من مآثر الشهيد وصفي رحمه الله التي لم يذكرها الإعلام

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

د. عصام الغزاوي.

يوم الخميس من كل أسبوع كان يعني الخير الكثير لطاقم الحرس المكلف بحراسة منزل رئيس الوزراء الأسبق الشهيد الحي وصفي التل في دارته في منطقة الكمالية، كانت المزرعة التي يعمل فيها وصفي وأقول وصفي بدون ألقاب لكثرة ما تردد إسمه على شفاهنا فأصبح جزء منا ومن كياننا، كان يقوم بالعناية بها وزراعتها وحرثها وريها بنفسه كونه كان يحب الزراعة ويعشقها، كنت تشاهده يومياً مرتديا ملابس العمل يعتني بأشجار الفواكه المختلفة والأعناب والزيتون حتى أصبحت جنة تسر الناظرين . 

كانت أيام الخميس موعد مغادرة عسكر طاقم حراسات الدارة إلى عائلاتهم كنت تشاهدهم منهمكين بجمع الثمار عن الأشجار في صناديق خشبية ليأخذوها معهم هدايا إلى عائلاتهم وكان وصفي يتابع ذلك من شُرفة منزله بغبطة وسعادة لأنه يشعر أنه قد أدخل الفرحة والسرور لأطفال وأفراد عائلات هؤلاء العسكر، من بين الجميع شاهد أحد العسكر يقف منعزلاً عن الآخرين لم يجمع من الثمار كما فعل زملائه فبعث إليه يستدعيه وسأله عن السبب فأجابه مرتبكاً يا سيدي كيف أمد يدي على شجر أجمع من ثماره لم أستأذنك مسبقاً ولم تأذن لي، سُر وصفي برد هذا العسكري وأمانته وأشار لأحد مساعديه وهمس بأذنه فأحضر من المستودع بعض الصناديق تحتوي على أنواع مختلفة من الفاكهة وقال له خذها هدية لأهلك فشكره وقال له لا أستطيع قبولها لأَنِّي لا أستطيع حملها إلى مكان سكني فأمر وصفي بتحميلها بسيارة الخدمات وإيصال الجندي مع حمولته إلى مكان سكناه في عوجان - الزرقاء وسط إعجاب الجميع بهذه الأخلاق الأردنية المميزة، رحمك الله يا وصفي كنت قريباً جداً من نبض فقراء وطنك لأنك نشأت بينهم . 

( هذه القصة رواها لي نفس الجندي شخصياً وهو معروف لدي )