فتاوى آخر (زمن) .. السجائر واللبان والمعاشرة الجنسية لا يفطران .. والتراويح بِدعة
جراءة نيوز - اخبار الاردن -
عادة ما يبدأ ماراثون الفتاوى الدينية المثيرة للجدل، قبل أي شعائر دينية خاصة مع شهر رمضان الكريم، والتي عادة ما تخرج بعيدة تمامًا عن دار الإفتاء المصرية؛ ففي بداية شهر رمضان المبارك، طل علينا الشيعة، وتنظيم داعش، والإخوان بأغرب الفتاوى والتي أطلق عليها بالشاذة لبعد الكثير منها عن أحكام الدين.
«الشيعة» أحلوا ثلاث محرمات
وبحلول شهر رمضان الكريم، أصدرت المرجعيات الشيعية فتاوى غريبة، منها إباحة «تدخين السجائر»، معللة بأن دخانها لا يفطر وليس طعامًا يدخل الجوف، شريطة ألا يتجاوز عددها الثلاث، ومضغ «اللبان» وإتيان المرأة في نهار رمضان، دون أن يفسد صومها، وليس عليها الغسل، وفقًا لباب النكاح في أحد الكتب الأربعة المعتمدة لدى الشيعة الإثنى عشرية.
كما أفتت بعض المكاتب التابعة للمراجع الشيعية الصيام بالإنابة؛ حيث ينيب مَن يصوم عنه مقابل بعض المال، فذلك لدى الشيعة جائز، وفي المرجع «كاظم الحسينى الحائرى» فإن الإفطار في البلاد التي يطول فيها نهار رمضان، أن يختلق المفطر حجة بالسفر ثم العودة في رحلة تستغرق المسافة التي تبيح الإفطار.
داعش بين إلغاء التراويح وقتل المُفطرين
وعن تنظيم «داعش» الذي أبرز فتاوى ذات طابع خاص، حيث أفتى بإلغاء صلاة التراويح باعتبارها بِدعة، وقد أقر الجلد عقابًا لكل مَن يصليها على اعتبار أن صلاة التراويح لم تكن موجودة أيام النبي، على حد زعم التنظيم، والجدير بالذكر أن التنظيم قام من قبل بمنع الاحتفال بذكرى المولد النبوي باعتباره بدعة لا علاقة لها بالإسلام وهناك تقارير أخرى عن سياسة التنظيم أقرت تحديد صلاة التراويح بثماني ركعات، وأن الزيادة في عددها «بدعة»، وشمل المنع أيضًا ما يسمى بـ«التسابيح البدعية».
كما أصدر التنظيم تحذيره للنساء بعدم الخروج خلال ساعات الصيام واشترط على المرأة التي ترغب في الخروج بعد صلاة المغرب أن يصطحبها مرافق من أقاربها الذكور، كما تم منع المرأة من استخدام الهاتف المحمول طيلة شهر رمضان، فضلًا عن منع التبرج، ففي وقت سابق قام بإزالة كل اللافتات والإعلانات التي توضع لمحال التزيين النسائية في مناطق سيطرته.
ووضع التنظيم بعض المحاذير على المناطق المسيطر عليها والتي تمثلت في معاقبة مَن يفطر في رمضان وتعرضه للقتل أو الإذلال، إلا أن ديوان الحسبة التابع لداعش توعد لمن يفطر متعمدًا «بعقوبات» تصل إلى حد التعامل معهم على أنهم «قردة في أقفاص» وقد قضت العقوبات بحبس مَن يفطر، داخل قفص، لمدة 15 يومًا، يقدم له خلالها على موعد الإفطار «قطعة خبز واحدة صغيرة وعدد من حبات التمر»، وتتواجد تلك الأقفاص في وسط الموصل، وأنها استخدمت قبل رمضان لمعاقبة المدخنين، حيث كان يلقى عليهم الموز كالقردة في حديقة للحيوانات.
وقد أصدر التنظيم أمره بإغلاق المحال التجارية في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، بالإضافة إلى إغلاق محال الحلاقة الرجالية ومنع تقصير الشعر خلال رمضان، وأفتى بمنع الشبان من تسريح الشعر بحسب الموضة ووضع مادة «الجِل» على الشعر. وألغى التنظيم فعاليات رمضانية ترفيهية مشهورة في الموصل مثل لعبة «المحيبس» و«الفناجين/ فر» و«الدومينو» و«النرد»، وهي فعاليات تشتهر بها المدن العراقية في رمضان، كما أقر «ببطلان صيام من يكره التنظيم»، قائلًا إن «مَن لا يصلي لا يقبل صيامه، ومن لا يحب التنظيم في العراق والشام لا يقبل صيامه، فمن لديه هذه الخصال فلا يكلفن نفسه عناء الصيام، فليس له من الصيام إلا الجوع والعطش».
والأغرب عن التنظيم هو إجباره للأسرى الإيزيديين المعتقلين لديه على الصيام في رمضان، مضيفًا أنه يجبرهم أيضًا على «أداء الصلوات الخمس تحت تهديد السلاح ويقوم بجلد المتخلفين منهم».
الإخوان.. فتاوى لإنقاذ القيادات
ومن ناحية أخرى، أفتى الشيخ عصام تليمة، مدير مكتب الشيخ يوسف القرضاوى السابق، بأن يحل لقيادات الإخوان الذين صدر ضدهم أحكام بالأشغال الشاقة، بأن يفطروا في شهر رمضان. حيث قال في تدوينة له عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن من أحكام الصيام: «من كانت مهنته عملًا شاقًا، يصعب معه الصوم، كمن يعمل في أفران الخبز، أو محكومًا عليه بالأشغال الشاقة، رخص الشرع له بالفطر، والقضاء بعد رمضان، فإن عجز عن ذلك، فله الإطعام عن كل يوم مسكين، لقوله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)».
وعلى نفس النهج، أفتى الشيخ محمد عبدالمقصود، الداعية التابع لجماعة الإخوان، بعدم جواز صلاة التراويح، خلف الأئمة المنتمين للدعوة السلفية، وأيًا ممن ينتمي لحزب النور.
وقال «عبدالمقصود»، بإحدى الفضائيات التابعة للإخوان، ردًا على سؤال: «ماذا نفعل في صلاة التراويح، خاصة أن المسموح لهم بالإمامة، هم الأئمة التابعون لحزب النور»، فأجابه عبدالمقصود: «لا تصلي خلف هؤلاء المنافقين صلاة التراويح»، مستشهدًا بقول الإمام أحمد فيما يخص بالصلاة خلف «المبتدعة».
وقال الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، تعليقًا على تلك الفتاوى، إن ما حدث لا يمكن أن نطلق عليه غير أنه اجتراء وافتراء على الإفتاء من أدعياء وجهلاء وهي من علامات الساعة؛ حيث يقوم قوم تافهون لا يملكون من العلم شيئًا بالحديث في الأمور العامة.
وأكد «كريمة»، في تصريحات خاصة لموقع «المصريون»، أن انقسام المجتمع إلى جماعات تسلك طريق العنف الفكري والمسلح، مثل ما قام به داعش والشيعة والإخوان وغيرهم، هو ما ساعد على اختلاق هذه الفتاوى وانتشارها إلى هذا الحد والحل لا يأتي من جانب الأزهر أو الأوقاف فلم تعد الدعاوى والخطابات والنداءات والكلام يؤثر في المسلمين أو حتى غيرهم.
وأشار «كريمة» إلى أن الحل يكمن فيما جاء في الفقه الإسلامي تحت مسمى «التدابير الزجرية» أي العقوبات الرادعة لكل مَن تسول له نفسه الاجتراء على شرع فتاوى معينه ومحاسبة الناس على أساسها. وأضاف أستاذ قسم الشريعة بجامعة الأزهر، أن فرض الدولة لعقوبات على مَن يخرج بمثل هذه الفتاوى هو الحل الوحيد والجزري لمثل هذه الاجتراءات التي تعد من علامات الساعة وانتشرت إلى هذا الحد المخيف، فالفتوى أصبحت متروكة لكل الناس وهذا ما يهدد بقاءنا.