كلمة النائب سعد هايل السرور باجتماعات جمعية الاتحاد البرلماني الدولي 133

اكد المهندس سعد هايل السرور ان النهج الاخلاقي في التعامل مع الهجرات واللاجئين هو نهج ارتبط بسياسة الاردن قبل أن تُوضع بعض التشريعات والمواثيق التي تتعلق بموضوع الهجرات واللجوء والنزوح وهذه قناعتنا الراسخة التي نؤمن بها وتؤمن بها قيادتنا الهاشمية لما يربطها بالإسلام ومبادئه التي تحفظ كرامة وحقوق الإنسان في كافة الظروف.
واضاف المهندس سعد هايل السرور الذي يرأس والوفد البرلماني الاردني باجتماعات جمعية الاتحاد البرلماني الدولي 133 المنعقدة حاليا في جنيف والتي خصصت مداولاتها للضرورات والواجبات الأخلاقية والاقتصادية من اجل هجرة أكثر نزاهة وأفضل أسلوبا وأكثر إنسانية "ان الاردن استقبل من منتصف القرن الماضي موجاتٍ متعاقبةٍ من الهجرة كان أولّها لجوء الأشقاء الفلسطينيين إلى الأردن نتيجة الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وتعايشنا في السراء والضراء وعملنا معاً على عدالة قضيتهم التي يعلم بها القاصي والداني .
وقال .. تأسيسأ على ذلك كان موقف الوفد الأردني سواء من موضوع النقاش (الواجبات والضرورات الأخلاقية والاقتصادية من أجل هجرة أكثر إنسانيةٍ وأفضل أسلوباً) وموقفنا كذلك من البند الطارئ المقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية السودان لأنها مبنية على القناعات الراسخة في سياسة الأردن القديمة والحديثة من اللاجئين والمهاجرين الذين لجؤا له ينشدون الأمن والسلام في المحافظة على حقوقهم وكرامتهم والعمل على عودتهم لأوطانهم وعدم المساومة والقبول في التفريط بهذه الحقوق .
ولفت الى ان الاردن استقبل في السنوات الأخيرة نتيجة ما يجري في المنطقة من أحداثٍ عنوانها العنف الدموي والصراعات المسلحة الذي لم يكن الأردن في أي يوم من الأيام طامعاً أو طامحاً أو طرفاً بما يحصل في أي دولة مجاورة تتعرض شعوبها لما يتعرضون له الآن، وخاصةً ما حصل في العراق وسوريا الشقيقين كان من آخر نتائجه أن استقبل الأردن خلال الثلاث سنوات الأخيرة ما يزيد على مليون وستمائة ألف مواطن من الأشقاء السوريين وهذا يشكل ما نسبته 20% من عدد سكانه وقبلها مئات الآلاف من الأشقاء العراقيين ومواطنين من مُختلف دول العالم تواجدوا في منطقة الصراع بحرب الخليج الأولى وحرب الخليج الثانية أمنّا لهم أمانهم ووصولهم للجهات التي يرغبون بها والعدد مرشح للزيادة علماً أننا ندعو الله أن لا يتم ذلك.
واكد ان الاردن قدم ويقدّم كل ما يحتاجون إليه لتوفير سُبُل العيش الكريم لحفظ كرامتهم وحقوقهم وإنسانيتهم برغم ظروفه الصعبة والضغط على حاجة أبنائه من خدمات عديدة كالصحة والتعليم والمأوى والأمن ورعايتهم بكل ما يلزمهم وكان أكثر الملتزمين بالمواثيق والشرائع لحماية حقوق وكرامة الإنسان برغم محدودية قدراته كما ذكرت.
واوضح انه نتج عن هذا النزوح الأخير وما قبله أن تضاعف عدد سكان الأردن وبرغم ذلك وبرغم شح موارده قام بواجبه وفي نفس الوقت استنهض هِمم كافة دول العالم المُحبة للسلم والمؤمنة بحقوق الإنسان لدعمه وسعى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لحث الجميع بالوقوف لجانبه ومناصرته في هذه المواقف الإنسانية التي هي مسؤولية الجميع في كافة الدول الحريصة على حقوق الإنسان وكرامته.
واعرب شكر الاردن إلى الأشقاء والأصدقاء الذين وقفوا ولا زالوا إلى جانب الأردن لمواجهة هذه المِحنة الإنسانية التي فُرضت عليه قسراً علماً أن ما تم تقديمه من المجتمع الدولي لرعاية وإعاشة اللاجئين السوريين لا يُغطي أكثر من 40% مما يترتب على الأردن من التزامات وكُلف مادية مبينا ان الاردن تحمل الـ 60% الأُخرى من حصة أبنائه وعلى حساب خدماتهم ومعيشتهم برغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجه الأردن والعجز الكبير في موازنته ومناشداتنا العديدة لوقوف المجتمع الدولي بجانب الأردن في ذلك.
واعاد المهندس السرور التأكيد على موقف الأردن الثابت والدائم تجاه حفظ حقوق اللاجئين والمهاجرين كيف لا؟ وهناك العديد من أبنائه ممن يعملون ويساهمون في نهضة دول شقيقة وصديقة اندمجوا في المجتمعات التي انتقلوا إليها نُقدر لهم الاحترام الذي يحظون به من قِبل تلك الدول وكذلك جهودهم في المساهمة الإيجابية مع تلك المجتمعات.
واشار إلى مساهمة الأردن من خلال مشاركة هيئة الأُمم المتحدة في قوات حفظ السلام بأرجاءٍ مختلفة من دول العالم التي قُدر لها أن تمر بنزاعات عديدة.
واعرب عن تقدير الاردن لمخاوف العديد من الدول الأوروبية فيما يتعلق باستقبال اللاجئين بالرغم من أن الأعداد التي وصلت إلى دول أوروبا الصديقة لا تُقارن مع العدد الذي استقبله الأردن وحده مبديا استغرب البرلمان الأردني لهذه الضوضاء التي أُثيرت من بعض الدول حول وصول أعداد معدودة إلى دولهم أو حدودهم، ونستغرب ما يتعرضون له من معاناة ومخاطر في الطريق إلى مأوى يحفظ لهم سلامتهم وأمنهم وكرامتهم.
واعاد التذكير بالموقف الأردني الثابت من أن حل مشكلة العنف في الشقيقة سوريا لا يتأتى إلا بالحل السياسي الذي يجمع كافة أطراف الطيف السياسي بسوريا ويؤكد على وحدة سوريا أرضاً وشعباً ويُمكّن أبناء هذا الشعب العريق للعودة إلى وطنهم واستقرارهم وسلامتهم وحماية حقوقهم وإعادة بناء وطنهم.
واكد ان الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يؤكد على الدوام للعالم أجمع بأن جوهر الصراع في الشرق الأوسط هو القضية الفلسطينية ، ويجب أن لا تُذهبنا الأحداث عن ذلك، فما يعانيه أهلنا في فلسطين من قتل وإبعاد واضطهاد وانتهاك لأبسط حقوقهم الإنسانية من قِبل الإحتلال الإسرائيلي يُفقدنا أي معنى للحديث عن حقوق الإنسان ومفهوم التعايش في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتابع السرور .. إن محاصرة الفلسطينيين ومحاولة اقتلاعهم من أراضيهم وقُراهم والتضييق عليهم ومنعهم من أبسط حقوقهم بالوصول إلى مقدساتهم الإسلامية وخاصةً المسجد الأقصى وممارسة شعائرهم الدينية وكذلك أماكن العبادة المسيحية في القدس وفلسطين ومحاولة تهجيرهم يجب أن يكون موقف من برلمانات العالم لدفع هذا الظلم عن أبناء فلسطين .
الى ذلك شارك النائب سمير عويس في اجتماع لجنة احترام القانون الانساني الدولي وتم انتخابه رئيسا لها وشاركت النواب امنه الغراغير ونجاح العزه وتمام الرياطي في اجتماع النساء البرلمانيات.
وعلى هامش الاجتماعات التقى المهندس السرور والعين طاهر كنعان والنائبين ميرزا بولاد ومحمود الخرابشه مع رئيس وأعضاء الوفد الايطالي و مع رئيس واعضاء الوفد العراقي.
وشاركت الدكتورة فلك الجمعاني ممثله للبرلمان العربي حيث التقت ورئيس البرلمان العربي احمد الجروان مع رئيس بعثة الجامعه العربية والمندوبين الدائمين سفراء المجموعة العربيه في جنيف واتفقوا على التعاون ومشاركة البرلمان العربي بما يهم العالم العربي مثل القضيه الفلسطينيه وحقوق الانسان والتهجير.
كما شاركت الجمعاني كمراقب في اجتماع النساء البرلمانيات وقامت بمداخله اشارت فيها لضروره مساعدة الاردن في ظل ما يتحمله من اعباء تجاه اللاجئين.