شاهد تفاصيل لائحة الاتهام للمتهمين الذين نفذوا مخططهم الارهابي انتقاماً

كشفت لائحة الاتهام في قضية "صمّا" ان المتهمين في قتل شهيدي الامن عقدوا امرهم بضرورية القيام بعملية ارهابية ضد مرتبات الامن انتقاماً، إذ تكون بالغة الخطورة لتثير الرعب في صفوف منتسبيها وتمنعم من القيام بواجباتهم الامنية على اكمل وجه.

وحملت اللائحة في طياتها ان المتهمين كلفوا احدهم وهو المتهم الاول في تنفيذ عملية اطلاق النار كونه يجيد الرماية بمهارة ودقة في الاصابة باستخدام سلاح الكلاشنكوف، وقاموا ثلاثتهم بتعيين احدى التلال المطلة على طريق صما /الاغوار الشمالية مكانا لتنفيذ مخططهم الاجرامي.

ونفى المتهمون الثلاثة في قضية "صما" التي نتج عنها مقتل شهيدي الامن ما اسندت اليهم نيابة محكمة امن الدولة من تهم واجابوا عند سؤال المحكمة لهم انهم غير مذنبين، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية التي عقدتها هيئة عسكرية لدى محكمة امن الدولة برئاسة رئيس المحكمة القاضي العسكري العقيد رائد ازمقنا وعضوية القاضيين العقيد محمد العفيف والرائد عامر هلسة، وبحضور مدعي عام المحكمة العقيد علي مبيضين ووكلاء الدفاع عن المتهمين الذين عينتهم المحكمة لعدم مقدرة المتهمين على تعيين وكلاء دفاع لهم.

ويواجه المتهمون الثلاثة وفق ما اسند اليهم مدعي عام محكمة أمن الدولة تهمتي القيام بأعمال إرهابية بإستخدام أسلحة أتوماتيكية أفضت الى موت إنسان بالاشتراك، والقيام بأعمال ارهابية باستخدام أسلحة أتوماتيكية أفضت الى الحاق الضرر بوسيلة نقل بالاشتراك.

وتلخصت تفاصيل القضية وفق لائحة الاتهام ان المتهمين تولدت لديهم الرغبية بالانتقام من مرتبات الامن العام وذلك لمقتل شقيق احدهم خلال عملية مداهمة نفذت في منطقة صما بهدف القاء القبض على مطلوب.

وذكرت اللائحة في التفاصيل ان المتهمين جميعا من سكان بلدة صما في محافظة اربد، وفي العاشر من تشرين الاول الماضي كانت احدى دوريات الامن العام قد قامت بحملة امنية للقبض على عدد من المطلوبين من ابناء البلدة ومن بينهم شقيق المتهم الثاني، وبسبب تعرض افراد الدورية المذكورة آنذاك لاطلاق العيارات النارية من قبل بعض الاشخاص فقد اضطر افراد الدورية المذكورة للتعامل مع الموقف بتطبيق قواعد الاشتباك المتعارف عليها في مثل تلك الظروف، وقد نجم عن تبادل اطلاق العيارات النارية على هذا النحو اصابة احد اشقاء المتهم الثاني بعيار ناري لم يتبين مصدره اودى بحياته، حيث اثارت هذه الواقعة الحقد والرغبية بالانتقام لدى عدد من اقارب المتوفي وابناء بلدته.

وقد تزعّم المتهمون هذا الموقف، وبدأوا بحملة تحريضية تستهدف ملاحقة مرتبات الامن العام من القوى البشرية والمركبات وذلك بهدف النيل من سلامة اي من تلك المرتبات انتقاما لمقتل شقيق المتهم الثاني، وذلك في الوقت الذي شكلت فيه مديرية الأمن هيئة تحقيق بالواقعة لمعرفة المتسبب بالوفاة واحالته للقضاء المختص، الا ان هذه الاجراءات الرسمية والتي كانت قد تمت بعلم المتهمين لم تلق اي ردود فعل ايجابية من جانب المذكورين الذين كانوا قد عقدوا امرهم بضرورة القيام بعملية ارهابية ضد مرتبات الامن العام تكون من الخطورة البالغة التي ترهب هذه المرتبات وتثير الرعب في صفوف منتسبيها من القوى البشرية وتمنعهم من القيام بواجباتهم الامنية على اكمل وجه.

وتنفيذا لهذه الغاية تمكن المتهمون في اواخر تشرين الثاني الماضي من تجهيز قطعة سلاح نوع كلاشنكوف بمعرفة المتهم الثالث وقاموا بتعيين احدى التلال المطلة على طريق صما /الاغوار الشمالية مكانا لتنفيذ مخططهم الاجرامي بعد ان قاموا بتسليم السلاح الموصوف للمتهم الاول معتمدين في ذلك على مهارة المذكور في الرماية ودقة الاصابة.

وفي ثلاثين تشرين الثاني الماضي وهو الموعد المحدد توجه المتهم الاول وبحوزته اداة الجريمة بعلم المتهمين الثاني والثالث الى المكان المحدد لهذه الغاية وبدأ يترقب مترصدا صيد المخطط الاجرامي، وبعد انتظار استمر مدة تقارب الخمس ساعات تحمل خلالها المتهم الاول ظلمة المكان وبرودة الطقس وغزارة الامطار بين الفينة والاخرى، حتى شاهد المتهم الاول لضوء (لوّاح) احدى مركبات الدوريات الخارجية قد اقبلت في طريقها باتجاه الاغوار الشمالية حيث وجه سلاحه صوب المركبة الموصوفة ودقق التسديد وبدأ باطلاق عيارات نارية على شكل صليات باتجاه المركبة ولم يتوقف عن الرماية الا بعد نفاذ الذخيرة التي كان قد عمل على تجهيزها بالاشتراك مع المتهمين الثاني والثالث وقوامها مخزنين وبواقع عشرين طلقة لكل مخزن، ليزف المتهم الاول بعد ذلك البشرى بتمام تنفيذ المخطط الاجرامي بنجاح، للمتهمين الثاني والثالث من خلال مكالمة هاتفية اجراها مع المتهم الثاني.

وقد نجم عن عملية اطلاق النار على هذا الوجه اصابة كل من النقيب جمال الدراوشة والعريف اسامة الجراروة في منطقة الصدر بالنسبة لكل منهما واللذين كانا قد استقلا المركبة بهدف القيام بجولة تفتيشية ضمن منطقة الاختصاص، حيث ما لبث المذكوران وان فارقا الحياة متأثرين باصابتهما بالعيارات النارية، كما نجم عن الحادث الحاق اضرار مادية بالمركبة التي كانا يستقلانها، اثر ذلك جرت الملاحقة.

وقد تم العثور على اداة الجريمة والتي كان قد اخفاها المتهم الاول بعد اتمام عملية التنفيذ بداخل احدى الغرف الواقعة في محيط بلدة صما، كما اظهر الفحص المخبري للاظرف الفارغة الملتقطة من مسرح الجريمة والقطع والرؤوس النحاسية التي تم استخراجها من جثتي المجني عليهما والمركبة انها جميعا قد اطلقت بأداة الجريمة المضبوطة وهي الكلاشنكوف وقد قام المتهم بتمثيل الجريمة من خلال كشف الدلالة.