ماذا تقول "الارصاد" السعودية عن سقوط الرافعة؟!

كارثة "سقطت" على الحرم المكّي مع سقوط رافعة من الرافعات الموجودة لتنفيذ مشروع توسعة مساحة المسجد الحرام، عشرات القتلى والجرحى قضوا قبل نحو عشرة ايام من بدء موسم الحج.

الحادث الذي وقع مساء الجمعة بينما كان المسجد الحرام مكتظاً بالمصلين، وُثّق بصور عدة تم نشرها وتداولها على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر صاعقة ربما اصابت الرافعة، ما ادى الى سقوطها، كما أظهرت صور أخرى جثثاً غارقة في الدماء في القسم الذي هوت فيه الرافعة على سطح المسجد، وأظهر تسجيل عُرض على "يوتيوب" أشخاصًا يصرخون ويركضون بعيد سماع دوي كبير، كما تشاهد سحابة كبيرة من الغبار فيه.

المتحدث الرسمي لرئاسة شؤون مسجد #الحرم_المكي أحمد بن محمد المنصوري اشار إلى أنه "عند الساعة الخامسة وعشر دقائق من عصر يوم الجمعة، ونتيجة للعواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة والحالة الجوية سقط جزء من إحدى الرافعات في مسجد الحرم على جزء من المسعى والطواف".

مرحلة انتقالية
مرور مثل هذه العاصفة فوق مكة اثار استغراب البعض، فهل هذه العواصف معتادة؟

المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني أكد لـ"النهار" ان "الحالة بدأت عند الساعة الخامسة من مساء امس، حيث بدأ هطول الامطار والرياح النشطة منذ الساعة الخامسة والنصف واستمرت نحو ساعتين، سرعة الرياح تجاوزت الستين كلم في الساعة، بالاضافة الى أن كمية الأمطار سجلت 50 ملم وهي معدلات تعتبر مرتفعة".

وأضاف: "نحن نمر في مرحلة انتقالية ما بين فصلي الصيف والخريف، وعادة هذه الحالة تشهد تصارع في الظواهر الجوية بشكل ملفت. سجلت السنوات الماضية نفس المستوى من الرياح وحين تتجاوز سرعة الرياح ستين كلم تعتبر شديدة".
تحذيرات مسبقة

"مكة مشهورة في هذه الفترة بالرياح النشطة العالية وهطول الأمطار الغزيرة، الفرصة مهيئة الى يوم الثلاثاء القادم لتكوين السحب الركامية الرعدية الممطرة تصاحبها رياح نشطة سريعة، لذلك الأرصاد السعودية نبهت وأبلغت الجهات ذات الاختصاص التي تتعامل مع الارصاد الجوية ان حالة اللاستقرار لا تزال تسيطر على مكة خاصة العاصمة والمشاعل المقدسة في الايام القادمة"، وفق القحطاني.

بانتظار التحقيق
أمير #مكة_المكرمة الامير خالد الفيصل دعا خلال تفقده لموقع الحادث، الى فتح تحقيق معلناً عن تشكيل لجنتين للتحقيق في أسباب وتداعيات الحادث الذي أدى إلى مقتل 107 أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من 200 آخرين، لكن هل هذه الرياح كفيلة بإسقاط رافعة؟ عن ذلك أجاب القحطاني" اذا كان هناك ما يستدعي ان تقع الرافعة بسبب الرياح فإننا ننتظر التحقيقات التي توجّهت بها الحكومة لنعرف ان كان هناك أسباب أخرى، لكن لا يمكن اغفال دور الرياح".

وبعد الكارثة أعلنت "مجموعة بن لادن السعودية" التوقف عن العمل في مشاريعها لتوسعة الحرم الى مساحة 400 ألف متر مربع إضافية، ما يتيح استقبال 2.2 مليون شخص في وقت واحد.