مطلوب ... شريك بدون شخير

يعاني الملايين من الناس يومياً من شخير أزواجهم أو زوجاتهم ، فالنوم طوال الليل إلى جانب هؤلاء الشركاء يشعرك بأنك تعمل ليلاً في تصليح إحدى شوارع عمان باستخدام معدات الحفر، أو بجانب عازف موسيقى مزعج. فوضع كهذا يدفع الكثيرين للفرار والنوم في أي مكان آخر في البيت حتى لوكان على أحد المقاعد ، وهذا بدوره يؤثر على استقرار الحياة الزوجية، نتيجة ضجر وتعب ناتج عن نقص النوم الذي يتسبب بتوابع نفسية وجسدية كثيرة.

إن إمكانية الحصول على شريك بدون شخير مسألة صعبة ، لذا يتوجب علينا مواجهة هذه المشكلة بطرق طبية ، و من المعروف ان نسبة الأشخاص اللذين يشخرون تتراوح ما بين 30-40% من الناس وهناك نسبة كبيرة من الأطفال اللذين يشخرون بصورة مستمرة أو بصورة متقطعة ، كما ان نسبة الشخير عند الرجال أعلى بكثير منها عند السيدات والسبب في ذلك غير معروف حتى الآن .

إن السبب الرئيسي للشخير هو ضيق المجاري التنفسية في الأنف وحتى الرئة، كما أن ارتخاء عضلات الحلق وتحرك شفراتها يؤدي إلى إحداث هذه الأصوات المزعجة ، وأحياناً يكون هناك تضخم في غدد الحلق، أو قصر في الفك ، الأمر الذي يساعد في نشوء الموسيقى الليلية المزعجة . ومن الأسباب الأخرى للشخير أيضاً طريقة النوم ، كالنوم على الظهر مثلاً ، أو تناول المشروبات الكحولية والأدوية المخدرة قبل النوم.

وبغض النظر عن الأسباب يعد الشخير أمر غير طبيعي ، بحيث قد تصل قوته عند بعض الناس إلى 90 ديسيبل، وهذا يساوي قوة ضجيج ماكنة الحفر .

و من الأخطار التي قد تصيب الأشخاص المصابين بالشخير ، هو خطر التوقف عن التنفس لفترة طويلة (Apnea) والذي قد يودي بالحياة ، أو يتسبب في حدوث مضاعفات نتائجها خطرة ، لذلك من الضروري جداً مراجعة اخصائي أنف وأذن وحنجرة ، للوقوف على اسباب الشخير ومحاولة علاجه.

وهناك طرق كثيرة لعلاج هذه المشكلة أو التخفيف منها: كإستخدام بخاخ خاص، أو استخدام بعض الزيوت ، أولصقات خاصة توضع على الأنف ، كما وينصح بالنوم دائماً في نفس التوقيت ، وعدم النوم على البطن بعد العشاء ، بالإضافة إلى عدم جعل درجة حرارة غرفة النوم مرتفعة ، ومحاولة تغيير وضعية النوم إلى النوم جانباً ، وذلك لمنع انزلاق اللسان إلى الحلق مما يزيد من إمكانية الشخير ، وأحياناً من الضروري اجراء عمليات جراحية لتوسعة مجاري الهواء التنفسية في الانف، أو إزالة بعض الغدد المتضخمة والجيوب اللحمية أن إجراء هذه العمليات لا يعني دائماً النجاح في القضاء على الشخير كلياً ، وإنما يفيد أحياناً في التقليل من حدة الشخير، ولكن يجب قبل اجراء هذه العمليات التأكد من مسألة توقف التنفس عند بعض الناس (Apnea) ومحاولة معالجتها.