الحكومة تتجه لحجب المكالمات عبر تطبيقات التراسل
توشك هيئة تنظيم قطاع الاتصالات على اصدار قرار ينظم استخدام خدمات الصوت عبر 'بروتوكول الإنترنت'، والتي منها خدمات المكالمات الصوتية عبر تطبيقات التراسل الفوري للهواتف الذكية مثل 'سكايب' و'فايبر' و'واتساب' وغيرها، وفقا للرئيس التنفيذي للهيئة غازي الجبور.
واوضح الجبور في تصريحات صحفية أن 'مجلس مفوضي الهيئة سيناقش الموضوع في غضون أيام، ويتخذ قرارا نهائيا بتنظيم هذه الخدمات وبالشكل الذي يتوافق مع قانون الاتصالات، ويضمن مصالح جميع اطراف المعادلة، لا سيما وان هذه خدمات المكالمات الصوتية عبر الإنترنت تقدمها شركات ليست مرخصة في السوق المحلية، وباتت تؤثر وتأخذ حصة كبيرة من إيرادات القطاع معتمدة على بنية تحتية تستثمرها الشركات العاملة في السوق المحلية'.
ولم يفصح الجبور عن تفاصيل القرار المنتظر، الا انه أكد بأن 'القرار لن يتضمن حجبا لاي من هذه الخدمات، كما ان خدمات التراسل (الرسائل) عبر تطبيقات الهواتف الذكية ليست المقصودة بالقرار، ولكن ما هو مقصود هو خدمات المكالمات الصوتية عبر هذه التطبيقات التي يجب تنظيمها بالشكل الذي يحقق مصلحة القطاع'.
يشار هنا إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة بلغ مؤخرا 6.3 مليون مستخدم، فيما يقدر عدد اشتراكات الخلوي بحوالي 13.1 مليون اشتراك، وتقول ارقام غير رسمية بان نسبة انتشار الهواتف الذكية تقدر بحوالي 70 % من اجمالي اشتراكات الخلوي.
وتقوم الهيئة ومنذ اسابيع باجراء دراسة بالتنسيق مع المشغلين تتعلق بالتحديات التي فرضتها تطبيقات التراسل الفوري للهواتف الذكية من أمثال 'واتساب' و'الفايبر' على سوق الاتصالات، وذلك بهدف الخروج بتوصيات تتعلق بالبدائل المتاحة كافة (من النواحي التنظيمية والتشغيلية والفنية) للتخفيف من أثر هذه التطبيقات على إيرادات سوق الاتصالات والشركات. وليس بالضرورة أن تكون هذه العلاجات متمثلة بحجب تطبيقات التراسل، والتي يجب أن يبقى المستخدم يملك الحرية في استخدامها.
الى ذلك، يرى الجبور بأن 'هذه الخدمات اثرت على الشركات وإيرادات السوق، فقد أسهم توسع وانتشار استخدام الهواتف الذكية وتطبيقاتها في تراجع استخدام المستفيدين لخدمات الرسائل القصيرة والمكالمات الصوتية، لاسيما الدولية مع ما تتميز به هذه التطبيقات من مجانية وسرعة وفاعلية الاستخدام'.
واضاف: 'معدلات نمو الحركة الهاتفية لدى الشركات المحلية، لا سيما الحركة الهاتفية الدولية، في تراجع ملحوظ، ومن المؤكد أن هذه التطبيقات تعتبر أحد العوامل التي ساهمت في هذا التراجع. ومع حاجة هذه التطبيقات الى توفير خدمة الإنترنت على الدوام، وبالتالي فانه من المفترض أن تعوض الشركات تراجع الإيرادات الناتج عن انخفاض الحركة الهاتفية من إيرادات الإنترنت'.
واعتبر الجبور أن 'التنافس الشديد بين الشركات والتركيز على المنافسة السعرية أدى إلى تراجع الإيرادات المتحققة من خدمات الإنترنت إلى دون المستويات المستهدفة من قبل الشركات، وكما تم بيانه سابقاً، فإن الهيئة تقوم حالياً بدراسة هذه الآثار وسيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة في ظل نتائج الدراسة'.