كشف تقرير عالمي حديث صادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، أن نسبة تصل الى 57 % من سكان العالم اليوم ما يزالون غير موصولين بالانترنت وغير قادرين على الاستفادة من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية المتعددة التي تقدمها الشبكة العنكبوتية في مجالات الحياة كافة.
وذكر التقرير -الذي صدر بعنوان "حالة النطاق العريض"- أنّ توفير الانترنت عريض النطاق هو عامل مسرّع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لافتا الى أن النفاذ الى الانترنت يكاد يصل الى مستوى التشبّع في الدول الغنية حول العالم، ولكنه لا يتقدم بسرعة كافية لصالح المليارات من الناس الذين يعيشون في العالم النامي.
وأوضح التقرير أنه من بين كل سكان العالم البالغ عددهم حوالي 7.2 مليار نسمة، يتمتع حوالي 3.2 مليار إنسان بالنفاذ الى الإنترنت، ما يشكل نسبة تصل الى 43 % من سكان العالم ومعظم هؤلاء يتواجدون في الدول النامية.
ومن جهة أخرى، قال التقرير إن معنى ذلك أن هناك 4 مليارات إنسان ما يزالون غير قادرين على الوصول الى شبكة الإنترنت، وهم يشكلون نسبة تصل الى 57 % من إجمالي عدد سكان العالم، كما أشار التقرير الى أن 35 % من سكان البلدان النامية فقط يتمتعون بإمكانية النفاذ الى الشبكة.
بيد أن التقرير أكد أن الوضع في البلدان الأقل نموا في انتشار الإنترنت هو وضع حرج؛ حيث إن 90 % من السكان في هذه البلدان وعددها 48 بلدا محرومون من أي نوع من أنواع الاتصال بشبكة الانترنت العالمية.
وقال إن البيانات التي جرى جمعها ورصدها ضمن التقرير الحديث أظهرت أن البلدان العشرة الأوائل من حيث انتشار الإنترنت في المنازل توجد في آسيا أو الشرق الأوسط؛ حيث ما تزال جمهورية كوريا تحوز أعلى معدل لانتشار النطاق العريض في المنازل بنسبة توصيل تبلغ 98.5 % من الأسر، وتأتي قطر في المرتبة الثانية بنسبة 98 %، فالسعودية بحوالي 94 %.
وبالنسبة لمؤشر انتشار الإنترنت بين الأفراد، أوضح التقرير أن ايسلندا تسجل أعلى نسبة مئوية من حيث الأفراد الذين يستخدمون الإنترنت بنسبة انتشار تصل الى 98.2 %، تأتي خلفها النرويج بحوالي 96.3 %، فالدنمارك بحوالي 96 %.
محليا تظهر آخر البيانات الرسمية الصادرة عن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات توسع قاعدة مستخدمي الانترنت في المملكة العام الحالي لتسجل حوالي 6 ملايين مستخدم بنسبة انتشار تصل الى 73 % من السكان.
وتشهد سوق الاتصالات والانترنت المحلية منافسة كبيرة من الشركات الرئيسية المقدمة لخدمات الإنترنت عريض النطاق بمختلف تقنياتها؛ حيث تقدم خدمات الإنترنت اليوم في السوق المحلية بتقنيات عدة هي "تقنية" الايه دي اس ال" السلكية التي تعتمد على الهاتف الأرضي في تمديدها واستخدامها، وتقنية "الواي ماكس" اللاسلكية، والدارات المؤجرة لاستخدامات المؤسسات والشركات، والألياف الضوئية، وتقنية الجيل الثالث، والجيل الرابع الذي دخل السوق المحلية بداية العام الحالي؛ حيث يقدم الخدمة ضمن كل تقنية أكثر من مزود.
كما وتشهد سوق الاتصالات المتنقلة في المملكة تغيرات جذرية، وذلك بالتركيز والتوجّه أكثر سواء من قبل الشركات أو من قبل المستخدمين في استخداماتهم الى المحتوى وخدمات البيانات أكثر من خدمات الصوت وخدمات الاتصالات التقليدية، مع استثمار القطاع في تقنية الجيل الثالث التي تقدمها اليوم الشبكات الرئيسية الثلاث (زين، أورانج، أمنية)، وتقديم خدمات الجيل الرابع التي بدأت بتقديمها كل من "زين" و"أورانج"، وحازت تردداتها مؤخرا شركة "أمنية"؛ حيث من المتوقع أن تبدأ بتقديم خدماتها التجارية بداية العام المقبل.