القصة الكاملة .. رجل اعمال أردني وفتاة روسية حاول والدها تفريقهما بسيف "داعش"

قبل أيام نشرنا مقالة عن عملية أمنية نفذتها الوحدات الخاصة الروسية، وألقت القبض فيها على شابة روسية في أحد مطارات العاصمة موسكو متهمة إياها بمحاولة الالتحاق بتنظيم داعش.

القوات الأمنية ألقت القبض على إيرينا بابيكينا في مطار "فنوكوفو" أثناء محاولتها السفر إلى تركيا، وأشيع حينها أنها ستهرب من هناك إلى سوريا للالتحاق بالمسلحين.

وقام ضباط في الوحدة الخاصة بإخضاع الفتاة للتحقيق في غرفة خاصة بالمطار، في الوقت ذاته يصل والد الفتاة الغاضب للمطار ويقوم بتمزيق جواز السفر الخاص بها.

وتنهار الفتاة باكية، وعندها يكتشف أن الفتاة ربما كانت ضحية افتراء، وأن ما دفعها للسفر ليس الالتحاق بالإرهابيين، وإنما الحب.

ليس هناك قصة أكثر حزنا.. يزن شاب أردني وإيرينا شابة روسية، أرادا أن يجمعهما رابط الزواج المقدس، لكن "الإرهاب العالمي" يتدخل في اللحظات الأخيرة، ليفشل علاقتهما.

قالت إيرينا "عندما كان من المفروض أن أسافر، وكان خطيبي يزن ينتظرني في قبرص، كان دائما يكتب لي ويسألني عن حالي، وقد ألقي القبض علي عند حاجز الجوازات".

قصة أشبه بأفلام جيمس بوند
وفي هذه اللحظة تأخذ القصة منحنا جديدا أشبه بأفلام "جيمس بوند"، إذ قام عناصر تابعون لجهاز المخابرات الروسية بالقبض على إيرينا عند حاجز الجوازات في المطار واحتجزوها في إحدى الغرف هناك، إلى أن حضر والدها، الذي تبين فيما بعد أنه اتصل بالقوات الخاصة، مدعيا أن ابنته تنوي الالتحاق بمجموعة من المسلحين تابعة لتنظيم داعش...قالت إيرينا "أنا أشكك بقوى والدي العقلية، لقد قلب الحقائق رأسا على عقب".

بعدها، أخذت الأحداث تتطور بشكل سريع، واتضح لاحقا أن الفتاة لم تكن تنوي الالتحاق بأي تنظيم إرهابي، وإنما كانت تنوي السفر إلى قبرص للقاء خطيبها رجل الأعمال الأردني يزن العباسي.

وبدأت قصتهما، كما الآلاف من الشباب العصريين، إذ تعرفا عن طريق الإنترنت، هو شاب أردني عمره 30 عاما ويعمل مبرمجا، وهي طالبة سابقة من بلدة ديدينوفا من مقاطعة موسكو.استمرت علاقتهما عاما ونصف العام، وكانا يتواصلان عبر الاتصال المصور "الفيديو".

في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي قدم زين إلى روسيا لمدة أسبوعين، وعرض على إيرينا الزواج، وهي قبلت، بدأت بعدها بإجراءات السفر، لكن، الأب، الذي هجر العائلة قبل عشر سنوات خلت، علم بنيتها وحاول ثنيها عن السفر.

من جهته يقول ألكسي فيلاتوف نائب رئيس الجمعية الدولية لقدامى المحاربين، وحدة مكافحة الإرهاب "ألفا"، "عندما ترد معلومات عن أن شخص ينوي الهجرة من روسيا، يكون رد الفعل سريعا جدا، أي، يلقى القبض عليه لتحري صحة ودقة المعلومات التي وردت".

جهاز المخابرات أطلق سراح الفتاة بعد خمس ساعات من التحقيق، وبعد فحص كافة المعلومات المطلوبة، كما تأكد عناصر الجهاز من أن الخبر الذي زودهم بها والد الفتاة، لا أساس له من الصحة.

بعد هذا تعهدت منظمات التواصل الاجتماعي على مساعدة إيرينا في إخراج نسخة جديدة لجواز السفر الخاص بها، وذلك بعد أن قام والدها بتمزيقه، كما وعدوها بشراء تذكرة سفر لخطيبها لكي يحضر إلى موسكو، ولكي يتقدم بدعوى ضد أقاربها أمام القضاء الروسي لتحقيق العدالة.

رأي حقوقي
من جهته قال الحقوقي فلاديسلاف كوتشورين "في قانون العقوبات توجد المادة رقم 306، والتي تعاقب على جريمة إعطاء معلومات كاذبة، وهذا يعني أن والد الفتاة علم مسبقا أنها لم تخطط لجريمة ما ولم تكن تنوي المشاركة بأي مجموعات مسلحة".

ويواجه الأب الآن عقوبة صارمة تصل إلى غرامة 120 آلف روبل (ما يعادل 2000 دولار أمريكي تقريبا)، أو الحبس لمدة سنتين.

ومن الواضح أن جهاز المخابرات سيضع إيرينا تحت المراقبة ولفترة طويلة، ليتأكد فيما إذا كانت توقعات والدها في محلها.