وقائع ذبح «ربة منزل» بعد صلاة الجمعة.. المتهم استخدم سكينًا «محمية» على النار في تنفيذ الجريمة

انطلق صوت المؤذن ليدعو الناس لصلاة الجمعة، بين المصلين جلس "محمد" يتمتم ببعض الأدعية ويستغفر ربه، بعد انتهاء الصلاة عاد إلى منزل العائلة الذي يسكن فيه مع شقيقه، وقعت عيناه على زوجة شقيقه وتملكته حالة من الغضب الشديد وراح يحدق فيها ويتفحصها، وكأنه براها لأول مرة أو كأنها تحولت إلى كائن غريب.

السكين المحمية
أسرع إلى المطبخ واستل سكينًا حادة ووضعها على النار حتى احمرت لونها، خرج حاملا السكين وانطلق وراء زوجة أخيه، وهى تصرخ وتحاول الهرب منه، انقض عليها وبكل قسوة وعنف غرس السكين الملتهب في عنقها وذبحها، لم يكتف بذلك بل سدد طعنات نافذة لجسدها، حتى تأكد من موتها، وجلس بجوار الجثة في انتظار عودة أخيه!!

ترى لماذا أقدم محمد على قتل زوجة أخيه؟ وما هي حكايته؟ وأين كان زوجها وقت الحادث؟ هذه التساؤلات وغيرها يجيب عنها محقق «فيتــو» في السطور التالية..

بدأت أحداث تلك الجريمة التي شهدتها منطقة الجيزة، قبل سنوات طويلة.. وقتها تزوج "محمد. س”" (سائق) يعمل في مستشفى قصر العيني، وأقام في شقة بمنزل العائلة مع شقيقه المتزوج، مرت أيام الزواج الأولى في هدوء واستقرار، خصوصًا أنه كان يحب شقيقه بشدة، وحرص الاثنان على عدم حدوث ما يعكر صفو الحياة.

بعد عدة أشهر تدهورت أوضاعه المادية بشدة وتراكمت عليه الديون، أصيب بحالة نفسية سيئة، وبدلا من أن يفكر في طريقة للخروج من أزمته، وجه اللوم لزوجته، زاعمًا أن "وشها نحس" عليه، وكثرت بينهما المشاجرات والخلافات.

قتل العروس
ذات يوم سيطر الشيطان على عقله وزين له قتل عروسه، وبالفعل غافلها وأحضر سكينًا حادة وذبحها، أُلقى القبض عليه وأحالته النيابة إلى محكمة الجنايات، في هذه الأثناء لم يتخل عنه شقيقه وراح يوكل له المحامين على حسابه الخاص، وسانده بكل قوته، إلى أن صدر ضده حكم بالسجن لمدة 7 سنوات، وكان شقيقه يحرص على زيارته في محبسه بانتظام.

بعد 4 سنوات تم إطلاق سراحه بعفو بمناسبة عيد الأضحى، عاد ليعيش في منزله مع شقيقه الذي استقبله بترحاب شديد، وقدم له كل أوجه المساعدة، وحرص على علاجه لدى الأطباء حتى استقرت حالته النفسية.

يوم الحادث استيقظت الزوجة وأعدت طعام الإفطار لزوجها وشقيقه "محمد”، خرج الزوج لقضاء بعض الاحتياجات، بينما صعد محمد إلى شقته، وعندما سمع أذان الجمعة توجه إلى الصلاة، وعند عودته شاهد زوجة شقيقه وتبدلت أحواله ونسى كل ما قدمته له مع شقيقه من خدمات، ودون تردد أحضر سكينًا وظل يطاردها في الشقة، إلى أن سقطت فاقدة الوعي، ثم ذبحها وجلس بجوار الجثة يردد كلمة واحدة هي "قتلتها".

مريض نفسي
تجمع الجيران على صوت استغاثات الزوجة، وظلوا يطرقون الباب حتى فتح لهم القاتل وهو يحمل سكينه، ويقول لهم بكل برود "قتلتها.. قتلتها".

تم إبلاغ المقدم علاء فتحي، رئيس مباحث الجيزة، بالحادث، وألقى القبض على المتهم الذي اعترف بارتكاب جريمته، وبررها باعتقاده أن زوجة شقيقه هي زوجته التي كانت سببًا في "خراب بيته" -حسب تعبيره- التي كان يشك في سلوكها.

وتبين من التحريات، أن المتهم كان يعانى مرضًا نفسيًا وأهمل العلاج، فحدثت له انتكاسة، ربما تكون هي سبب ارتكابه الجريمة