خريجات دور الرعاية.. بحث عن السند الأسري وزواج ينتهي بالطلاق
جراءة نيوز - اخبار الاردن -
بعد خروجها من دار الرعاية الاجتماعية وجدت "منى" في الزواج سبيلا وحيدا للأمان وفرصة لبناء أسرة حلمت بها أعواما، لكن حلمها سرعان ما تبدد بالطلاق.
تقول منى "بعد تخرجي من دور الرعاية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية تمكنت من الحصول على منحة من صندوق الأمان لاستكمال دراستي في كلية مجتمع تخصص مالية ومصرفية، وخلال تلك الفترة كنت أقيم في دار اليافعات التابعة للوزارة، إلى أن حصلت على وظيفة في إحدى الشركات".
"لم يكن الاستقرار المادي في ذلك الوقت كافيا"، تقول "منى"، و "لطالما شعرت بحاجة لأسرة تحتضنني خاصة بعد أن تخلى والدي عني ورفض الاعتراف بي رغم تثبيت نسبي له".
وتكمل، "تعرفت على شاب عاطل عن العمل ذي مستوى تعليمي منخفض منذ أربعة أعوام، لكنه اشترط أن أترك العمل.. تزوجته وأنجبت منه طفلة، لكن الخلافات الزوجية سيطرت على علاقتنا طيلة أربعة أعوام هي عمر الزواج، إلى أن انتهت العلاقة بالطلاق، وأصبحت مسؤولة عن طفلة عمرها 3 أعوام تخلى والدها عن مسؤوليته تجاهها".
"منى" مشردة منذ شهر، تحل في كل ليلة ضيفة على صديقة ممن شاركنها طفولتها في دور الرعاية، وتقول "اليوم افتقد الأمان، فقد تخلى طليقي عن طفلته وعني، ليس لدي وظيفة أو سكن، ولا حتى أب أو أم الجأ لهما، فيما ترفض المؤسسات التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية استقبالي".
وتتابع، "لا أريد اليوم أكثر من وظيفة تؤمن لي قوت يومي أنا وطفلتي، لا أريد معونة، أريد فقط عملا لائقا يحفظ كرامتي".
قصة "منى" لا تختلف كثيرا عن معاناة الكثيرات من خريجات دور الرعاية، اللواتي يلجأن إلى الزواج بحثا عن إطار وسند أسري من خريجي دور رعاية لهم أوضاع مماثلة، أو من أشخاص من جنسيات أجنبية أو حتى طاعنين في السن أو ذوي أسبقيات.
تقول مسؤولة برنامج الحماية في مؤسسة سكينة لرعاية خريجي دور الرعاية فرح السيد، "للأسف الغالبية العظمى لزيجات الفتيات من خريجات دور الرعاية تنتهي بالطلاق، لسوء الاختيار كأن يكون الزوج طاعنا في السن أو من أصحاب الأسبقيات أو مدمنا على المخدرات والكحول".
أما السبب الآخر لفشل الزواج بحسب السيد، فـ"يعود إلى أن الفتيات أنفسهن غير مؤهلات للزواج نفسيا وعاطفيا، فهن لم يعشن سابقا الأجواء الأسرية"، معتبرة أن "بيئة دور الرعاية لا توفر هذا النوع من الحياة الأسرية".
وتتابع، "بعد الطلاق تكون المشكلة مضاعفة، حيث نقف أمام مشكلة فتاة فاقدة للسند الأسري ومضطرة لمواجهة مسؤوليات الحياة وحدها ومسؤولة عن أطفال نتاج زواج فاشل".
و"رغم وجود مؤسسات توفر الرعاية للفتيات خريجات الدور كدار اليافعات المخصص للفتيات وصندوق الأمان الذي يوفر منحا تعليمية لخريجي دور الرعاية الاجتماعية"، توضح السيد أنه "في واقع الحال لا وجود لأي جهة توفر المأوى والحماية للمطلقات من خريجي دور الرعاية وأطفالهن"، باستثناء صندوق المعونة الوطنية الذي يقدم معونة شهرية للمطلقات غير القادرات، تتراوح بين
40 - 60 دينارا!