مدير السير: المواطن أساس نجاح الخطط المرورية

يراهن مدير ادارة السير المركزية العقيد ياسر الحراحشة على وعي المواطن والسائق في ضبط السلوكات الخاطئة في الطرقات العامة.

ويؤكد الحراحشة أن التركيز على المواطن بصفته سائقا ومتأثرا من الازدحامات المرورية يأتي من انه هو اساس نجاح اي خطة او استراتيجية، وهو الذي يحقق النواتج الفعلية على ارض الواقع، مشيرا الى ان مركبة واحدة تركن بطريقة خاطئة يمكن ان تغلق شارعا رئيسيا بالكامل.

ويأتي التركيز على وعي وسلوكات المواطنين، ليس من باب تحميل المسؤولية بحسب ما يؤكد الحراحشة وانما "للحد من السلوك الخاطئ وإصلاحه الذي يكون غالبا بالمجان اذا ما تكونت الرغبة"، مشيرا بهذا الصدد الى ان رجال السير "يحررون يوميا نحو 500 مخالفة لسائقي التكسي جراء تصرفات وسلوكات عشوائية يقومون بها كرفض تحميل الركاب او تحديد وجهتهم او لأسباب اخرى ترتبط بسلوكات فردية الى جانب الكثير من المخالفات كالوقوف للكثير من سائقي المركبات".

وفي اشارته لتأكيدات جلالة الملك عبدالله الثاني وتشديده المستمر على البحث عن حلول للازدحامات المرورية، يقول الحراحشة، "ان ادارة السير المركزية شريك رئيس في كل الخطط والاستراتيجيات والدراسات التي تتناول تفاصيل وحلول الازدحامات المرورية في العاصمة وغيرها"، موضحا ان دورها وضع المقترحات للجهات الشريكة باعتبارها المسؤول عن التنفيذ والتعديل وإزالة المعيقات.

وهذه الجهات الشريكة هي أمانة عمان الكبرى والبلديات ووزارة الاشغال وهيئة النقل العام والجهات التي لها علاقة بالطرق والتراخيص والرقابة على التنفيذ.

ويرجع الحراحشة الاسباب الرئيسية لتزايد مشكلة الازدحامات الى الازدياد المطرد في أعداد المركبات والتطور الذي تواكبه المملكة في مختلف المجالات الى جانب زيادة عدد السكان والقادمين بسبب الظروف السياسية الراهنة مع غياب واضح لمواكبة تلك الزيادة بتوسع كاف في شوارع وطرق المملكة.

وبين انه في حال استمر الوضع التخطيطي للمدن وفقا للمتبع حاليا بالتخطيط الآني، فإن الازدحامات المستقبلية لت يكون لها حل، مطالبا بالتحول الى التخطيط طويل المدى للمدن الرئيسية بما فيها العاصمة عمان، والاخذ بعين الاعتبار تزايد المركبات والسكان والسياح وغير ذلك من العوامل التي تلعب دورا في الضغط على البنية والطرق الرئيسية وغيرها.

ويقول "ان نجاح ادارة العملية المرورية يتطلب تضافر جهود جميع الشركاء في العمل، وقيام كل طرف بدوره بالسرعة اللازمة "، معلنا ان ادارة السير المركزية منفذة للقانون فقط ولا دور لها في التخطيط او فرض الحلول الا كجهة تبدي مقترحات وآراء ولا تمتلك صلاحية فرضها.

ويلمح الى ان اهم التحديات التي تواجه العملية المرورية تتلخص بـ "تعدد الجهات المسؤولة عن السلامة المرورية، وضعف التنسيق بينها، وبطء أو عدم تنفيذ الاجراءات الفنية والهندسية المقترحة من قبل ادارة السير والجهات المعنية، وكذلك عدم وجود برامج محددة للصيانة الدورية للطرق، وسوء عملية ضبط السلامة المرورية اثناء انشاء الطرق وصيانتها، وعدم اخذ النمو السكاني والزيادة المستقبلية المتوقعة لأعداد المركبات بعين الاعتبار عند وضع الخطط المرورية، وعدم تشديد الرقابة لإزالة العوائق عن الطرق".

ويرى الحراحشة ان اهم معضلة تواجه العاصمة والمدن الرئيسية هي عدم الاخذ بتوصيات ادارة السير فيما يختص بقرارات تراخيص بعض المهن وخاصة المجمعات التجارية (المولات)، ومعارض السيارات، وعدم التزام المقاولين بمواعيد وشروط تصاريح البنية التحتية (الحفريات) ، وعدم التزامهم بإعادة الموقع كما كان قبل العمل، وغياب جهة للإشراف والرقابة.

وحتى لا تتحول "مواجهة الازمات المرورية الى موسمية"، يبين الحراحشة ان ادارة السير تمتلك الرؤية والخطط اللازمة للتعامل معها بأي وقت، مبشرا ان الازمة المرورية ستنتهي مع انتهاء العطلة الصيفية وعودة المغتربين وانضباط الحركة بأوقات صباحية ومسائية محددة ما يسهل التعامل مع الحركة المرورية.

ويعود الحراحشة بحديثه للتذكير بخطط وبرامج ومقترحات تقدمت بها ادارة السير سابقا، مؤكدا انها ستوفر حلولا طويلة الاجل للازدحامات المرورية ومنها دعم اجرة الراكب، و ايجاد شركات نقل مؤهلة مسؤولة عن عملها، وتوفير التأمين الصحي الشامل للسائقين لتوفير ثبات وعمل واضح لهم يدفعهم الى العمل بطمأنينة ومهنية بدلا من التحول لاستغلال الراكب لتعويض حاجتهم.

كما ذكر بضرورة تحديد حد ادنى للأجور، وتوفير قاعدة بيانات متكاملة لسائقي العمومي للجوء اليها وقت حاجة اصحاب المركبات والشركات وليكون البديل جاهزا لدى هيئة النقل.

ويؤكد الحراحشة ان ادارته تركز على دعم وتنفيذ وتوسيع برنامج الرقابة الالكترونية بالتعاون مع الامانة وبلديات المملكة لا سيما الرئيسة منها، مشيرا الى ان المرحلة الاولى بدأ تنفيذها، فيما سيتم التوسع لاحقا الى كل البلديات ذات المعاناة مروريا.

ويضيف، ان الادارة ضاعفت من جهودها بالتعامل مع المركبات التي تتعطل بالطرقات لأسباب مختلفة، ووفرت 6 ونشات وزعت على اماكن تشهد اختناقات مرورية لتسريع نقل المربكات المتعطلة، مبينا ان الإدارة تتعامل مع 200-250 مركبة تتعطل يوميا بطرقات العاصمة منها 70-80 مركبة بسبب نفاد المحروقات.

وتعمل ادارة السير المركزية حاليا بالتعاون مع شركاء على تنفيذ برنامج للتعرف على حركة المرور بنظام الكتروني يتم من خلاله تعريف المواطن المشترك على الطرقات ذات الازدحامات والطرق البديلة التي يمكن سلوكها، مشيرا الى ان البرنامج ما يزال قيد العمل وسيرى النور قريبا.

ويؤكد الحراحشة انه ولأهمية التوعية والتثقيف بالجوانب المرورية، بدأت ادارة السير المركزية بتنفيذ برامج بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والجامعات لنشر مفاهيم المرور الآمنة والتعريف بالسلوكات الخاطئة على الطرق، وتشمل هذه البرامج محافظات المملكة كافة، الى جانب تنفيذ برنامج طموح مع وزارة الاوقاف للتوعية حول السلوكات الحميدة بالسياقة من خلال خطباء المساجد.

وباعتباره الادارة منفذا للقانون، يجد الحراحشة ان قانون السير النافذ غير رادع بحق كثير من المخالفين، مبينا ان التعديلات التي ادخلت على القانون غلظت من العقوبات على المكررين واعادت فكرة النقاط ليتم محاسبة المكرر على عدم التزامه ومكافأة الملتزم بطرق مختلفة.

ويطالب الحراحشة الجهات الشريكة بضرورة التعامل مع الاسباب والمعوقات على حقيقتها وليس من جوانب افتراضية، مع الاخذ بعين الاعتبار حاجة العاصمة لتخطيط طويل الاجل، واعادة النظر بمنح تراخيص المهن وموافقات المولات والمشروعات ذات الاثر بالازدحامات المرورية ونقلها الى خارج المدينة او بعيدا عن الطرقات الرئيسية مع الدعوة الى ضرورة استكمالها لجميع التراخيص كتوفير المواقف الكافية لمرتاديها.

والمح الحراحشة الى خطة طموحة ستنفذ لاحقا بالتحول الكامل من الدواوير الى الاشارات الضوئية على تقاطعات وجسور بهدف تحقيق انسيابية المرور عليها.