها قالت :» شاهدت احداثا كثيرة في هذا العام فقد بدأته بنجاح رائع على المستوى الشخصي والعملي ، وها هو انتهى بفشل على هذين الصعيدين «.
والطفلة «لمى» 7 أعوام كانت سعيدة جداً فقالت ببراءة:»في هاي السنة جبت الأولى على الصف وفرحت أهلي كثير «.
وبنظرة غريبة نوعاً ما قال « محمد» 26 عام :» 2015 عام مثله مثل أي عام لم يتغير به شيء بل بقيت على ما عليه «.
وأنت عزيزي القاريء ماذا تعني لك 2015 ؟ وماذا ستحقق بـ 2016 ؟