بيت عزاء للفنان نور الشريف في دابوق
استقبل الأردني أسعد الشريف معزي الفنان المصري نور الشريف الذي توفاه الله الثلاثاء الماضي عن عمر يناهز التاسعة والستين بعد عمر مليء بالعطاء والإبداع، وذلك في جمعية آل قموه الخيرية في دابوق.
ونعى الأردني أسعد الشريف وعائلته في الصحف، الصديق ورفيق الدرب أخاه الفنان العربي القومي نور الشريف الذي أثرى السينما والتلفزيون والمسرح بمواقفه العربية والوطنية والاجتماعية.
وقال أسعد الشريف "منذ أربعين عاما تعرفت على الفنان عندما التقيته بالقاهرة، ومن ذلك الوقت تربطني فيه علاقة أخوية قوية".
ويروي الشريف بعض المواقف التي كانت مؤثرة به "كنت في إحدى المرات جالسا مع نور وكانت هناك مقابلة تلفزيونية معه، وطلب عرض مشهد من مسلسل عمر عبد العزيز الذي كان هو بطله، وطلب عرض مشهد موت عمر عبدالعزيز الذي قام هو بتمثيله، وما إن بدأ بعرض المشهد حتى بدأت دموعه تذرف نتيجة تأثره بهذا الموقف".
ويضيف أسعد "أذكر أنه عند قيام نور بتجسيد دور عمر عبدالعزيز جاء بأكثر من 30 مرجعا وبدأ بقراءتها حتى يحصل على معلومات عن شخصية عمر عبدالعزيز".
ويبين أسعد أن نور كان بعد انتهاء مشاهد التصوير يجلس مع الفنانين الشباب ويشرح لهم كيفية العمل الفني، وكان رحمه الله يأخذ بيد الفنانين الشباب الجدد في مجال التمثيل حتى يخرج منهم ممثلين وفنانين على مستوى يليق بهم.
ويصف أسعد صديقه ورفيق دربه بأنه إنسان لا مثيل له على المستويين العربي والإسلامي، ويذكر بأنه في أي مكان يذهب إليه كان دائما يحمل كتابا لحبه الشديد للقراءة، حتى انه تم اختياره من الجامعة الأميركية ليكون القارئ الأول في مصر.
وحضر إلى بيت العزاء عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفنية والإعلامية لأداء واجب العزاء للفنان العربي نور الشريف.
وقدم الشريف عددا من الأعمال التلفزيونية المتميزة منها؛ "رجل الأقدار" و"عمرو بن العاص" و"الحرافيش" و"هارون الرشيد" و"عمر بن عبد العزيز" و"لن أعيش في جلباب أبي" و"الرجل الآخر" و"عائلة الحاج متولي" و"العطار والسبع بنات" و"حضرة المتهم أبي" و"الدالي" و"متخافوش" و"الرحايا"، بالإضافة إلي عدد من الأدوار المسرحية أبرزها؛ "القدس في يوم آخر" و"يا غولا عينك حمرا" و"الأميرة والصعلوك" و"يا مسافر وحدك".
والراحل نور الشريف اسمه الحقيقي "محمد جابر محمد عبد الله"، ولد العام 1946 في حي السيدة زينب بالقاهرة لأسرة من مركز مغاغة بمحافظة المنيا، حصل على دبلوم من المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير امتياز وكان الأول على دفعته العام 1967. تزوج الفنان نور الشريف العام 1967 من الفنانة بوسي وأنجبا ابنتان هما سارة ومي، إلا أن زواجهما انتهى بالانفصال العام 2006 بعد أن استمر حوالي 30 عاما.
بدأ الشريف مشواره الفني من خلال فرقة التمثيل بالمدرسة، ولشدة حبه للتمثيل ترك كرة القدم التي كان يلعبها بنادي الزمالك، وعندما التحق بمعهد الفنون المسرحية رشحه المخرج الراحل نبيل الألفي لتمثيل دور "روميو" في رائعة شكسبير "روميو وجوليت" بشعبة المسرح العالمي التابع للتلفزيون وقتها، كما تعرف على المخرج سعد أردش الذي أسند إليه دورا صغيرا في مسرحية "الشوارع الخلفية".
اختاره بعد ذلك المخرج كمال عيد ليشترك في مسرحية "روميو وجولييت"، وأثناء بروفات المسرحية تعرف على الفنان عادل إمام الذي قدمه للمخرج حسن الإمام ليظهر في فيلم "قصر الشوق"، الذي حصل من خلاله على شهادة تقدير تُعد أول جائزة يحصل عليها في حياته الفنية.
تألق الفنان نور الشريف بأدوار متميزة عدة في السينما والتلفزيون، مما مكنه من أن يصبح أحد النجوم المتميزين؛ حيث احتل عن جدارة مساحة كبيرة في قلوب الملايين بأعماله الفنية المتميزة التي احترمت ذهنية المشاهد لتناولها الواقع المعيشي للمجتمع بمشاكله وقضاياه وهمومه، أسهمت في ترسيخ اسمه كفنان في وجدان الشعوب العربية.