الكرد يحاصرون "داعش" وحلفاء دمشق يمنعون دخول مقاتلين لسورية
جراءة نيوز - اخبار الاردن -
حاصر المقاتلون الاكراد عناصر تنظيم داعش في بعض احياء مدينة عين عيسى التي شنّ عليها التنظيم هجوما مباغتا لطرد خصومهم من البلدة القريبة من مدينة الرقة التي يتخذ التنظيم منها عاصمة. وفي الاثناء يحول حزب كردي مناصر للحكومة السورية دون وصول نحو خمسة آلاف مقاتل سوري دربتهم كردستان العراق لقتال داعش، ويقول الحزب ان هؤلاء المقاتلين تشرف عليهم الولايات المتحدة لمقاتلة الجيش السوري لاحقا.
وأوضح ناشطون اكراد أن مقاتلين من "داعش" ما زالوا "متحصنين حتى اليوم، في ثلاث نقاط داخل عين عيسى" مشيراً إلى أنّ "وحدات حماية الشعب تحاصر عناصر التنظيم الموجودين في مركز للأعلاف، وفي بناءٍ آخر كان مقراً عسكرياً سابقاً لـ "داعش".
وأكدو أنّ "الوضع هناك وإن كان غير مستقر تماماً لكنه بات تحت السيطرة" مشيراً إلى وجود "أكثر من خمسة وعشرين جثة لمقاتلين من داعش في شوارع عين عيسى".
وبعد اتصالات مع مسؤولين عسكريين في عين عيسى، نقل الناشط الإعلامي أنّ "مقاتلين من داعش تسللوا أمس إلى البلدة الخالية تماماً من المدنيين، ودخلوا عدة مواقع هناك" لافتاً إلى أنّه "ليس هناك أي هدف استراتيجي أو عسكري لداعش، سوى أن مقاتليها يريدون زعزعة سيطرة بركان الفرات وإحداث أكبر ضرر ممكن قبل أن يُقتلوا أو يفروا".
وكانت الأنباء الواردة من عين عيسى أول من أمس متضاربة حول حقيقة ما جرى، ففي حين ذكرت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، أنّ "مقاتلي داعش استعادوا بلدة عين عيسى وقرية الشركراك في ريف الرقة الشمالي، عقب معارك مع الوحدات الكردية" نفى المتحدث باسم غرفة عمليات "بركان الفرات" شرفان درويش ذلك، مؤكداً أن "ما حدث هو أن عناصر من داعش تسللوا إلى بعض النقاط، وتم التصدي لهم وما تزال الاشتباكات جارية".
ولا يخرج هجوم تنظيم "داعش" على عين عيسى أمس، عن سياق ضرباته المباغتة والمفاجئة مؤخراً، التي نفذها في تل أبيض بريف الرقة الشمالي، ومدينة عين عرب بريف حلب الشمالي الشرقي، وكذلك في الحسكة وبعض أريافها، إذ بات يعتمد أسلوب الهجوم، بمجموعات انغماسية صغيرة، تحوي كل منها أقل من خمسين مقاتلاً.
وكل هذه العمليات التي نفذها "داعش"، تأتي ضمن تكتيك "سمكة الرمال" الذي يعتمد عليه التنظيم، ويتمثل في الانسحاب من مكان يتعرض فيه لهجمات، ليضرب في مكان آخر غير متوقع.
وافادت مصادر كردية بإقليم كردستان العراق، بأن أكثر من خمسة آلاف مسلح، جميعهم من أبناء أُسر اللاجئين السوريين المقيمين في الإقليم، التحقوا بمقاتلين كرد يواجهون تنظيم "داعش"، بعدما تلقوا تدريبات عسكرية الفترة الماضية وجرى تسليحهم بشكل جيد.
وقالت أسبوعية "BAS" التي تصدر باللغة الكردية في مدينة أربيل، في تقرير بعددها الأخير الصادر، أمس الثلاثاء، إن إقليم كردستان العراق وحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يملك ميليشيا مسلحة في شمال وشرق سورية، اتفقا، وبرعاية أميركية، على انتقال قوات من أبناء اللاجئين السوريين في الإقليم إلى سورية لقتال مسلحي تنظيم "داعش".
وأوضح أن الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة يدعم انتقال 11 فوجاً من الجنود الذين أعدوا كقوة نظامية منذ أكثر من ثلاث سنوات، من العراق إلى الأراضي السورية للمشاركة في القتال الدائر هناك بين القوات الكردية ومسلحي تنظيم "داعش".
وبين التقرير أن أفراد تلك الأفواج تلقوا التدريبات العسكرية على أيدي مدربين تابعين لحكومة إقليم كردستان العراق، كما تم تسليحهم أيضاً من قبلها، وبدأوا بالتوجه إلى سورية عبر منفذ حدودي بين العراق وسورية عند ناحية ربيعة التابعة لمحافظة نينوى بشمال العراق. وحاولت عدة أحزاب سياسية كردية سورية، كذلك حكومة إقليم كردستان العراق، إقناع حزب ويصنف على أنه فرع سوري لحزب العمال الكردستاني التركي المعارض لأنقرة، وهو الذي يتحكم بالمناطق الكردية في سورية، للقبول بانتقال تلك القوات إلى سورية والمشاركة في القتال فيها، إلا ان الحزب كان يرفض ذلك لأنه كان يعتبر تلك القوات تابعة لإقليم كردستان العراق.
وتابع التقرير أن الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية وتشرف هي على تنفيذه، يدعو إلى أن تتولى تلك القوات مهام في مناطق كردية سورية متاخمة لإقليم كردستان العراق حتى لا تتعرض لخطر كبير، وليكون الإقليم عمقاً لها أثناء المواجهة مع مسلحي "داعش"، كما ويسهل مدّها بالسلاح والعتاد الذي تحتاج إليه من الإقليم.
ونقل التقرير عن أحد ضباط تلك القوة ويدعى دلوفان روباري، قوله، إن عدد أفراد تلك القوات يفوق 5 آلاف مقاتل شاركوا في قتال "داعش" بصورة فعلية إلى جنب قوات بيشمركة إقليم كردستان العراق في محاور الموصل، ولها 22 من "الشهداء" و180 جريحاً.
وكشف روباري عن أنهم يحاولون منذ ثلاث سنوات التوجه إلى سورية، لكن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيطر على المناطق الكردية هناك كان يرفض ذلك، مضيفاً "الآن الوضع بات مختلفاً وهذا في مصلحة الكرد وروج آفا (يقصد المناطق الكردية السورية)".
وذكرت الصحيفة أن هناك 700 مقاتل آخر من الكرد السوريين المقيمين في إقليم كردستان العراق يجري تدريبهم للانضمام إلى القوة الجديدة.
وأشار التقرير إلى أن الدبلوماسي الأميركي (بريت ماكغورك) مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون العراق وإيران وسورية، زار نهاية حزيران (يونيو) المنصرم المناطق الحدودية بين العراق وسورية، حيث التقى المقاتلين الكرد السوريين، ثم كتب تغريدة على صفحته بموقع التواصل "تويتر"، وقال فيها "على الحدود السورية التقينا بأولئك البيشمركة الذين يتلقون تدريبات لمواجهة مسلحي داعش وهم من جميع القوميات والأديان المختلفة، وتدعمهم الولايات المتحدة الأميركية". ونقل التقرير عن عضو في قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري، نوري بريمو، قوله إن حزب الاتحاد الديمقراطي، يحكم مناطق روج آفا (المناطق الكردية السورية)، بشكل فردي، ويدافع عن مصالح نظام بشار الأسد وهو السبب الذي يدفعه إلى منع توجه القوات الكردية المعدة في كردستان العراق، لأن هذه القوات تريد قتال نظام الأسد، وإن هذا التقاطع سيعقّد الوضع والمشاكل.
وعن السبب الذي دفع حزب الاتحاد الديمقراطي إلى القبول بتوجه القوات المعدّة في إقليم كردستان العراق إلى سورية، أوضح بريمو، أن الظروف تغيرت هناك.
وكان مسلحون تابعون لتنظيم "داعش" قد استغلوا ثغرات في القوات المدافعة عن مدينة كوباني السورية المتاخمة للحدود التركية نهاية الشهر الماضي، وتسللوا إليها ونفذوا مجازر بحق سكانها، حيث قتلوا أكثر من 206 وجرحوا عدداً آخر، وقد أدى ذلك إلى توجيه انتقادات حادة لحزب الاتحاد الديمقراطي بسبب سياساته في التفرد بالإدارة، وعدم السماح بوجود أحزاب ثانية وقوات أخرى غير التابعة لحزبه للدفاع عن المناطق الكردية بسورية.