رجال المقاومه الفلسطينيه يٌصدرون مشهد رائع للعالم في "أخلاقيات القتال" .. تقرير

لقيت عملية نابلس مساء أمس، والتي قتل فيها ضابط صهيوني كبير وزوجته؛ وعدم المس بأطفالهما الأربعة؛ رضا وفرحة شعبية كبيرة جدا لدى قطاعات واسعة؛ عادّين إياها عملية بطولية وأخلاقية، نفذت بجرأة كبيرة وإتقان بانسحاب المقاومين بسلام من مكان العملية.

العملية تندرج بسياقها الطبيعي

وعدّ بروفيسور السياسة عبد الستار قاسم أن العملية تندرج في سياقها الطبيعي، وضمن حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، وهو ما تقره كافة الشرائع والقوانين الدولية، وأن أخلاقية المقاومة تجلت بعدم المس بأطفال المستوطنين الأربعة.

وانعكست العملية في رفع معنويات المواطنين بعد أسابيع من حرق عائلة دوابشة التي أحرق فيها المستوطنون الرضيع علي ووالديه وهم أحياء، حيث تقول نهى سمارة من بلدة حوارة التي وقعت العملية قربها: 'العملية شفت صدور قوم مؤمنين، وأفرحتنا وأبهجتنا، ثأرًا لقتل وحرق عائلة دوابشة والفتاة هديل الهشلمون وبقية الشهداء، وتدنيس المسجد الأقصى، وربنا يحفظ المقاومة ورجالها الأوفياء لشعبهم ودينهم'.

المواطن سامر البوريني من بلدة بورين التي تعرضت لهجوم من قطعان المستوطنين ردًّا على العملية، يقول: 'بارك الله في المقاومين؛ فقد رفعوا رؤوسنا وخلصونا من الإحباط واليأس، وما فعلوه هو الطريق الصحيح للخلاص من المستوطنين والاحتلال، ولن نركع ولو هاجمنا المستوطنون كل يوم'.

وتابع: 'حصار الجيش واعتداءات المستوطنين لن تزيدنا إلا قوة؛ فقد تكاتف وتعاضد كل أهالي القرى، واستنفروا وتوحدوا لمواجهة المستوطنين، فالمقاومة توحد، والذي يفرق هو فقط طريق المفاوضات ومواصلة التنسيق الأمني والاعتقال السياسي'.

المواطن محمد العسلي من غزة، يقول: 'ما لفت انتباهي، وزاد عزتي بالمقاومة هو الجرأة المطلقة والإنسانية في العملية'.

ويضيف أن المقاومة كانت قادرة على قتل الأطفال المتواجدين في السيارة، لكن تعاليم ديننا الحنيف ظهرت جلية، على عكس المجرمين الصهاينة الذين حرقوا الرضيع دوابشة ووالديه، كما قال.

بدورها تقول الطالبة سجى حسين، من جامعة النجاح بنابلس: 'فور سماعي خبر العملية سجدت لله شكرا، ودعوت الله أن ينصر المقاومة دوما، وأن يحفظهم بحفظه، وأن يعمي عيون الاحتلال وأجهزة السلطة عنهم، وأن يتوحد شعبنا خلف المقاومة'.

أسود شجعان

وكان 'نتنياهو' قد وصف ما جرى باليوم العصيب على 'إسرائيل'، وهو ما دفع الشاب مؤمن المصري من نابلس للقول: 'بعون الله ستجعل المقاومة كل أيام دولة الاحتلال عصيبة، ونحن ندافع عن أنفسنا، وعلى المستوطنين الرحيل'.

وتابع: 'هم من بدؤوا بحرق عائلة دوابشة وقتل الفتاة هديل الحافظة لكتاب الله في الخليل بدم بارد، وهم من احتلوا أرضنا وطردونا منها قبل أكثر من 6 عقود؛ فعلى المعتدي والمحتل أن يدفع ثمن احتلاله واستيطانه وإجرامه المتواصل بحق شعبنا'.

وتقول دعاء بركات، من رام الله: 'الضفة فيها أسود شجعان مؤمنون بالله والشهادة والنصر والتمكين، ولو أطلقت يد المقاومة، لأجبرت الاحتلال والمستوطنين على الانسحاب كما جرى في غزة البطولة والمقاومة، من انسحاب الاحتلال وهدم المستوطنات فيها'.

وكان ضابط احتياط من وحدة النخبة في جيش الاحتلال الصهيوني، وزوجته المستوطنة، قتلا في عملية نوعية للمقاومة مساء أمس الخميس (1-10)، قدمت فيها درساً أخلاقياً بتجنبها استهداف الأطفال، قرب حاجز بيت فوريك شرق نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

وقالت صحيفة 'يديعوت احرونوت' العبرية، على موقعها الالكتروني، إن مستوطناً وزوجته، (في الثلاثينات من العمر) قتلا بعد تعرض سيارتهما لإطلاق نار على الطريق بين مستوطنتي 'ايتمار' و'الون' في الضفة الغربية المحتلة.

ووفقاً لموقع 'روتر نت' العبري، فإن القتيلين هما الزوج 'ضابط احتياط' في وحدة هيئة قيادة الأركان، وكان يعمل في الاستخبارات العسكرية، والزوجة هي نعيماه هانكين، وكلاهما من مستوطنة 'نيريا'.

وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أردعي، مقتل اثنين من المستوطنين في عملية إطلاق النار.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية، فيما باركتها عدة فصائل، بينما أكدت 'كتائب القسام' الجناح العسكري لحركة 'حماس' أنها لن تكون الأخيرة.