ارتفاع الحرارة يدفع مؤسسة الغذاء للكشف عن صلاحية الغذاء بالمتاجر
جراءة نيوز - اخبار الاردن
لم يقف تأثير درجات الحرارة المرتفعة خلال الأيام القليلة الماضية على الإنسان وصحته، بل امتد تأثيرها الى المجالات الحياتية الأخرى لا سيما انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، ما تسبب بفساد أغذية وحدوث تسممات في بعض المناطق.
ونتيجة لهذا الانقطاع عمدت المؤسسة العامة للغذاء والدواء الى وقف عمليات الرقابة والتفتيش الروتينية وتوجهت إلى الاماكن التي انقطعت بها الكهرباء لساعات طويلة للكشف عن صلاحية المواد الغذائية في المتاجر والتأكد من سلامتها.
وبحسب اختصاصي الجلدية الدكتور اسامة المجالي: "فإن ارتفاع درجات الحرارة وتعرض الانسان الى أشعة الشمس لهما آثار سلبية على الجسم ويتطلب من الانسان أن يعي كيفية تجنبه والتعامل معه بحذر، بحيث لا يستهين بمدى خطورته حتى لو كان داخل المنزل".
ويضيف: إن تعرض الانسان إلى أشعة الشمس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة يؤدي الى زيادة درجة حرارة الجسم؛ فيزداد التعرق ويفقد الجسم الكثير من السوائل؛ مسببا الاحمرار والجفاف في الجلد، وفي حالات متقدمة يشعر الشخص بصداع مؤلم يرافقه تقيؤ شديد وضعف عام بالجسم.
وينصح الدكتور المجالي، بتجنب التعرض لأشعة الشمس لساعات طويلة، وضرورة وضع كريم واق للشمس لحماية البشرة من الجفاف والحروق لمختلف الأعمار حتى خلال وجوده داخل المنزل لأن ارتفاع درجات الحرارة في المنزل خلال موجة الحر يعتبر خطرا كأشعة الشمس المباشرة، وكذلك الاكثار من شرب السوائل وخصوصا الماء حتى يحافظ الجسم على درجة حرارة مناسبة ورطبة لتفادي المخاطر التي سبق ذكرها.
وتركز الارشادات الصحية وفق اختصاصي الاطفال الدكتور نواف المومني، على أن ارتفاع درجات الحرارة فوق 35 درجة مئوية يؤثر على الصغار والكبار لكنه أكثر تأثيراً على الاطفال، لأن مركز الحرارة في الدماغ عند الاطفال لم يكتمل بعد، فيسبب حصول تشنجات واضطرابات سلوكية وفقدان للنشاط بالإضافة إلى فقدان للسوائل والاملاح التي يصعب تعويضها عند الاطفال مقارنةً بالكبار.
ويضيف ان كثرة التعرض للشمس يسبب اختلالا في مركز الجهاز النفسي فيؤدي الى صعوبة في التنفس ولا يستطيع الطفل في هذه الحالة أن يوازن في عملية الشهيق والزفير، محذرا من ارتفاع درجة الحرارة عند الاطفال، بما يؤدي إلى اختلال مراكز الاستفراغ والمراجعة، وفقدان السوائل والجفاف والضعف العام في الجسم.
ويبين أن حرارة الجو تعمل على توسيع الأوعية الدموية وتزيد من جريان الدم، لان الاوعية الدموية الموجودة في الأنف هي أول الاوعية تأثراً بالحرارة حتى مع وجود الطفل داخل المنزل مسبباً نزيفا أنفيا.
ويوصي المومني بعدم تعرض الأطفال إلى أشعة الشمس واللعب خارج المنزل في فترة الذروة وادراك الأهل بضرورة الإكثار من السوائل للكبار والصغار لتفادي الامور التي ذكرت سابقاً.
ويعتبر مرضى السكري من أكثر الناس عرضةً لمخاطر ارتفاع درجة الحرارة ولها سلبياتها على الكبار والصغار، بحسب اختصاصي الغدد الصم والسكري الدكتور مصدق حمزة.
ويقول إن مرضى السكري نوعان، الاول: يصيب الكبار ويعتمد المريض على تناول الحبوب والذي يجب أن يراعي في هذه الظروف الابتعاد عن المشروبات التي يدخل بها مادة السكر كالمشروبات الغازية والاكثار من شرب الماء لتعويض السوائل التي يفقدها الجسم من خلال عملية التعرق والتبول، وعلى مريض السكري مراعاة توزيع الوجبات والابتعاد عن تناول الوجبة الواحدة او الكبيرة والتي تؤدي الى ارتفاع كمية السكر في الدم، فتسبب زيادة في التبول وفقدان السوائل من الجسم ما يكون له تأثير سلبي على نسبة السكر في الدم.
أما النوع الثاني من مرضى السكري الذي يصيب الاطفال، فينصح الأهل بأن يهتموا بالعناية بأطفالهم عن طريق مراقبتهم وإعطائهم كميات كافية من السوائل على اعتبار أن الاطفال يتحركون باستمرار ويفقدون من خلال التعرق والتبول السوائل من الجسم، ما يحتم الانتباه والحرص من الأهل على تزويدهم بالسوائل والوجبات الصحية السليمة والابتعاد عن المشروبات الغازية، وعدم السماح لهم بالخروج من المنزل واللعب لساعات طويلة تحت اشعة الشمس.
ويحذر مساعد مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء محمد خريشا من ارتفاع درجات الحرارة على الاغذية المحفوظة في ثلاجات المنازل وعدم فتحها بين الفترة والاخرى حتى لا تفقد درجة البرودة المناسبة لحفظ الاطعمة.
ويضيف ان انقطاع الكهرباء في بعض مناطق المملكة لساعات طويلة يؤثر سلبا على المادة الغذائية المحفوظة في ثلاجات المنازل او المحلات التجارية.
وينصح الخريشا بالتخلص من المواد الغذائية التي تظهر عليها علامة الطراوة، او رطوبة او تجعد في الكرتونة الحافظة للمادة الغذائية، بالإضافة الى التغير في لونها الطبيعي الى لون آخر ما يدل على أن هناك عملية اكسدة حصلت على المادة بفعل التغير في درجة الحرارة.
وشدد الخريشا على ان الفرد يجب ان يعي هذه المخاطر ويتفاداها ويعمل على زيادة التهوية للثلاجة بإبعادها عن الحائط، لأن التيار الكهربائي بعد انقطاعه، يعود بكفاءة أكثر وتصبح فاعلية التيار أقوى لوجود تهوية للمنطقة الخلفية للثلاجة، وعدم فتح الثلاجة باستمرار لتحافظ على البرودة بداخلها إلا للضرورة.