شاهد بالتفاصيل ... حديث خطير ومطول بين الملك الحسين والرئيس الاسبق وصفي التل
: د.بكر خازر المجالي
لم يكن الشهيد وصفي التل في حالة عصبية غير مسبوقة مثلما كان ايام حرب حزيران عام 1967 ، فهو المعارض لها بشدة، وقال اننا مهزومون لا محالة، ولم يستطع اخفاء مشاعره ومخاوفه وهو رئيس الديوان الملكي يومها، وكتب فيما بعد كتيبا صغيرا اسماه "نكسة حزيران" ليوضح كيف ان العرب هم من يصنعون الهزيمة وكيف كان جر الاردن لحرب خاسرة، وكيف اننا نعتبر العواطف والقيل والقال هو اهم من الواقع والحقيقة.
ولكن حين قراءة تراث وصفي التل تجد حياة الزاهد والمتعفف والمخلص والفلسطيني اكثر من كونه اردنيا في مدى حبه لارض فلسطين وانتصاره لقضيتها والذي عاش مناضلا يحمل السلاح ثم التحول الى توظيف العقل في مقاومة المخططات ومحاولة بناء جبهة عربية للتصدي للمشروع الصهيوني.
بين يدي تحقيق صحفي في مجلة لبنانية اسمها مجلة الجديد والتحقيق هو في عددها رقم 109 في سنتها الثالثة والصادرة يوم 16 آب 1968 ( اشير الى ان هذا العدد من المجلة تمت مصادرته في الاردن ومنع من الدخول ) وحمل الغلاف صورة المغفور له الملك الحسين وصورة وصفي التل وعنوان رئيسي كبير الاردن مجتمع قرطاجة.
ونقل التحقيق "أنه منذ أيام دار حديث مطول بين الملك الحسين والرئيس الاسبق وصفي التل، وكان موضوع الحديث هو نوايا اسرائيل تجاه الاردن" وأول عبارة في التحقيق تقول " ان انهيار النظام والحكم في الاردن هو من اول اهداف الاستراتيجية الاسرائيلية وجاء في التحقيق حرفيا ما يلي : " شعور اسرائيل ان العقبة امام تصفية القضية الفلسطينية هو وجود المملكة الاردنية الهاشمية وأنه لولا وجود المملكة لتم تصفية القضية الفلسطينية منذ سنوات وتأمل اسرائيل الان ازالة هذا العائق امام التصفية والتسوية ".
وتطرق التحقيق رؤية وصفي التل التي ترى ان الانتظار مستحيل وان الاعتماد على العرب هو في حدوده الدنيا، وان التوجه لبناء خطة شاملة تبدأ من القرى الحدودية وبناء قدرات الشباب لتكون بمثل تجربة مجتمع قرطاجة ، وكان وصفي التل قد طرح فكرة معسكرات الحسين للشباب لاعداد الشباب المرتبط بارضه والقادر على الاسهام في التصدى لكل اشكال التهديد.
طرح وصفي التل خطة عربية جماعية طويلة النفس تألفت من خمس نقاط تركزت في انشاء قيادة عربية موحدة وايجاد خطة لتوحيد الاساليب وخطة تسليح وخطة مالية واخرى للعمليات، وأن يكون للاردن خطته الشاملة.
ومما اشار اليه وصفي التل ان استنتاج غايات العدو لا تحتاج الى جهد وعناء فهي واضحة وقال ان انهيار الاردن هو القضاء على مشروع المقاومة العربية .
ونحن حين نقرأ مثل هذه الافكار هذه الايام نجدها موجودة وقد اتخذت قوالب جديدة واشكال اخرى ولا تختلف مطلقا من حيث المضمون والرؤية ، وما يؤخر تنفيذ الاستراتيجية المعادية هو تعقد المواقف الاقليمية وبروز قوى ارهابية ومتطرفة واختلاف السياسات العربية رغم تراجع اولوية القضية الفلسطينية عند الجميع - باستثناء الاردن - كل هذه جعلت الاستراتيجية الصهيونية امام تحديات تجبرها على عدم المجازفة ابدا في اي مغامرة وجعلها تسعى الى محاولة الابقاء على حواجز تبعدها عن التماس مع مصادر الخطر المتوقع.
وصفي التل رحمه الله هو مشروع وطني وعاش وهو يحلم بالوصول الى القوة الذاتية العربية وبناء الجبهة المتماسكة وبناء الشباب العربي والاردني خاصة ليكون قويا قادرا على التصدي لكل مخططات استهداف الاردن.
وصفي التل يحتاج منا الى دراسة فكره مثلما نحتاج الى دراسة فكر هزاع المجالي ونموذج حابس المجالي في القيادة لتكتمل لدينا منظومة وطنية من الفكر الاردني النقي الذي يعرف مصالح الوطن الحقيقية بعيدا عن الارتجال والاقصاء والمصالح الضيقة .
لم يكن الشهيد وصفي التل في حالة عصبية غير مسبوقة مثلما كان ايام حرب حزيران عام 1967 ، فهو المعارض لها بشدة، وقال اننا مهزومون لا محالة، ولم يستطع اخفاء مشاعره ومخاوفه وهو رئيس الديوان الملكي يومها، وكتب فيما بعد كتيبا صغيرا اسماه "نكسة حزيران" ليوضح كيف ان العرب هم من يصنعون الهزيمة وكيف كان جر الاردن لحرب خاسرة، وكيف اننا نعتبر العواطف والقيل والقال هو اهم من الواقع والحقيقة.
ولكن حين قراءة تراث وصفي التل تجد حياة الزاهد والمتعفف والمخلص والفلسطيني اكثر من كونه اردنيا في مدى حبه لارض فلسطين وانتصاره لقضيتها والذي عاش مناضلا يحمل السلاح ثم التحول الى توظيف العقل في مقاومة المخططات ومحاولة بناء جبهة عربية للتصدي للمشروع الصهيوني.
بين يدي تحقيق صحفي في مجلة لبنانية اسمها مجلة الجديد والتحقيق هو في عددها رقم 109 في سنتها الثالثة والصادرة يوم 16 آب 1968 ( اشير الى ان هذا العدد من المجلة تمت مصادرته في الاردن ومنع من الدخول ) وحمل الغلاف صورة المغفور له الملك الحسين وصورة وصفي التل وعنوان رئيسي كبير الاردن مجتمع قرطاجة.
ونقل التحقيق "أنه منذ أيام دار حديث مطول بين الملك الحسين والرئيس الاسبق وصفي التل، وكان موضوع الحديث هو نوايا اسرائيل تجاه الاردن" وأول عبارة في التحقيق تقول " ان انهيار النظام والحكم في الاردن هو من اول اهداف الاستراتيجية الاسرائيلية وجاء في التحقيق حرفيا ما يلي : " شعور اسرائيل ان العقبة امام تصفية القضية الفلسطينية هو وجود المملكة الاردنية الهاشمية وأنه لولا وجود المملكة لتم تصفية القضية الفلسطينية منذ سنوات وتأمل اسرائيل الان ازالة هذا العائق امام التصفية والتسوية ".
وتطرق التحقيق رؤية وصفي التل التي ترى ان الانتظار مستحيل وان الاعتماد على العرب هو في حدوده الدنيا، وان التوجه لبناء خطة شاملة تبدأ من القرى الحدودية وبناء قدرات الشباب لتكون بمثل تجربة مجتمع قرطاجة ، وكان وصفي التل قد طرح فكرة معسكرات الحسين للشباب لاعداد الشباب المرتبط بارضه والقادر على الاسهام في التصدى لكل اشكال التهديد.
طرح وصفي التل خطة عربية جماعية طويلة النفس تألفت من خمس نقاط تركزت في انشاء قيادة عربية موحدة وايجاد خطة لتوحيد الاساليب وخطة تسليح وخطة مالية واخرى للعمليات، وأن يكون للاردن خطته الشاملة.
ومما اشار اليه وصفي التل ان استنتاج غايات العدو لا تحتاج الى جهد وعناء فهي واضحة وقال ان انهيار الاردن هو القضاء على مشروع المقاومة العربية .
ونحن حين نقرأ مثل هذه الافكار هذه الايام نجدها موجودة وقد اتخذت قوالب جديدة واشكال اخرى ولا تختلف مطلقا من حيث المضمون والرؤية ، وما يؤخر تنفيذ الاستراتيجية المعادية هو تعقد المواقف الاقليمية وبروز قوى ارهابية ومتطرفة واختلاف السياسات العربية رغم تراجع اولوية القضية الفلسطينية عند الجميع - باستثناء الاردن - كل هذه جعلت الاستراتيجية الصهيونية امام تحديات تجبرها على عدم المجازفة ابدا في اي مغامرة وجعلها تسعى الى محاولة الابقاء على حواجز تبعدها عن التماس مع مصادر الخطر المتوقع.
وصفي التل رحمه الله هو مشروع وطني وعاش وهو يحلم بالوصول الى القوة الذاتية العربية وبناء الجبهة المتماسكة وبناء الشباب العربي والاردني خاصة ليكون قويا قادرا على التصدي لكل مخططات استهداف الاردن.
وصفي التل يحتاج منا الى دراسة فكره مثلما نحتاج الى دراسة فكر هزاع المجالي ونموذج حابس المجالي في القيادة لتكتمل لدينا منظومة وطنية من الفكر الاردني النقي الذي يعرف مصالح الوطن الحقيقية بعيدا عن الارتجال والاقصاء والمصالح الضيقة .