ننشر اعترافات قاتل والدته : طعنتها 17 طعنة ومش خايف من الاعدام

 عقارب الساعة تجاوزت الثانية صباحا عندما قرر المقدم تامر صالح، رئيس مباحث قسم شرطة العياط، مغادرة مكتبه بعد عناء يوم طويل ملئ بالأحداث المثيرة ما بين محاضر سرقة وآخري قتل ونشل واثناء ذلك يتلقي إشارة من مستشفى العياط العام تفيد باستقبالهم سيدة في منتصف العقد الرابع مُصابة بعدة طعنات بجميع أنحاء جسدها وتوفيت فور وصولها للمستشفى.

انتقل رئيس المباحث ومعاونيه إلى مستشفى العياط العام لاجراء التحريات اللازمة وبمناظرة الجثة تبين أنها لربة منزل تبلغ من العمر حوالي 45 سنة، مصابة بطعنات بأنحاء جسدها وأنها حضرت إلي المستشفي برفقه احد الأشخاص وادعي انه من جيرانها وغادر المستشفي قبل ان يسجل بياناتها في قسم الاستقبال . وبتفتيش الجثة تبين عدم حملها اي بيانات شخصية تدل علي هويتها.

وقتها كانت المهمة صعبة لدي فريق البحث لكشف هوية المجني عليها قام معاون المباحث باستدعاء موظف السجل المدني بقسم العياط لعمل فيش وتشبية لجثة ربة المنزل في محاولة لكشف هويتها.

على الطرف الآخر يتلقى المقدم تامر صالح، رئيس المباحث بلاغًا من أهالي منطقة العياط يفيد بنشوب مشاجرة بين شاب ووالدته وبانتقال معاوني مباحث القسم لفحص البلاغ تبين أن مشاجرة نشبت بين شاب يُدعى "محمد يعمل سائق، ووالدته بعد رفضها إعطائه أموال لشراء المواد المخدرة وعلى إثر ذلك قام الابن العاق بتسديد طعنات بشكل عشوائي ليُنهي حياة الأم في لحظة من سكينة كان يضعها بين طيات ملابسه لتسقط غارقة في دمائها وسط ذهول الجيران بينما تمكن الابن العاق من الهروب.

وهنا أيقن رئيس المباحث أن الجثة التي وصلت إلى مستشفى العياط العام هى جثة الأم بعد التأكد من أوصاف المجني عليه وبالكشف الجنائي عليها تبين انها تدعي فايقة علي 45 سنة، فقام بإخطار اللواء مجدي عبد العال، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، الذي أمر بتشكيل فريق بحث بقيادة العقيد رشدي همام، مفتش مباحث فرقة الجنوب لكشف غموض الحادث وسبب ارتكاب الواقعة والقبض على المتهم الهارب.

فانتقل وقتها عدد من معاوني المباحث إلى مكان المشاجرة لإجراء التحريات اللازمة، وبعد 13 ساعة، تبين من التحريات المبدئية أن المجني عليها متزوجة من رجل آخر بعد وفاة زوجها وكان يتردد عليها نجلها ليحصل على أموال منها وليس للاطمئنان عليها لأنه متزوج ويعيش في شقة بمفردة بالإضافة إلى أن المجني عليها لها ابن واحد فقط هو المتهم ويعمل سائق ودائم تعاطي المخدرات وسيئ السير والسلوك ودائم التشاجر مع جيرانه ووالدته.

قاتل ومدمن!
وقتها طلب العميد عبد الوهاب شعراوي، رئيس مباحث قطاع الجنوب، من معاوني المباحث، بتكثيف الجهود لضبط المتهم، وذلك عن طريق فحص الأماكن التي يتردد عليها سواء في مكان عمله أو عند أصدقائه أو أقاربه.

وبعد رحلة بحث استمرت 10 ساعات باءت كل محاولات معاوني المباحث بالفشل في العثور على المتهم وقتها اقترح رئيس المباحث مراقبة منزل المتهم عن طريق أحد المُخبرين السريين في محاولة للقبض عليه.

على الطرف الآخر قام أحد فريق البحث بمناقشة عدد من أهالي المنطقة مرة ثانية لمعرفة الأماكن التي يتردد عليها المتهم وأصدقائه التي على علاقة قوية بهم، حيث وصلت معلومة سرية لرئيس المباحث تفيد باختباء المتهم عند أحد أصدقائه بإحدي الغرف فوق سطح إحدى العمارات.

بعد خروج مأمورية شارك فيها عدد كبير من ضباط مباحث قسم شرطة العياط تم القبض علي المتهم في ساعة متأخرة من الليل واقتياده الي قسم الشرطة لتسجيل اعترافاته في محضر رسمي.

انهيار ابن عاق!
المتهم شاب علامات الخوف والقلق والندم هي الصفة الوحيدة التي كانت تميزه يقف خائفا شارد الوجة ينظر إلى ضباط المباحث بشيء من الحذر ثم تحدث قائلًا: اسمي محمد 27 سنة، حاصل علي دبلوم صنايع اعمل سائق أيوة أنا اللي قتلت أمي لكن بدون قصد أعمل إيه هى اللي وصلتني لكده كل يوم تتخانق معايا علشان ابطل شرب المخدرات لكن أعمل إيه مش بإيدي وأنا مصاريفي كتير فكان لازم آخد منها فلوس علشان تكاليف شرب المخدرات باهظة الثمن.

يضيف المتهم قائلا: عارف إن مصيري الإعدام أو السجن المؤبد لكن كل ده عادي ومش خايف من مصيري الأسود لكن اللي مأثر فيا إني قتلت أمي بدون قصد في لحظة غضب.

فجأة يجلس المتهم على الأرض ويدخل في نوبة من البكاء وصلت إلى حد الانهيار لعدة دقائق ليسترجع شريط ذكرياته قائلا: منذ صغري وأنا أعيش حياة مُرفهة، فجأة منذ 12 عاما توفى والدي وتزوجت أمي من آخر وبعدها تزوجت وعشت حياة هادئة فترة حتي جاء يوم وتعرفت عن طريق الصدفة علي عدد من أصدقاء السوء من سائقي الميكروباص ووقتها علموني شرب السجائر وبعدها المخدرات حتي أصبحت شاب فاشل ليس لدية القدرة علي تحمل المسئولية.

وبدأت في انفاق كل نقودي على شراء المخدرات حتى أصبحت غير قادر على مُتطلبات زوجتي والمخدرات فكان لم يجد سوي أمي للحصول منها على نقود ووقتها كانت تلبي رغباتي على أكمل وجه لكن مع كثرة طلباتي للحصول أصبحت غير قادرة وأنا علي الطرف الآخر بدأ يضيق صدري من قله النقود.

وأضاف المتهم قائلا: حتى جاء يوم الحادث المشئوم وذهبت وأنا في حالة لا أحسد عليها إلي أمي لمنحي أي نقود لشراء المخدرات لكنها وقتها اخبرتني انها لم تملك شيء من النقود وقتها جن جنوني وتشاجرت معها حتي تطور المشهد الي قيامي بطعنها حوالي 17 طعنة ولم اتركها الا وهي جثة هامدة ثم تمكنت من الهروب.

وفي النهاية قام رئيس المباحث بإخطار اللواء طارق نصر مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة الذي أمر بإحالة المتهم إلى المستشار أحمد خالد أبو العلا، مدير نيابة العياط، الذي قرر حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات بعد أن وجهت له تهمة القتل وحيازة سلاح ناري بدون ترخيص.