المعارضة تطلق «عاصفة الجنوب» للسيطرة على درعا
جراءة نيوز - اخبار الاردن -
شنّت فصائل تابعة للمعارضة السورية المسلحة، امس، هجوماً واسع النطاق، تحت مسمّى «عاصفة الجنوب»، بهدف السيطرة على مدينة درعا بالكامل، جنوبي البلاد.
وقال القيادي العسكري في غرفة عمليات «عاصفة الجنوب»، فهد السلطي،: «إن فصائل المعارضة بدأت صباح امس بقصف مدفعي وصاروخي على المواقع العسكرية وخطوط إمداد قوات النظام في مدينة درعا».
وأضاف أن مقاتلي المعارضة تمكنوا بعد اشتباكات عنيفة اندلعت مع قوات النظام، من قطع الاتستراد الدولي، الرابط بين محافظة درعا ومدينة دمشق، الذي يستخدمه الجيش النظامي لإرسال تعزيزاته العسكرية إلى مدينة درعا التي تسيطر قوات المعارضة على أحياء فيها.
وأشار السلطي، إلى أن معركة السيطرة على المدينة، «جاءت بعد أكثر من شهر ونصف من التخطيط لها، بمشاركة واسعة، من معظم فصائل درعا، بما فيها تشكيلات الجبهة الجنوبية(تضم مقاتلين من الجيش السوري الحر وفصائل مسلحة أخرى)، والفصائل الاسلامية، حيث تم وضع خطّة مُحكمة للهجوم على المدينة من سبعة محاور».
في السّياق نفسه؛ عزّزت قوات النظام المتمركزة في مدينة درعا خطوط دفاعاتها، بالقرب من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، كما وسّعت انتشارها داخل المدينة لتشمل مساكن المدنيين، والأبنية المرتفعة، لاعتلاء قناصتها عليها، بحسب ما أفاد شهود عيان.
من ناحية ثانية قُتل 30 من قوات النظام السوري و20 من مسلحي تنظيم داعش، في اشتباكات دارت بين الجانبين جنوبي مدينة الحسكة (شمال شرقي سوريا).
وذكر بيان للشبكة السورية لحقوق الإنسان، امس،أن تنظيم داعش هاجم مواقع لجيش الأسد، جنوبي الحسكة، وتمكن من السيطرة على مناطق خاضعة للنظام.
وأشار البيان أن التنظيم هاجم قوات الأسد والشبيحة بسيارة مفخخة، أعقبه وقوع اشتباكات عنيفة بين الجانبين، مما أسفر عن سقوط 30 قتيلًا من قوات النظام، و20 من داعش.
وأفاد البيان أن عناصر التنظيم تقدموا باتجاه وسط المدينة، ووصلوا مقر الأمن الجنائي والملعب الرياضي، لافتًا أن أهالي المناطق الجنوبية في الحسكة بدأوا مغادرة منازلهم والنزوح إلى المناطق الآمنة.
على صعيد اخر شن مقاتلو تنظيم «داعش» هجمات متزامنة على الجيش السوري ومقاتلين أكراد أثناء الليل ليصبحوا في وضع الهجوم من جديد بعد أن فقدوا السيطرة على أراض خلال الأيام القليلة الماضية في مواجهات مع قوات يقودها الأكراد بمحافظة الرقة معقل التنظيم المتشدد.
وبعد خسائر في الآونة الأخيرة على يد القوات الكردية المدعومة بغارات تقودها الولايات المتحدة سعى تنظيم «داعش»إلى الأخذ بزمام المبادرة من جديد بشن هجمات على مدينة كوباني التي يسيطر عليها الأكراد وتقع على الحدود مع تركيا ومناطق تحت سيطرة الحكومة في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا.
وتأتي هجمات تنظيم «داعش» بعد تقدم سريع لقوات يقودها الأكراد في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم إلى أن أصبحوا على بعد 50 كيلومترا من الرقة. ووصفت واشنطن تقدم الأكراد بأنه نجاح.
وقال التنظيم في بيان «في عملية مباغتة يسر الله لجنود الخلافة السيطرة على حي النشوة الغربية والمناطق المجاورة لها» في جنوب غربي مدينة الحسكة المقسمة إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة وأخرى تحت سيطرة الأكراد. وأضاف البيان أن القوات الحكومية «انسحبت نحو مركز المدينة.»
وقال التلفزيون الرسمي السوري إن مقاتلي تنظيم «داعش» طردوا سكانا من منازلهم في النشوة وأعدموا البعض واعتقلوا آخرين. وأضاف أنه قتل كثير من مقاتلي التنظيم المتشدد بينهم قيادي تونسي.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التنظيم المتشدد انتزع السيطرة على منطقتين من القوات الحكومية.
وقال مسؤولون أكراد والمرصد إن هجوم التنظيم المتشدد اليوم امس على كوباني بدأ بتفجير سيارة ملغومة واحدة على الأقل في منطقة قريبة من المعبر الحدودي مع تركيا. ويشتبك مقاتلو التنظيم مع القوات الكردية في المدينة نفسها.
وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب إن المقاتلين الذين شنوا الهجوم امس دخلوا المدينة من الغرب في خمس سيارات وإنهم قاموا بخدعة فرفعوا علم الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب والذي يحارب التنظيم المتشدد مع الوحدات.
وأضاف «فتحوا النار بشكل عشوائي على كل من وجدوه.»
وقال طبيب في كوباني يدعى ولات عمر إن 15 شخصا قتلوا وأصيب 70 آخرون بينهم كثيرون حالتهم خطيرة. وفقد البعض أطرافهم. ونقل بعض الجرحى إلى تركيا.
وقال شهود محليون إن نحو 50 شخصا فروا إلى معبر مرشد بينار الحدودي مع تركيا في كوباني بعد الهجوم سعيا لعبور الحدود. وذكر التلفزيون السوري أن المهاجمين دخلوا كوباني من تركيا وهو ما نفاه متحدث باسم وزارة الخارجية التركية بشدة.
وقال المرصد إن مسلحي التنظيم المتشدد قتلوا أيضا 20 مدنيا كرديا على الأقل في هجوم على قرية إلى الجنوب من كوباني.
وذكر مسؤول سوري بشرط عدم نشر اسمه لأنه غير مخول له الحديث الى وسائل الاعلام إن التنظيم يحاول فيما يبدو تشتيت تركيز القوات التي تقاتله بسبب الضغط الذي يتعرض له حاليا في الرقة «أعتقد أن هذا هو سبب تحركهم الى الحسكة لأنهم شعروا بخطر داهم من الوضع في الرقة.»
وقال المقاتلون الأكراد إنهم لا يعتزمون الان التقدم صوب مدينة الرقة.
من جهة اخرى اعتبرت انقرة امس من باب «الدعاية» التصريحات الكردية المصدر بان عناصر تنظيم «داعش» الذين دخلوا مجددا الخميس مدينة كوباني (عين العرب) الكردية شمال سوريا قدموا من تركيا.
وصرح نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش عبر حسابه على موقع تويتر ان «المزاعم القائلة بان ناشطي داعش عبروا الحدود التركية اكاذيب تندرج في خانة الدعاية البحتة».