الملك: معان لينا وحقها علينا
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني اعتزازه وتقديره للأهل في محافظة معان، وارتياحه الكبير للقاء ممثليهم.
وقال جلالته، خلال لقائه اليوم الأحد في الديوان الملكي الهاشمي شخصيات ووجهاء وممثلي الفعاليات الشعبية في محافظة معان، "من جديد أقول: معان لينا وحقها علينا".
وأضاف جلالته "أهل معان ينشدون على الدوام مصلحة الوطن ومصلحة أبنائهم وبناتهم، وواجب على كل مسؤولي الدولة العمل على تطوير الوضع في المحافظة وبأسرع وقت ممكن".
وأضاف جلالته، خلال اللقاء الذي يأتي في إطار النهج التواصلي مع أبناء وبنات الوطن، "تحدثنا أكثر من مرة بالنسبة للتحديات التي تواجه معان، وحاولنا ونحاول جذب مشاريع اقتصادية تساعد إخواننا وأخواتنا في معان".
وأشار جلالته إلى أن "أهم شيء في هذا الجانب هو إقامة مشروعي الميناء البري والسكك الحديدية بين محافظتي معان والعقبة، ومناقشة الأفكار لإيجاد جسر اقتصادي بين المحافظتين، بهدف توفير فرص عمل للشباب والشابات من الجيل الجديد".
ولفت جلالته إلى أنه وجـّه الحكومة للاستعجال في مشروع الميناء البري، وتحديد الموازنة اللازمة له مع بداية العام المقبل، للبدء بتنفيذ المشروع بأقصى سرعة، إلى جانب منح أولوية لمشروع سكة الحديد بين العقبة ومعان، وبما يشكل بداية لصفحة جديدة بالنسبة للتنمية في المحافظة.
وبالنسبة للتحديات التي تواجه معان، أكد جلالته "أن المسؤولية على الجميع للعمل على ربط الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية معاً، حتى نتمكن من حل المشكلات".
وأعاد جلالته، خلال اللقاء، التأكيد أن الأولوية في الشأن الداخلي هي لمحاربة الفقر والبطالة، وكيفية العمل بشراكة مع الجميع بهذا الاتجاه.
وحول مشاريع الطاقة وأهميتها للاقتصاد الأردني، قال جلالته، خلال اللقاء، "هناك تركيز على الطاقة البديلة، وقد تم إقامة عدد من المشاريع، ستكون الأولوية فيها لمناطق الجنوب، لما ستوفره من فرص عمل لأبناء وبنات تلك المناطق".
وأكد جلالة الملك أهمية دعم مشاريع الزراعة والثروة الحيوانية بأساليب جديدة تقلل من تكاليف الإنتاج في محافظة معان.وحول الخدمات الصحية في المحافظة، أشار جلالته "نعمل اليوم مع القوات المسلحة لتعجيل تنفيذ مشاريع المستشفيات والمراكز الطبية العسكرية".
وحول مقترحات لتدريب شباب المحافظة على مهن في مختلف القطاعات، بين جلالته "أن هذا التوجه هو هدف استراتيجي بالنسبة لي، فلا يكفي استقطاب الاستثمارات وافتتاح المصانع، بل من الضروري أن يتم الاستثمار في المواطن الأردني وقدراته".
وأضاف جلالته أن على الشركات التي ترغب بالاستثمار في قطاعات الطاقة البديلة والتكنولوجيا الاستفادة من الجيل الجديد من الشباب الأردني عبر إنشاء مراكز تدريب مهني تسهم في تطوير قدرات وإمكانات هؤلاء الشباب، وتوفير بعثات لتدريبهم وتأهيلهم.
وحول الأوضاع في مدينة القدس والانتهاكات الإسرائيلية وموقف الأردن الحازم حيالها، قال جلالته "بعدما سمعنا تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي حول الموضوع، سنختبر هذا الكلام والإجراءات التي تتم على الأرض".
وأوضح جلالته أنه سيتم متابعة مواقف الطرف الإسرائيلي من موضوع التقسيم المكاني والزماني، مشددا جلالته على أن هذا الموضوع هو "بالنسبة لنا خط أحمر".
وأوضح جلالته، في هذا السياق، "حينما أتكلم عن الحرم القدسي الشريف، فأنا أعني 144 دونما كاملة. ويأتي هذا التوضيح حتى لا يكون هناك أي تشويش على الموقف الأردني بهذا الاتجاه".
وفيما يخص الشأن الإقليمي، جدد جلالته التأكيد "الأولوية هي حماية الحدود في الشمال وفي المنطقة الشرقية"، مؤكداً جلالته "ثقتي كبيرة بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية في حماية حدودنا".
وحول الدور الروسي في سوريا، قال جلالته إنه تم الحديث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا الموضوع أكثر من مرة، والتأكيد على أن حماية حدود الأردن هي أولوية.وقال جلالته "علاقتنا مع الجميع ومع روسيا، والتعاون والتنسيق اليوم هو لمصلحة الأردن وحماية حدوده".وفيما يتعلق بالأزمة السورية، بين جلالته "لا يوجد أي حل باستثناء الحل السياسي لها".
وهنأ جلالة الملك، في ختام حديثه، أهل محافظة معان على الإنجاز الذي حققته أكاديمية معان للكراتية، وحصدها مراكز متقدمة في بطولة كأس العالم للكراتية مؤخراً، مؤكدا عن حرصه على دعم الأكاديمية لتحقيق المزيد من الإنجازات الرياضية.
وكان رئيس الديوان الملكي الهاشمي، الدكتور فايز الطراونة، أعلن، خلال اللقاء، أن جلالة الملك عبدالله الثاني وجه المعنيين في الديوان الملكي لتنفيذ عدد من المبادرات الملكية بهدف الارتقاء وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لأهالي محافظة معان.
ولفت إلى أن هذه المبادرات الملكية تأتي لتتكامل مع الإجراءات الحكومية في المجالات الخدماتية المختلفة، وتم تحديدها بالتنسيق مع الحكومة، وستنفذ من خلال الديوان الملكي الهاشمي في مختلف القطاعات التنموية والتأهيلية والإسكان والشباب وتنمية الحرف اليدوية والتقليدية وتعزيز الجوانب الثقافية وغيرها من القطاعات.
وشملت المبادرات مشاريع لإعادة تأهيل وتطوير قصر الملك المؤسس، حيث أمر جلالة الملك عبدالله الثاني بالإسراع في تنفيذ هذا المشروع، وبما يليق بالمكانة التي يتمتع بها القصر، الذي يروي قصة تاريخ ونشأة الأردن، ووضعه على الخارطة السياحية للمملكة.
وأشار الطراونة إلى أنه وبعد أن علم جلالة الملك عن وضع مسجد الشريف الحسين بن علي في معان "مسجد معان الكبير"، من خلال وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، أمر جلالته على الفور بالبدء بإجراء التأهيل والصيانة الشاملة اللازمة له.
كما سيتم إنشاء 42 مسكنا للأسر العفيفة في قصبة معان ولوائي الشوبك والبترا، لتستفيد منها الأسر الأشد فقرا.وطالت المبادرات مشاريع لتطوير وتحويل مركز أحداث معان إلى مركز تنموي شامل لشؤون تأهيل الشباب والمرأة والمعاقين وحماية الأسرة، فضلاً عن استكمال مبنى مركز تدريب الحرف التقليدية والمعرض التراثي في معان، لتمكينه من خدمة الجمعيات والمجتمع المحلي.
وضمت المشاريع إنشاء حديقة عامة على قطعة أرض تابعة لبلدية معان الكبرى، كمتنفس لأهالي المحافظة، وتفعيل مركز الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الثقافي بالتعاون مع مركز زها الثقافي، عبر تزويده بمختلف التجهيزات وتمكينه من تقديم برامج تدريبية لأبناء وبنات المحافظة، وتزويد مركز تدريب مهني معان بباصات نقل عدد 2 لنقل المتدربين الراغبين بالالتحاق بالمركز من مختلف مناطق المحافظة.
كما أوعز جلالة الملك للمعنيين في الديوان الملكي الهاشمي بدعم عدد من الجمعيات في محافظة معان، بوسائط نقل ومبان وتجهيزات لتكمينها من تحقيق أهدافها وخدمة المجتمعات المحلية.