غيرة زوجات الأشقاء انتهت بجريمة قتل بشعة جدا

غيرة قاتلة انطلقت داخل منزل العائلة بين زوجات الأشقاء، كانت كفيلة بأن تتسبب في كارثة، عندما اشتعلت نار الحقد والضغينة في قلب إحدى هؤلاء، لتعمي بصيرتها وتنزع الرحمة من قلبها فترتكب جريمتها، غير مبالية بلوعة أم وأب على فراق ابن وحيد، جاء إلى الدنيا بعد سنوات من الانتظار.

منزل يتكون من ستة طوابق، في الطابق الأول كان يعيش الأب الذي أراد أن يجمع حوله أبناءه الخمسة، بنى لكل منهم طابقاً ليتزوج ويعيش فيه مع أسرته، وليشعر بالفخر من خلال وجود الجميع حوله، من دون أن يدرك أنه بذلك يصنع الفرقة بين البعض منهم.

منزل العائلة
في منطقة حلوان في جنوب القاهرة كان هذا المنزل، الذي خطط الأب لأن يكون مصدر سعادة بالنسبة إليه، لكن هيهات أن يتحقق حلمه وقد تحول الأمر إلى مأساة، بسبب غيرة زوجات أبنائه تارة، ومشاجرات الصغار التي تبدأ بسبب لهوهم معاً، ثم سرعان ما تمتد الى آبائهم، ليتحول الأمر إلى كارثة.

ظن الأب المسكين أن الزمن كفيل بإنهاء تلك الخلافات، والعِشرة سيكون لها مفعول السحر في التوفيق بين زوجات الأبناء، من دون أن يفكر ولو للحظة أن بينهم شيطانة ستكون سبباً في إزهاق روح أحد أحفاده.
صوت ارتطام جسم بالأرض كان كفيلاً بأن يثير القلق داخل نفوس الأهالي، فهرعوا إلى الشارع لاستطلاع الأمر، وبعد وقت من البحث عن مصدر الصوت، كانت المفاجأة التي كسرت قلوبهم جميعاً.

الطفل الأول والأخير
طفل صغير لم يتجاوز عامه الثالث بعد، يرقد على الأرض جثة هامدة غارقاً بالدماء، بعدما تبين سقوطه من ارتفاع شاهق وفارق الحياة متأثراً بإصابته، تاركاً الجراح في كل من حوله.

ظن الجميع أن الطفل قد غافل والديه ووقف على الشرفة بمفرده، ليختل توازنه ويسقط على الأرض، وكادت الأم تصاب بسكتة قلبية، وانتابتها حالة من البكاء الهيستيري؛ بعدما فقدت وحيدها الذي جاء الى الدنيا بعد عذاب سبع سنوات مع الأطباء، حتى أراد الله أن تحمل به، ليؤكد لها الجميع أنه سيكون الطفل الأول والأخير، نظراً الى سوء حالتها الصحية.
كان الصغير بالنسبة الى أمه وأبيه كالهواء الذي يتنفسانه، ومن دونه لا يستطيعان العيش، لذا كان الأمر بالنسبة اليهما كارثة بكل المقاييس، فانطلقت صرخات الأم المسكينة وهي تنادي على صغيرها تهز أرجاء المنطقة وتبكي قلوب كل من يسكنها.
أسرع الأهالي بإبلاغ الشرطة، حتى يتم الاسراع في إنهاء إجراءات دفن الصغير وتحريك جثته من مكانها، في محاولة لتقليل معاناة والديه، بعدما كادت الأم تصاب بالجنون وهي لا تصدق وفاة طفلها، وكاد الأب يصاب بسكتة قلبية من هول الصدمة.

معاينة الشرطة
آدم محمد فتحي، يبلغ من العمر ثلاث سنوات، يرتدي كامل ملابسه، يعاني كسوراً متفرقة في الجسم ونزيفاً داخلياً تسبب في وفاته... بتلك العبارات دوّن رجال المباحث معاينتهم للجثة في موقع الحادث، ليتم نقلها إلى المشرحة تمهيداً لصدور قرار بتسليمها الى أهلها والتصريح بدفنها.

لكن الأب فجّر مفاجأة عندما اتهم سيدة تدعى أسماء بقتل صغيره الوحيد، وطالب رجال المباحث بسرعة ضبطها وهو يتوسل اليهم لتنال عقابها، وقبل أن يعلم الجميع سبب الاتهام جاءت كلماته لتكشف أن هذه المتهمة هي زوجة شقيقه، التي تقيم في الطابق الخامس الذي يعلوه في مسكن والده.

على الفور تحرك رجال المباحث لضبط المتهمة، قبل أن يعرفوا تفاصيل اتهام والد القتيل لها، خشية هروبها كما ذكر لهم. وبعد محاولات للبحث عنها وجدوها لدى إحدى صديقاتها، لكنها أنكرت الاتهام وأبدت علامات حيرة شديدة من علاقتها بمقتل هذا الصغير.

لكن الأب أكد أن زوجة شقيقه، التي تبلغ من العمر 20 عاماً، كانت بمثابة نقمة عليهم منذ أتت للعيش معهم في منزل العائلة عقب زواجها من شقيقه، لتكون بمثابة الشيطان الذي أشعل الخلافات بين جميع أفراد المنزل الذي كان يحظى بالهدوء والمحبة.

مبررات الاتهام
ذكر الأب أن المتهمة دائماً ما كانت تفتعل المشكلات مع زوجته بسبب غيرتها منها، وقبل الحادث بأسبوع نشبت مشاجرة عنيفة بين الاثنتين بسبب اختفاء حذاء لزوجته من على السلّم، وعندما صعدت الى شقة المتهمة وجدته لديها فاتهمتها بسرقته، الأمر الذي ضايقها، خاصة بعدما وجّه الجميع اليها اللوم، فقررت الانتقام ولم تجد غير صغيره الوحيد لحرق قلبه عليه.

محاولات مستميتة للإنكار حاولت المرأة من خلالها إبعاد الاتهام عنها، حتى جاءت كلمات طفلتها الصغيرة بعبارات غير مفهومة، مشيرة إلى أن الطفل الضحية كان يلهو معها قبل أن يصعد إلى الطابق السادس بصحبة والدتها، حيث توجد شقة قيد التشطيب خاصة بأحد الأشقاء سيتزوج فيها قريباً.

الاعتراف
انهارت المتهمة أمام كلمات صغيرتها، واعترفت بجريمتها وقالت إنها حملت الصغير وألقت به من الطابق السادس لحرق قلب أمه عليه، بعدما أظهرتها أمام الجميع لصّة استولت على حذائها.
أضافت: «زوجة شقيق زوجي كانت محبوبة من الجميع، وخلافاتي معها كانت سبباً في كرههم لي، فقررتُ في لحظة جنون أن أحرمها من صغيرها، بعدما أعمت الغيرة قلبي وارتكبت جريمتي انتقاماً منها».

كانت كلمات المتهمة كفيلة بأن تصدر النيابة قراراً بحبسها، على ذمة اتهامها بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.