الافتاء ترد على سؤال هل يجوز بعد أداء عمرة عن نفسي أداء عمرة ثانية

ورد دائرة الافتاء  سؤال من مواطن على انه :
هل يجوز بعد أداء عمرة عن نفسي أداء عمرة ثانية وإهداء ثوابها إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟
وترد دائرة الافتاء عليه الجواب :
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
اختلف العلماء في حكم إهداء ثواب الأعمال إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك على قولين:
القول الأول:
عدم الجواز؛ إذ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم إذن بذلك، كما قد يُؤثر ذلك في جنابه الرفيع عليه الصلاة والسلام حيث يوهم أنه بحاجة إلى عبادات الصالحين، كما إن ثواب أعمال الأمة جميعها في صحيفة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه سبب الهداية الأول؛ فنيّة إهداء ثواب العبادة إليه تحصيل أمر حاصل، فلا حاجة إليها.
يقول الإمام النووي رحمه الله:
'إهداؤه - أي ثواب قراءة القرآن - للنبي صلى الله عليه وسلم لم ينقل فيه أثر ممن يُعتد به، بل ينبغي أن يُمنع منه؛ لما فيه من التهجم عليه فيما لم يأذن فيه، مع أن ثواب التلاوة حاصل له بأصل شرعه صلى الله عليه وسلم، وجميع أعمال أمته في ميزانه، وقد أمرنا الله بالصلاة عليه، وحث صلى الله عليه وسلم على ذلك، وأمرنا بسؤال الوسيلة والسؤال بجاهه، فينبغي أن يتوقف على ذلك، مع أن هدية الأدنى للأعلى لا تكون إلا بالإذن'.
القول الثاني:
الجواز، واستدلوا بما ورد أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يعتمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته؛ ولعدم المحذور، بل دل على جوازه ما ورد في جواز الحج والصوم عن الميت.
يقول الخطيب الشربيني رحمه الله:
'جوزه بعضهم، واختاره السبكي، واحتج بأن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما كان يعتمر عن النبي صلى الله عليه وسلم عمرة بعد موته من غير وصية.
انتهى من [مغني المحتاج4/ 111] والله أعلم.