الجلوس قرب الحاويات للحصول على الطعام..صورة جديدة للتسول في رمضان

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

تزداد ظاهرة التسول في شهر رمضان المبارك، ويلجأ المتسولون من الاطفال والنساء خاصة الى استجداء عطف المارة للحصول على المال، مع اختلاف وتنوع صيغة الطلب، فضلا عن ابتكار الاساليب الجديدة للتسول.

الناطق الاعلامي في وزارة التنمية الاجتماعية الدكتور فواز الرطروط كشف عن ان مديرية مكافحة التسول في الوزارة ضبطت 358 متسولا ومتسولة خلال العشر الاوائل من رمضان، ويتركز اكثرهم في العاصمة عمان. كما تم ضبط 36 طفلا متسولا منذ نهاية يوم الخميس الى مساء امس الاول الاثنين، وتم ايداعهم الى دور الرعاية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية بموجب امر قضائي.

كما كشفت دراسة اجرتها وزارة التنمية الاجتماعية لخصائص المتسولين عن ان 98.3 % من عينة بلغ حجمها 181 متسولا هم أصحاء، و 91.6 % قادرون على العمل، و67 % أميون.

وحول جنسيات المتسولين المضبوطين من مديرية مكافحة التسول تبين ان 2523 منهم اردنيون و330 سوريا و40 عراقيا و47 مصريا و30 موزعين على جنسيات مختلفة..

رئيس قسم مكافحة التسول في وزارة التنمية الاجتماعية معن القضاة أكد ازدياد حالات التسول مع ازدياد اللاجئين الى الاردن، حيث تم ضبط عدة جنسيات تمتهن التسول منهم السوريون، والعراقيون، واليمنيون، مشيرا القضاة الى أن التسول يزداد مع شهر رمضان، مؤكدا وجود اشخاص متخصصين للتسول في الشهر الفضيل، حيث يلجأ هؤلاء المتسولون الى ابتكار الاساليب "المقززة" لخداع المواطنين واستدراج عطفهم، ومن تلك المشاهد التي رافقت شهر رمضان جلوس عدد من النساء مع اطفالهن بجانب "حاويات القمامة" بحجة انهم يلجأون الى الحاويات وباقي الطعام للافطار، والحقيقة انها وسيلة جديدة للتسول وخداع الناس.

كما اكد القضاة ان المتسولين ليسوا مساكين أو فقراء، بل يتصفون بالكذب والخداع والتمثيل، مبينا أن ضبط عديد من الحالات هم اثرياء، حيث تم ضبط سيدة متسولة تمتلك عمارة سكنية مكونة من اربعة طوابق، اضافة الى 4 سيارات شحن، كما ان النقود التي يحصلون عليها يتم تبذيرها في ملذات الحياة كالنوادي الليلة وشرب الكحول وليس كمصروف عائلي، حيث يدفع هؤلاء المتسولون الاطفال الى الشارع للتسول ليتم تبذير تلك الاموال في النوادي الليلية.

واكد القضاة أن وزارة التنمية الاجتماعية لا تألو جهدا في محاربة ظاهرة التسول مع الجهات المختصة كالأمن العام والحكام الإداريين، حيث عملت وزارة التنمية الاجتماعية على وضع خطة في شهر رمضان لمكافحة المتسولين من خلال تكليف 16 فريقا اضافيا، فضلا عن تكثيف عملها وزيادة حملاتها التي تبدأ منذ الصباح الباكر وينتهي عملها مع ساعات الفجر، على الرغم من تعرض فرق مكافحة التسول الى الاساءة والضرب من المتسولين، حيث يتم تكسير حافلات وزارة التنمية الاجتماعية، اضافة الى رشق فرق المكافحة بالحجارة، واشهار الاسلحة البيضاء في وجوههم، لاسيما ان كثيرا من المتسولين هم من اصحاب السوابق، ويوجد من يراقبهم عن بعد ويحميهم، حيث تم ضبط متسولين عليهم اقامة جبرية، وحالات اعتداء وسلب،

ويهيب القضاة بالمواطنين الى التعاون مع مديرية مكافحة التسول والاجهزة المعنية في تكاتف الجهود للقضاء على هذه الظاهرة، التي اصبحت تؤرق المجتمع الاردني، بمنح الصدقة الى اشخاص يستحقونها، كالاسر العفيفة، وطلبة العلم، او صندوق الزكاة الذي تتوافر لديه قاعدة بيانات كاملة وصحيحة عن الاسر المحتاجة العفيفة.

اما الشرع فيحرم التسول ويعتبره وسيلة للكسب الحرام، ويعتبر الاسلام حسب دائرة الافتاء الاردنية التسول ظاهرة قبيحة تُسيء إلى سمعة المجتمع، وتُعكر صفوه وتُشوه صورته، وتجعل المتسول يظهر بصورة المحتاج والذليل، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُذلّ المؤمن نفسه، قال صلى الله عليه وسلم: (لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ) أخرجه الترمذي.

وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المهنة ونفّر منها؛ لأن صاحبها يفقد كرامته في الدنيا ويسيء إلى آخرته؛ لما روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ).

وعالج الإسلام هذه الظاهرة المسيئة بتحريم التسول، والحض على العمل والإنتاج، وجعل أفضل ما يأكل الرجل من كسب يده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ) رواه البخاري.