ام اسماعيل: حلمت بان ولدي سيموت قبل ان يقتل على يد صديقه

تعتبر قضية اقتناء معظم الاردنيين للسلاح من ابرز المشكلات التي يعاني منها المجتمع ،وتشكل سببا بارزا لتصاعد معدل الجريمة فيها، وقد اصبح السلاح 'اداة الموت' في متناول الجميع.

واغلب الحوادث كان سببها العبث بهذا السلاح والذي ذهب ضحيته الاشقاء والاصدقاء صغارا وشبابا،و بشكل شبه يومي نسمع عن اخ قتل اخاه اثناء اللعب بالسلاح ،او صديق قتل صديقه اثناء غفله،ومن هذه الحوادث حادثة قتل في منطقة بيادر وادي السير التي ضحيتها الشاب 'اسماعيل يوسف عبدالله نصر' 26 عاما ،بطلقة نارية طائشة من مسدس صديقه اثناء جلوسهما سويا حيث كان الجاني يعبث بمسدسه.

فال والد المغدور:

قال والد 'اسماعيل' :انه بتاريخ 28/6/2015 حيث كانت الساعة 12.30 ما بعد منتصف الليل، من يوم الاحد، كان المرحوم يجلس مع العديد من اصدقائه في السوق الذي بجانب بلدية وادي السير ،وكان الجاني 'صديقه' يجلس مقابله على الكرسي الخلفي للباص .

وكانوا يتحدثون سويا وكان الجاني يحمل بيده مسدسا ويعبث به وفجأة انطلقت منه رصاصة اصابت المغدور في منطقة الصدر اوقعته ارضا غارقا بدمائه، هذه الرصاصة التي اطلقها 'الجاني الصديق الدائم ' للمغدور، اصابت كل من كان موجود بالصدمة القوية حيث قام الجاني والمتواجدين بنقل المغدور الى منطقة الدفاع المدني ،والذين هم بدورهم قاموا بنقله الى مستشفى بيادر وادي السير الخاص،وان الجاني قام على الفور بتسليم نفسه الى المركز الامني.

واضاف وهو بحالة حزن انني ضد حمل الاسلحة، ويجب على كل انسان يحمل السلاح ان يتم معاقبته ،وطالب من الجهات المسؤولة ان يعاقبوا كل حامل سلاح ويقوم باطلاق الرصاص في اية مناسبة.

وقال :ان المرحوم خسرناه بغمضة عين وبدون سبب جراء حمل صديقه السلاح واللعب فيه، ولغاية الان لا نعلم اذا كان الجاني قاصدا قتل ولدي ام لا وسيكشف التحقيق ذلك.
واكد والد اسماعيل ان المرحوم يعمل في شركة مشروع العبدلي وانه ملتزم في كل حياته ولم يدخل يوما مركزا امنيا ولا يحب العنف او المشاجرات وهو شاب يحب عمله جدا وكان ينوي الزواج في هذا الصيف بعد عيد الفطر.

واضاف بانه اثناء وجوده بالمنزل جاءه اتصال من احد الاقارب الذين كانوا متواجدين بالسوق وسمعوا بحادثة المرحوم واخبرني ان المرحوم اسماعيل تشاجر مع شخص واصيب برصاصة وانه تم نقله الى مستشفى البيادر وذهبت مع ابنائي للمستشفى وعندما وصلنا كان متوفيا.

واكد بان اهل الجاني قاموا باخذ عطوة اعتراف، واعترفوا بجريمة ولدهم، وطالب والد المغدور باتخاذ الاجراء الرادع واللازم بالاشخاص الذين يعبثون بالاسلحة ويسببون خسائر بالارواح. وقال لو اعلم ان الجاني قام بقتل ولدي قاصدا لن اسامحه بدم ولدي ما دمت حيا، كما اطالب من الجهات القضائية باخذ اقصى العقوبة بحقه لو كان قاصدا، واضاف الوالد ان التحقيق سيثبت اذا كان الجاني قاصدا فعلته ام لا وصمت والد اسماعيل قليلا ثم قال انا اعلم ان الجاني صديقه منذ سنوات طويلة ولا يفترقا ابدا وكان الافتراق برصاصة على يد صديقه.

الأم:
قالت وهي تبكي بحرقة انا مؤمنة بقضاء الله ولكن الفراق صعب، ما ذنبه بان يموت على هذا النحو وما ذنبي ان افقد مهجة قلبي بغمضة عين، وان المغدور شاب متدين وكان ساعة وفاته خارجا من المسجد بعد ان ادى صلاج التراويح.

ولكن قبل اسبوع من الحادثة كنت احلم بانني سافقده للابد وكنت ايضا عندما اراه اشعر بانه سيموت وسيبتعد عني ولا اعرف لماذا كان هذا الشعور يلازمني،في يوم الحادثة كنت اصلي المغرب وكنت اردد بدون وعي (الله يرحمك يا اسماعيل) وكنت احزن لماذا اردد هذه الكلمات وعندما اتصل احد الاقارب واخبرنا بحادثة ولدي قلت بصوت عالي (الله يرحمك يا ولدي) وخرجت من فمي بدون ادراك.

وبكت الام بحرارة وقالت اقسم ان اسماعيل كان شابا مهذبا ومتدينا ومحبوبا من الجميع ولا يحب المشاكل ولم يدخل مركز امني في حياته وتوفي وهو صائم ومصلي. وقالت ام اسماعيل انني اطالب من الجهات الامنية ان لا تتهاون بكل شخص يحمل سلاح وانا عابته جدا على القاتل الذي قتل صديقه ولغاية الان لا نعرف اذا كانت الرصاصة اطلقت بقصد ام بغير قصد ولن نتهاون بدم ولدنا.