هذا ما تسببت به المفرقعات برمضان؟؟!

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

يتسابق الطفلان حسام (8 سنوات) وشقيقته روان (9 سنوات) لإنهاء وجبة الإفطار يوميا، قاصدين إحدى البقالات في منطقتهم لشراء المفرقعات بأنواعها المختلفة، بالاتفاق مع أصدقائهم الصغار في الحي ذاته لتعلو الأصوات جراء إشعالها.
يقول الطفل حسام “أطلب من والدي مصروفي اليومي، وأشتري به المفرقعات، فهناك أنواع كثيرة منها، ثلاث طلقات، الصاروخ، وغيرها، فنحن نستمتع جدا بسماع أصوات هذه المفرقعات، ولا يمكننا الاستغناء عنها”.
وخطط الطفل مازن (11 عاما) وأولاد خالته القيام بمشروع بيع المفرقعات للأطفال في المنطقة التي يقطنون بها جميعا، فقاموا بجمع مبلغ من المال وشراء كمية لا بأس بها من هذه المفرقعات من المحال التجارية، ومن ثم توضيبها وعرضها فوق طاولة بلاستيكية على أحد الأرصفة.
يقول مازن “قمنا بزيادة أسعار هذه المفرقعات، ولكن بنسبة بسيطة، مثلا خمسة قروش أو عشرة فقط، فنحن نلعب ونلهو مع أصدقائنا وفي الوقت ذاته نستفيد من بيعها للآخرين”.
مع بداية اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، تنتشر ظاهرة الألعاب النارية والمفرقعات التي لا تشكل سوى حالة من الإزعاج وتنغيص حياة المواطنين في الليالي المباركات التي ينتظرونها من عام لآخر.
هذه المفرقعات التي تقلق وتزعج المواطنين في ليالي الشهر الفضيل، وتحرمهم النوم، وتعكر صفو عبادتهم تجذب الأطفال والمراهقين لشرائها من المحال التجارية ومن ثم إشعالها على الأرصفة وأسطح المنازل، فأصبحت كأنها طقس نراه ونسمعه في أيام الصيام.
المشكلة تكمن في أن الكثير من الباعة ورغم منع هذه المفرقعات قانونيا يبيعونها في متاجرهم سعيا منهم لجني الأرباح على حساب حياة الناس وراحتهم.
ذلك الأمر جعل أبو سيف يذهب إلى البقالة التي بجانب بيتهم وتهديده بإبلاغ الشرطة إن لم يتوقف عن بيع تلك المفرقعات لأطفال الحارة. يقول أبو سيف إن صاحب البقالة يجني ربحه من وراء بيع “الفتيش” الذي يتسابق عليه الأطفال بعد الإفطار للعب واللهو، وبالتالي يسبب إزعاجا كبيرا لأهالي المنطقة.
ورغم تهديد أبو سيف له منذ بداية شهر رمضان، إلا أنه لم يتوقف عن بيعها، بل وأصبح يأتي بأنواع جديدة تلفت الأطفال وتزيد من شغفهم بشرائها واللعب بها، رغم الخطورة الكبيرة.
ويبدي الحاج أبو رامز انزعاجه الكبير جراء سماعه لأصوات المفرقعات عقب موعد الإفطار يوميا، خصوصا أن منزله يقع وسط حي يكتظ بالمواطنين، ويقول “وكأن حربا تقوم، يبدأ الفتيان بإشعال هذه المفرقعات التي تتفاوت بأنواعها وأصواتها”.
ويضيف “أصبحت ليالي رمضان مليئة بأصوات المفرقعات العالية والمزعجة، فهناك أناس يعانون من أمراض وبحاجة للراحة وهناك أطفال وهناك عمال يحتاجون إلى النوم باكرا، لكن هذه الأصوات التي بدأت مع بداية رمضان تحتاج لأن تضع الجهات المختصة حدا لها”.
أما الخمسيني أبو علاء فيؤكد أنه أصبح يتشاجر بشكل شبه يومي مع فتيان لأن هوايتهم إزعاج الناس وإشعال هذه المفرقعات ذات الصوت العالي وكأنها انفجارات.
ويضيف “لا يعقل أن يتحكم صبية وفتيان بحياة الناس يقررون متى تهدأ أجواء المنطقة، ومتى تكون مليئة بأصوات المفرقعات، وخصوصا أنها في بعض الأحيان تبقى لوقت متأخر بعد الساعة الواحدة فجرا وهذا بحد ذاته مصدر قلق وإزعاج للمواطنين”.
ويشارك الرأي الأربعيني عادل الربضي، بقوله “أتعجب من عدم مبالاة الأهالي عند شراء أبنائهم هذه المفرقعات، ألا يعلمون عن الإصابات الخطيرة التي قد يتعرض لها أطفالهم جراء استخدام هذه المفرقعات التي قد تفقد الطفل عينه أو أصابعه أو إصابته بحروق والقائمة طويلة، ورغم التحذيرات من هذه الظاهرة ومخاطرها إلا أنها منتشرة”.
ويؤكد عبد المجيد صاحب أحد المحال التجارية، أنه مع غروب الشمس يبدأ باستقبال الأطفال وحتى ساعات متأخرة من الليل ليبتاعوا الألعاب النارية والمفرقعات.
ويقول “قررت هذا العام عدم توفير المفرقعات في متجري، لكن كثرة الطلب من قبل الأطفال والسؤال عنها دفعني لشرائها ومن ثم بيعها لهم، ولا ننسى أن هذه المفرقعات بسيطة بخلاف الألعاب النارية التي قد تؤذي الطفل أو تعرضه للخطر”.
ويصف الاختصاصي الاجتماعي د. حسين الخزاعي، ظاهرة الألعاب النارية والمفرقعات لدى الأطفال بالمقلقة وغير الحضارية، وهي تفسد صورة الفرح والطمأنينة وتسبب الإزعاج لأفراد المجتمع نظرا لاستمرارها لساعات متواصلة، لا سيما في شهر رمضان المبارك.
ويرجح الخزاعي أسبابا عدة في استخدام هذه المفرقعات من قبل الأطفال منها، عدم مراقبة الأهل ومتابعتهم لأبنائهم وقت الإفطار، فمعظم المفرقعات يتم اللعب بها وإشعالها أثناء فترة الإفطار، أيضا عدم متابعة الأهل لشرائها وعدم إرشادهم لأضرارها المادية والصحية، وكذلك العلاقة بين الأطفال التي تشجع بعضهم بعضا على شرائها وإشعالها، أيضا توفرها في السوق.
يقول الخزاعي “قد تكون هذه المفرقعات فرحة بريئة من قبل الأطفال مرتبطة بمدفع رمضان، لكن يجب توجيه الأبناء بطريقة سليمة لأضرارها، كما أن هذه المفرقعات قد تسبب مشاكل اجتماعية، وكثيرا ما تنشب خلافات ومشاجرات عدة بسبب هذه المفرقعات بين الجيران”.
ويذهب الخزاعي إلى أن الأطفال يبتهجون بقدوم شهر رمضان المبارك بممارسة عدد من السلوكيات الخطرة والتي قد تقلب البهجة والفرح غماً وحزنا ومنها الألعاب النارية والمفرقعات؛ حيث يكثر انتشار الأطفال للعب بها في الشوارع، وعليه يجب على الجهات المختصة منع استيراد هذه المفرقعات وملاحقة التجار الذين يقومون بتوفيرها بالمحال التجارية والمكتبات.