لاجئون سوريون يروون لحظات عبور الشيك الفاصلة بين الموت والحياة

«وكاله جراءة نيوز - عمان - هي اللحظات الاكثر رعبا في حياتنا،لم نكن نعلم ان حياة جديدة كتبت لنا نحن وأطفالنا بمجرد عبور الشيك»، يصف سوريون عبروا الشيك الحدودي الفاصل بين الاردن وسوريا، والمزروعة جوانبه بالالغام.
سهام أبنة الـ22 ربيعا، القادمة من احدى قرى درعا قدمت الى الاردن قبل ثلاثة اشهر مع عدد من افراد عائلتها، تقول انها تلقت تهديدات متكررة بالقتل، ما دفعها الى الهرب،رغم انها كانت تمر في حالة «نفاس»في ذلك الوقت ،إذ لم تمض ايام على ولادة طفلتها بعد عملية قيصرية لكنها اضطرت لمغادرة بلدتها حفاظا على حياتها واسرتها.
ولم تحل العمليات الجراحية المتكررة لأحمد، من سكان البلد في درعا،بعد اصابته في البطن،وهو يتلقى العلاج حاليا بمستشفى الامير راشد  ،بعد تحويله من مستشفى الرمثا  ،دون محاولته الهرب من سوريا، بإستخدام   دراجة نارية اوصلته الى الشيك الاردني بعدما سار   اكثر من ساعتين بين الاودية وهو ينزف.
ويضيف بمرارة:» إختبأت بين الاعشاب خوفا من رؤيتي من قبل القوات السورية».
أحد الهاربين حديثا عبر الشيك، مع اكثر من 500 لاجيء،يروي قصته مع اللجوء،ويقول:» اغلب الهاربين من الاطفال والشيوخ الكبار، إذ أصبحت عملية الهروب سهلة كون اغلب مناطق الحدود بدون جيش والذي تم سحبه للمدن».
«أعداد اللاجئين السوريين في تزايد»،هذا ما صرح به مصدر رسمي ،طلب عدم ذكر إسمه، موضحا انه يصل يوميا الى الرمثا اكثر من 400 سوري. وبين المصدر، ان سكن البشابشة المجاني لاستقبال النازحين حال وصولهم وقبل تكفيلهم اصبح يغص بالسوريين، مشيرا الى بناء خيم داخل السكن لاستيعاب العدد الكبير الذي يصل يوميا.
واشار المصدر الى ان دوام المتصرفية ومالية الرمثا على مدار الساعة بما فيها ايام الجمع من اجل تكفيلهم، مشيرا الى ان عدد الذين يتم تكفيلهم يصل الى اكثر من 400 سوري يوميا.
 مالك سكن البشابشة، الذي طلب عدم ذكر اسمه،أوضح انهم يتعاملون مع قضية النازحين من الجانب الانساني وليس الجانب السياسي او المادي، موضحا ان  تقديم اهل الرمثا العون لاخواننا المسلمين والمسيحيين والدروز والاكراد والعلويين يتم بدون تمييز.
واشار، الى وصول عدة جنسيات  نساء ورجال اطفال وصبايا، مبينا ان عدد الواصلين الى سكن البشابشة اكثر من 7000 شخص.
وأضاف يقول:» المجمع السكني الموجود بعيد عن المساكن وموجود في اطراف المدينة وهو ملك خاص قمت بتأجيره مقابل أجر وثواب من رب العباد، وتكلفت بنفقات ضيوفنا في داري»، مشيرا الى ان 5200 مترا مربعا تم تخصيصها للسوريين، لافتا الى انه بعد ان امتلاءت الشقق باللاجئين قام باستئجار خيمة على نفقته الخاصة.
 مصدر أمني أوضح ان حرس الحدود الاردني يقومون بنقل النازحين في حافلات كبيرة ويرسلوهم الى سكن البشابشة والذي زاد عدد الموجودين فيه عن 1500 لاجيء.
وامام الازدحام ولجوء الفارين الى بناء الخيم في الشوارع، إستدعى الامر تدخلا من النائب الدكتور احمد الشقران، الذي طلب من رئيس الوزراء، حل مشكلة اللاجئين المتفاقمة يوميا، مؤكدا ضرورة الالتفات لحجم المشكلة الانسانية للاجئين في الرمثا والآثار التي قد تنجم عن إستمرارها لمدة زمنية طويلة.
وتحدث الباحث الاجتماعي في جمعية التكافل، علي البشير الشقران، عن دور الجمعية في تقديم العون والاغاثة للسوريين الواصلين حديثا الى الرمثا،ابتداء من  الاثاث والمعونات الغذائية التي تكفيه لمدة معينة، مؤكدا ان الجمعية تغطي اكثر من 90% من اللاجئين بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة من رسمية او جمعيات او سكن البشابشة.
وأكد أهمية مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للعائلات التي لجأت للأردن من الأحداث الأخيرة، لكي تتمكن الجمعية من القيام بدورها المطلوب وتوفير احتياجات اللاجئين السوريين من الخدمات اللازمة في هذا الخصوص.