أمير الكويت: اتخذنا كل التدابير في حالة ضرب إيران
وكاله جراءة نيوز - عمان - أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أنه من الطبيعي والمنطقي أن تقوم دول مجلس التعاون الخليجي باتخاذ كافة الإجراءات والاحتياطات اللازمة لمواجهة أي عمل عسكري أو تصعيد محتمل ضد إيران، مشيرا إلى أن مضيق هرمز يعد شريانا حيويا للعالم برمته، حيث يمر ما يقرب من نصف إمدادات النفط عن طريقه، وقد قامت دول الخليج ومن ضمنها الكويت بالاتصال بالمسؤولين في إيران لضمان عدم اتخاذ أي إجراء لإغلاق مضيق هرمز أو حتى التهديد بذلك لما يعنيه ذلك من تأثير سلبي على المنطقة، مشيرا إلى جهود دولية تصب في نفس الاتجاه، وقد تلقينا تأكيدات من إيران بعدم إقدامها على هذه الخطوة.
وحول إيجاد طرق بديلة لتصدير النفط في حال إغلاق مضيق هرمز، بين الشيخ صباح خلال حواره مع صحيفة أساهي اليابانية "أن الكويت ومنذ فترات طويلة عملت على توفير مخزون من النفط عن طريق شركاتها العالمية من خارج منطقة الخليج لضمان عدم توقف إمداداتها للدول المستوردة للنفط الكويتي، ولديها اتصال مع شقيقاتها في الخليج لمواجهة مثل هذا الاحتمال".
وعن أسعار النفط، أوضح أمير الكويت في المقابلة التي نشرتها وكالة "أنباء الكويت" ان بلاده تسعى كعضو في منظمة الدول الأعضاء المصدرة للنفط أوبك على توفير الإمدادات اللازمة للسوق وفق احتياجاته لضمان استقرار الأسعار وتوفير هذه السلعة الاستراتيجية بأسعار عادلة، وأنها تعمل حاليا بالاستعانة بالخبرات العالمية على زيادة طاقتها الإنتاجية من النفط بما يلبي حاجة السوق المستقبلية، مؤكد أن سعر مئة دولار للبرميل هو السعر العادل للدولة المنتجة والمستهلكة.
ودعا الشيخ صباح كافة الدول إلى ضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة عند تفكيرها بإنشاء محطة للطاقة النووية تراعي فيها البعد عن مناطق الزلازل والكوارث الطبيعية وتحصين تلك المواقع بما يعزز من تبديد كافة المخاوف. مبينا أن الكويت قامت من خلال التنسيق مع دول الخليج في هذا المجال بإنشاء مركز لمواجهة الكوارث مقره الكويت للتنسيق بين دول المجلس ووضع الخطط الوقائية لمواجهة أي كارثة محتملة.
مؤكدا في المقابلة، أن الكويت كانت قد خططت لإقامة محطة للطاقة النووية وقد بدأت الجهات المختصة بإعداد الدراسات والتصورات لمثل هذا المشروع، وقد ارتأت بعد الحادث الذي تعرضت له منطقة فوكوشيما إعادة النظر في ذلك المشروع شأنها في ذلك شأن عدد من الدول التي حولت برامجها النووية للطاقة إلى مجالات أخرى أكثر أمنا وسلامة.
وعما إذا كانت الكويت تشعر بالقلق تجاه برنامج إيران النووي، وما سيكون ردة فعل الخليج في حال قيام اسرائيل أو أمريكا بعمل عسكري تجاه ايران، قال الشيخ صباح إننا نشعر بقلق تجاه برنامج إيران النووي خصوصا أن مفاعل بوشهر يقع على الخليج العربي الذي يمثل مصدر المياه لكل دول الخليج، الأمر الذي سيشكل في حال حدوث أي تسرب نووي من هذا المفاعل إلى كارثة، ليس على الكويت فقط، وإنما على كل الدول المطلة على الخليج العربي والتي تعتمد مياه شربها على تحلية مياه الخليج.
مضيفا: كما أن الكويت تشعر بقلق شأنها في ذلك شأن بقية دول العالم من طبيعة عدم التعاون الإيراني الدائم مع متطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. مضيفا: نأمل أن تتم تسوية هذه المسألة بالطرق السلمية، وذلك لتفادي أية آثار كارثية في حال القيام بعمل عسكري. موضحا ان الكويت ودول الخليج تسعى إلى حث وإقناع الجانب الإيراني بعدم التصعيد وتحقيق التعاون الأمثل الذي يوفر الاطمئنان لدول المنطقة ويدعم أمنها واستقرارها.
أما فيما يتعلق برد الفعل على أي عمل عسكري قد يشن ضد إيران، فقد قال الصباح إنه من الطبيعي والمنطقي أن تقوم دول المجلس باتخاذ كافة الاجراءات والاحتياطات اللازمة لمواجهة أي تصعيد محتمل.
الأحزاب الإسلامية والربيع العربيوحول فوز الأحزاب الإسلامية بعد الربيع العربي، ذكر أمير الكويت أن تشكل الأحزاب السياسية ذات الطابع الإسلامي جزء من النسيج السياسي لدول المنطقة، وقد ترتفع أسهم تلك الأحزاب أو تنخفض بناء على معطيات الساحة المحلية وقدرتها على التفاعل الإيجابي مع تلك المعطيات وفوز تلك الأحزاب أو غيرها يأتي نتيجة لممارسات ديمقراطية نزيهة ينبغي على الجميع احترام نتائجها والتعامل الواقعي معها باعتبارها خيارات للشعوب.
وفي شأن آخر، قال الشيخ صباح إن الأردن والمغرب هما الأقرب الى دول الخليج، ولدينا تعاون مميز معهما، وقد اتفقنا معا على تحقيق شراكة استراتيجية نتمكن من خلالها من توفير الدعم اللازم والمطلوب من قبلهما حتى تتزايد وتيرة التنمية الاقتصادية لديهما ويتمكنا من الإسهام في دعم الأمن والاستقرار في بلديهما.
وعن تأثير الأزمة الاقتصادية الأوروبية على تأخير برنامج إصدار العملة الخليجية الموحدة، أكد الشيخ صباح أن هذا الامر يخضع لدراسات مستفيضة وعميقة من قبل مستشارين اقتصاديين لضمان إصدار عملة خليجية قوية وفق أسس ومبادئ تضمن قوة تلك العملة واستقرارها ولا شك بأن الأزمة الاقتصادية العالمية بشكل عام والأوروبية بشكل خاص سيستفاد من سلبياتها وإيجابياتها في وضع التصور الشامل لتلك العملة لتحصينها.
المبادرة الخليجية لحل الأزمة السورية وحول الشأن السوري، ذكر الشيخ صباح، أن الخليج بادر ضمن منظومة الجامعة العربية ومنذ انطلاق الشرارة الأولى للأزمة في سوريا إلى بذل جهودها للضغط على النظام السوري لإقناعه بتحقيق مطالب الشعب السوري العادلة. موضحا أن الكويت تلعب دورا رائدا مع بقية دول العالم وعبر الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان لضمان أمن وسلامة الشعب السوري وتحقيق إرادته، ويتحقق هذا الدور اليوم من خلال رئاسة الكويت لمجلس جامعة الدول العربية التي تتولى هذا الملف بكل تفاصيله. لكنه في الوقت ذاته، أشار الى أن على المعارضة السورية مسؤولية كبيرة تستوجب توحيد صفوفها لضمان تيسير دعمها من قبل المجتمع الدولي وقد نادت جامعة الدول العربية وفي مختلف المناسبات أطراف المعارضة لتوحيد صفوفها بما يحقق وييسر تحقيق مطالبها وبما يسهم في إقناع المجتمع الدولي بتوفير مزيد من الدعم والمساندة لهذه المعارضة.
وفي الشأن الفلسطيني، اوضح الشيخ صباح ان الدول العربية سعت منذ عقود لضمان تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وأتت مبادرة السلام التي أطلقت في قمة بيروت لتشكل خارطة طريق تصلح متى ما حسنت نوايا إسرائيل والتزمت بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية لكل زمان ولا ترتبط بتوقيت معين. مختتما حديثه: الكويت وفي مختلف المناسبات وعلى اختلاف منابر الأمم المتحدة دعت الدول الراعية إلى السلام إلى القيام بمسؤولياتها بالضغط على إسرائيل لحملها على الانصياع لكافة القرارات الأممية لتنعم المنطقة بشكل خاص والعالم برمته بشكل عام بسلام عادل ودائم يحقق للشعب الفلسطيني مطالبه العادلة.