مختصون : تعطيل الجامعات ثلاثة ايام يغالط معايير العملية التعليمية
جراءة نيوز - اخبار الاردن -
اثار قرار تعطيل بعض الجامعات طلبتها ثلاثة أيام اسبوعياً،جدلا بين الأوساط العملية والتربوية والطلبة اذ راى مختصون ان التفكير بهذا التوجه يفقد العملية التربوية مضمونها فيما دعا طلبة الى اجراء استفتاء للتعرف الى جدوى القرار بشكل أفضل من اتخاذه بصورة عشوائية .
يقول رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد السلام المجالي، الذي سبق ان تولى منصب رئيس الجامعة الأردنية، إن تعطيل الطلبة الجامعيين ثلاثة أيام اسبوعياً يغالط معايير العملية التعليمية، التي تتطلب ارتباط الطالب بجامعته أكبر قدر من الوقت، سواء في الدراسة ومتطلباتها أو ممارسة الأنشطة اللامنهجية بهدف اشغاله بأوقات مفيدة تعزز قدرات الطالب ومخرجات عملية التعليم.
ويبين المجالي أن الطالب المجتهد، لا يقضي من الساعات الأربعين التدريسية خلال خمسة أيام الدراسة سوى 18 ساعة فقط ، متسائلاً كم يقضي الطالب من الوقت لو اقتطعنا يوماً آخر من ايام الدراسة لتكون ثلاثة ايام بدل يومين؟ ويؤكد أن استثمار مباني الجامعة يجب أن يكون يومي الجمعة والسبت في أعمال البحث العلمي والمختبرات والدراسة إلى جانب ممارسة الأنشطة اللامنهجية ؛كالرياضة ونشاطات نوادي اللغات والمسرح والفن والخط، لاشغال الطالب بأعمال مفيدة له ولمجتمعه، كونه مشروع مستقبل للوطن في الحياة العامة.
ويرى الدكتور المجالي أن العلم ليس بالكتاب وحده، وإنما بالاطلاع على العلوم والثقافات الأخرى، التي تتوافر في الأبحاث والمجالات أو من خلال تكنولوجيا المعلومات.
ويبين أن وجود 50 أو 60 طالباً في القاعة لا يخدم العملية التعليمية إذ يفترض أن تكون للجامعة الواحدة فروع أخرى في مناطق تخفض قدوم أعداد الطلبة للمقر الرئيسي ومغادرتهم لها، وبالتالي تخفف من أزمة المواصلات ولكن لا تؤثر على الدراسة، والأمر الآخر أن التعليم الحقيقي يجب أن لا تزيد أعداد طلبة الجامعة الواحدة على عشرة آلاف طالب وطالبة، للحفاظ على مستوى العملية التعليمية .
ويؤكد المجالي أن استثناءات القبول لمن ليس لهم القدرة الذهنية على التعليم في الجامعة وراء المشاكل التعليمية واكتظاظ الطلبة وإثارة العنف .
ويرى انه لا جدوى اقتصادياً او ادارياً اولا تربوياً في تعطيل الطلبة ثلاثة أيام ، لأن أيام العطلة لا تعني بقاء الطلاب في منازلهم، لافتاً الى أن نظام الفصل الصيفي اعتمد؛ لتحفيز الطالب للتخرج في سنوات أقل ، وهو فصل ينظر له بفصل ساعات اضافية لا تقليصها وحشرها في أيام الفصل الدراسي سواء الاول أو الثاني.
ويبين وزير التربية والتعليم والتعليم العالي ورئيس الجامعة الاردنية السابق الدكتور وليد المعاني أن نظام الساعات المعتمدة المطبق في الجامعات الاردنية اعتباراً من العام 1971 ، بدلا نظام الفصول كان له أهداف منها إعطاء الطلاب الفرصة بمستوياتهم العلمية المتفاوتة على ترتيب جداولهم الدراسية حسب قدراتهم (12 ساعة، 18، 21) وليس بتقصير أيام الدراسة وحشرهم في أيام قليلة لأخذ ساعات أكثر.
ويؤكد الدكتور المعاني أن الطالب لا يركز في المحاضرة ومدتها 45 دقيقة سوى على 25 دقيقة، فكيف نقحمه بمحاضرة مدتها ساعة ونصف الساعة ؟ ومع ذلك فلن يكون له تركيز 50
دقيقة، مبيناً انه كلما زاد وقت المحاضرة كان الطالب اكثر تشتتاً.
ويرى أن الجدوى الاقتصادية من تعطيل الطلبة لن تتحقق خصوصاً ما يتعلق بالطلاب لأنه سيكون أمامهم وقت فراغ أطول فيلجاؤون الى الرحلات أو أماكن اللهو، فيزيد الانفاق الاجتماعي وربما تحدث المشاكل الاجتماعية.
ويرى رئيس جامعة الحسين بن طلال السابق عضو الهيئة المستقلة الدكتور علي الهروط أن تعطيل الطلبة ثلاثة أيام في الأسبوع يعني قطع الطالب صلته بالجامعة التي يجب أن يكون الارتباط وثيقاً بينهما سواء في الدراسة والبحث العلمي والابتكار والمبادرة ، والذهاب الى المختبر والمكتبة أو ممارسة الانشطة اللامنهجية كالرياضة والفن والمسرح والفنون الأخرى والتواصل الايجابي بين الطلبة .
ويقول "اذا لم تشغل الطالب، فإنه يشغلك كمدرس"، داعيا الى اعادة مراجعة العملية التعليمية الجامعية من جميع النواحي المتعلقة بالمنهاج وأسس القبول والمباني وكفاءة هيئات التدريس وكيفية اشغال الطلبة بالبحث العلمي والمختبرات واستثمار القاعات وتقليص أيام العطل لا زيادتها ،وصولاً للتعليم المستمر والنشاط اللامنهجي المستمر.
ويؤكد الطالب في كلية الهندسة في جامعة التكنولوجيا وسيم حسن البيطار والطالب في كلية الطب في الجامعة الاردنية محمد حاتم تيم ان تعطيل الطلبة يشكل ضغطاً على الطلاب في اوقات اخرى.
ويتساءلان : لماذا لم يؤخذ رأي الطلاب والطالبات في مثل هذا التوجه وذلك من خلال استبيان يوزع عليهم ليتحملوا المسؤولية ، والأمر الآخر ماذا لو تزامنت عطلة مناسبة معينة يوم الاربعاء أو الأحد ، فيكون الطالب قد انقطع اربعة أيام في الاسبوع.
وتقول الطالبة دانة الخالدي من جامعة العلوم والتكنولوجيا ان قرار تعطيل الدراسة في الجامعات يوم الخميس يساعد الطلبة على التحضير والدراسة بشكل أفضل خاصة خلال الامتحانات إذا كانت كثيرة ،الى جانب انه يوفر اجور المواصلات وتعبهاعلى الطلبة . وكان رئيس الجامعة الاردنية الدكتور اخليف الطراونة طلب من عمادة شؤون الطلبة إجراء مزيد من الدراسة والتحليل وإرجاء تنفيذ القرار لبداية الفصل الدراسي الثاني.
ويبين عبر حسابه على الفيسبوك، ان سوء فهم بعضهم لمسوغات القرار وتبعاته، اعتقد ظلما أن القرار جاء للتوفير على موازنة الجامعة، علما أنه يضيف أعباء مالية ولا يوفرها. ويشير الى ان بعضهم اعتقد أن القرار يضر بمصالح الطلبة الذين يعملون،مؤكدا انه جاء بالتحديد لمصلحة هذه الفئة وزيادة عددها، بإعطاء يوم عمل إضافي وإفساح المجال لزيادة عدد أيام العمل من خلال ترتيب الدوام عبر يومين دراسيين فقط أو من خلال ترتيب الدوام ليكون في الفترة الصباحية أو المسائية لمدة أربعة أيام.
وقال إن عطلة الخميس توفر مواصلات على الطلبة وخصوصا القادمين من مناطق نائية، وتعطي الفرصة للطالبات من أبناء المحافظات لقضاء يوم إضافي مع الأهل ".
وأضاف ان يوم الخميس يوفر يوما دراسيا كاملا في المكتبة والمختبرات للطلبة الراغبين في رفع مستوى تحصيلهم العلمي أو للذين لا تتوافر لديهم أجواء دراسية في أماكن سكنهم.