شـركـات توظيــف تغــرر بالشبـاب للعمـل في فنادق ايلات
اتهم ناشطون حقوقيون احدى شركات التوظيف المحلية بانتهاكها قوانين العمل والتوظيف لتستغل الشباب الأردني الباحثين عن وظائف .
ووجد 180 شابا أردنيا أنفسهم في وضع لا يحسدوا عليه بعد أن غرر بهم للعمل في ظروف مزرية وغير آمنة في فنادق ايلات في ظل بطالة كبيرة ،حيث إن الشباب الموظفين هم الفوج الأول من أصل 1500 شاب سيتم إرسالهم للعمل في ايلات .
وطالبت عدد من اسر هؤلاء الشباب الجهات المعنية للتدخل وإرجاع الأمور إلى نصابها من خلال حماية ابنائهم وصون كرامتهم وتوثيق حقوقهم لدى الشركة في فنادق إيلات لتعرضهم لاستغلال بأجور متدنية تحت وطأة ظروفهم الاقتصادية الصعبة وفي ظروف يصعب فيها إجراء رقابة على ظروف العمل التي يتعرضون لها .
وأفادوا بأن جهات عملهم فرضت عليهم بنود إذعان مخالفة ضمن عقود عملهم ، منها تحميلهم رسوم الإقامة والإلغاء عند الاستقالة، وعدم العمل عند الغير بشكل مطلق، وتوقيع توكيلات لمحام من الجانب الإسرائيلي لأغراض عديدة ، مشيرين إلى أنهم اضطروا إلى التوقيع على هذه العقود لحاجتهم للعمل، معربين عن تخوفهم من التبعات القانونية لهذه البنود عند تقديم استقالاتهم.
ووفقا لإفاداتهم وعقد التشغيل والتوظيف فان الأغراض التي تتضمنها توقيع التوكيلات تهدف إلى تحصيل أية دفعات بما فيها التقاعد من أي طرف لصالح الموظف والحصول على التقارير وكشوف الراتب من جهة عمل الموظف ولكنها في واقع الحال سمحت للشركة باقتطاع وسحب أية مبالغ يرغبون بها دون الرجوع للموظف.
وأضافوا بأن الشركة تكفلت وفقا لاتفاقية التوظيف بتأمين السكن المناسب للموظف إضافة إلى تأمين التنقل من والى مكان العمل مقابل اقتطاع 177 دينارا بدل خدمات يتم اقتطاعها شهريا من راتب الموظف لكنهم تفاجئوا بأن مكان السكن هو فندق مهجور وخرابه أكل عليه الدهر وشرب حيث قاموا مكرهين بتنظيفه وصيانته واستخدام ما وجدوه لافتراشه والنوم به .
وقالوا أن وسائط النقل تلزم أبناءهم بمغادرة السكن الساعة الخامسة صباحا لارتباط وسائل النقل تلك بطلبة المدارس والجامعات هناك علما إن ساعات العمل تبدأ الساعة الثامنة والنصف صباحا والمسافة بين مكان سكنهم ومكان العمل لا تتجاوز أكثر من ربع ساعة بالسيارة فيضطرون للانتظار على الأرصفة 3ساعات حتى مباشرة العمل ويغرم الشاب الموظف 100 شيكل إسرائيلي عن كل يوم غياب عن عمله .
ونظرا لتعطل وسائط النقل المتوفرة من الشركة خلال الأيام الماضية اضطر الموظفون لاستخدام وسائط نقل ( التاكسي ) على نفقتهم وبكلف إضافية مرتفعة ، ووفقا لعقد التشغيل فالموظف ملزم بالعيش والنوم والسكن بالمكان الذي توفره الشركة كذلك التنقل بوسائط النقل التي توفرها الشركة .
ووفقا لعدد من الشباب الموظفين ، أنهم يتقاضون أجرة شهرية بالشيكل تعادل 1200 دينار أردني لكن ما يتسلمونه يبلغ 550 دينارا أردنيا وباقي المبلغ يتم اقتطاعها لصالح الشركة بدل خدمات وتامين العمل فضلا عن إيهامهم بساعات عمل إضافية مقابل 8 دنانير عن كل ساعة عمل لكنها غير حقيقية وتخالف الواقع نظرا لإغلاق المعبر الساعة الخامسة مساء .
وجاء في عقد التشغيل «الدفعات بواسطة الموظف لصالح الشركة تكون بنسبة 12% من مجمل الدخل المستلم من قبل الموظف من الفندق الذي يعمل به او من أي طرف ثالث وبالطريقة والنسبة التي تراها الشركة مناسبة والتي لاتقل عن 600 شيكل اسرائيلي شهريا وذلك بدل رسوم إدارية وتشغيلية .
وبينوا « للدستور» أن الشركة المشغلة لازالت تماطل في إعطائهم نسخة عن عقد التشغيل دون معرفة الأسباب ، مشيرين الى أن الموظف الذي يرغب بالحصول على نسخة من عقد التشغيل يواجه ضغوطا نفسية ومشكلات في العمل لثنيه عن هذا الطلب ما شكل لديهم مخاوف وشكوك تتعلق بأمنهم الوظيفي والحقوقي .
ورفع موظفون مذكرة الى وزارة العمل يطالبون وزارة العمل بمساعدتهم للحصول على نسخة من عقد التشغيل ، منوهين الى أنه تم إبلاغهم من قبل الشركة بأنهم سيتسلمون النسخة الثانية من عقد التشغيل في العقبة فضلا عن مطالبتهم الوزارة بمراجعة عقد التشغيل والتحقق منه ومدى موافقته لقانون العمل الأردني .
وتعتزم الشركة بإرسال نحو مائتي شاب موظف جديد مع نهاية الأسبوع الحالي ليصل عدد الشباب الأردنيين المشغلين في ايلات 380 شاب وبحسب مراقبين ماليين فأن قيمة المبالغ العائدة إلى الشركة من مجمل الاقتطاعات من رواتب الموظفين الـ (180 ) تقارب 100 ألف دينار للشهر الواحد.
وأبدى الأهالي تخوفهم على أبنائهم معبرين عن أسفهم لضعف الرقابة الحكومية على شركات التوظيف ومتابعة تطبيقها لقانون العمل والتوظيف وأن يصل الحال بالشركات المحلية والمتاجرة بالشباب الأردني بهذه الصورة مستغلين بذلك بنود اتفاقية التشغيل التي تلزم الموظفين بدفع ألفي دينار في حال عدم الالتزام بأحد بنودها .