شبح التفجيرات يخيم على القمة العربية.. والزعماء العرب لن يبيتوا في بغداد

وكاله جراءة نيوز - عمان - مع اقتراب موعد انعقاد القمة العربية المرتقبة في العاصمة العراقية بغداد، قررت السلطات العراقية اتخاذ العديد من الاجراءت الامنية لحماية الزعماء العرب والوفود المشاركة، وقررت السلطات العراقية إغلاق عدد من الطرق والشوارع في جانبي العاصمة الكرخ والرصافة المحيطة بالمنطقة الخضراء استعدادا لعقد القمة العربية في 29 من الشهر الجاري. ورجحت مصادر دبلوماسية مشاركة 10 الى 11 زعيما عربيا فقط في قمة بغداد المقبلة، ومن ابرزهم زعماء تونس، الكويت، لبنان، الاردن، جزر القمر، الصومال، موريتانيا، فلسطين، جيبوتي واليمن بالاضافة الى العراق.

وقالت المصادر : ان الزعماء العرب الذين سيحضرون القمة لن يبيتوا في بغداد، وانهم سيحضرون الجلسة الصباحية ثم الغداء الرسمي، يعقبه جلسه مغلقة، ثم اختتام القمة ليغادروا بغداد في نفس اليوم لدواع امنية.


فقبل أيام قليلة على موعد انعقاد القمة العربية في بغداد نهاية الشهر الجاري قتل نحو 60 شخصا وأصيب أكثر من 240 آخرين في سلسلة انفجارات بسيارات ملغومة وعبوات ناسفة شملت مناطق متفرقة من البلاد.


وفي تبرير مثير للجدل، أوضح السفير قيس عزاوي مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية أن التفجيرات التي شهدها العراق تمت في مناطق بعيدة عن المنطقة الخضراء مقر انعقاد القمة وقال إن المناطق جميعها مؤمنة وهي مسار القمة بدءا من المطار ومكان إقامة الوفود والصحافيين والملوك والرؤساء وانتهاء بقصر المؤتمرات ولا خوف على استهدافها.


وذكر أنه لا توجد تداعيات سلبية لهذه التفجـــيرات على عقــد القمة حيث أنها 'تفجيرات اعتاد عليها العراق من مجموعات إرهابية'.


وقررت الحكومة العراقية إغلاق مطار بغداد الدولي يوم 29 من الشهر الجاري كما قررت تعطيل الدوام الرسمي لمدة أسبوع ابتداء من يوم الأحد المقبل وحتى الأول من شهر نيسان (أبريل) من أجل فسح المجال لوضع الخطط الأمنية والحد من حالة الاختناقات المرورية في حين منعت السلطات العراقية حركة الدراجات البخارية والهوائية والعربات في الشوارع ابتداء من مطلع الأسبوع الحالي.


واتخذت القوات العراقية مواقعها في الشوارع وازدادت عمليات التفتيش في نقاط التفتيش في أرجاء العاصمة''للحد من الهجمات المسلحة.


وهيأت وزارة الصحة مستشفى ابن سينا داخل المنطقة الخضراء لاستقبال الحالات الطارئة وزودته بالكفاءات الطبية المتخصصة التي سيكون تواجدها على مدار أيام القمة، فيما ذكرت أمانة بغداد أنها أنجزت تأهيل القصر الجمهوري وصالة الشرف الكبرى لاستضافة القمة. وتم تخصيص فنادق داخل المنطقة الخضراء وبالقرب من قصر السلام على ضفاف نهر دجلة لإقامة الزعماء والملوك فيما خصص فندق الرشيد لإقامة الإعلاميين.


وفرضت السلطات الأمنية العراقية إجراءات حظر سير الدراجات النارية في أرجاء مدينة الكوت (180 كم جنوب شرقي بغداد) قبل انعقاد القمة العربية في بغداد.


ويصر المسؤولون العراقيون على ان قوات الامن قادرة على الحفاظ على امن مؤتمر القمة، بعد اضافة اربعة الاف من عناصر الجيش والشرطة لتولي هذه المسؤولية ولكنهم يعترفون بانهم قد يحتاجون الى غلق بغداد لتنفيذ هذه المهمة.


ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاجهزة الامنية الى بذل الجهود والعمل على تهيئة الاجواء لانجاح القمة، فيما شهدت العاصمة العراقية امس إجراءات أمنية مشددة استعدادا لاستضافة القمة.


ونقل بيان لرئاسة الوزراء عن المالكي تأكيده خلال ترؤسه ببغداد امس اجتماعا لكبار القادة الامنيين بحضور وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي، على ضرورة التزام منتسبي الاجهزة الامنية بالتوصيات والقرارات التي تتخذ من قبل القيادات العسكرية والامنية في وزارتي الدفاع والداخلية.


وبدأ مائة الف عسكري عراقي منذ ايام بتنفيذ خطة امنية غير مسبوقة في اطار الاستعدادات لاستضافة القمة العربية .


وباشرت الاجهزة الامنية منذ امس الخميس قطع الطرق المؤدية الى المنطقة الخضراء والى الفنادق التي سيقيم فيها اعضاء الوفود الرسمية المشاركة، بينها فندقا ميريديان وشيراتون فضلا عن قطع جسرالجمهورية المؤدي الى المنطقة الخضراء وشارعي السعدون وابو نواس والطرق الرئيسة في حي الجادرية الراقي.


وأدت هذه التدابير الى حدوث اختناقات مرورية كبيرة بالعاصمة اضطرت الكثير من الموظفين واصحاب المحال التجارية والعيادات الطبية للعودة الى منازلهم لتعذر وصولهم الى مواقع عملهم .


ودعا المالكي الى متابعة اداء الوحدات القتالية من قبل امري الافواج وقادة الفرق، كما دعا السياسيين الى عدم التدخل في عمل الاجهزة الامنية، قائلا ان 'عمل الاجهزة الامنية يقوم على اسس وطنية والتعامل يكون بموجب الرتبة العسكرية'.


وأضاف 'نطمح الى بناء دولة لها كيانها وقدراتها المستقلة تعمل على تقديم الرفاهية لجميع ابناء الشعب لكن هذا الطموح يواجه تحديات وعلى الجميع ان يساهم في تجاوزها'.


من جانبه قال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية ان مشروع جدول أعمال القمة العربية يتضمن 10 بنود فقط تتصدرها تطورات الأوضاع في سورية والقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي ومكافحة الإرهاب والوضع في اليمن وإخلاء الشرق الأوسط من اسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها السلاح النووي.