فرنسا: الاتفاق مع طهران (لا يزال غير واضح)
جراءة نيوز - اخبار الاردن
قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس إنه لم يتضح حتى الآن إن كان بالإمكان التوصل لاتفاق دولي بين القوى الكبرى وإيران بشأن برنامجها النووي بحلول مهلة تنقضي يوم 30 حزيران.
وأضاف فابيوس أنه سيلتقي نظيره الإيراني محمد جواد ظريف اليوم لتقييم الموقف الإيراني قبيل الجولة الأخيرة من المحادثات بشأن برنامجها النووي. ومن المزمع عقد المحادثات في وقت لاحق هذا الأسبوع. وقال فابيوس في محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «نحتاج لأن نلتزم أقصى درجات الحزم. في المرحلة التي نحن فيها الآن لأن الأمور لا تزال غير واضحة.»
ويعقد اجتماع غد على هامش قمة لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج. وسيعقبها لقاء بين ظريف وجميع الأطراف الأوروبية التي تتفاوض مع إيران.
وكان فابيوس قد صرح في حديث للصحفيين في القاهرة السبت قائلا «مع قرب نهاية الأسبوع المقبل سيتوجه الوزراء إلى المحادثات. لذا أود أن يكون لدي تفسير وأن أجري حوارا لمعرفة موقف الإيرانيين.» وزار فابيوس القاهرة في أول جولة له في الشرق الأوسط تستمر يومين.
وقال مصدر بالاتحاد الاوروبي إن ظريف سيجتمع ايضا في لوكسمبورج مع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي فيدريكا موجيريني ووزراء من بريطانيا وألمانيا غدا لمناقشة المحادثات النووية. ووصف المصدر اللقاء بانه «اجتماع سياسي في اطار المفاوضات الجارية.»
وتوصلت إيران لاتفاق إطار نووي مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا في الثاني من نيسان في لوزان. وتسعى الأطراف إلى الوصول لاتفاق نهائي بحلول 30 حزيران تقيد بموجبه إيران برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
وتعتبر فرنسا واحدة من أكثر الأطراف تعنتا فيما يتعلق بفرض القيود التي تحول دون حصول إيران على قدرات تمكنها من صناعة قنبلة نووية وذلك على الرغم من أن طهران تنفي السعي للحصول على أسلحة نووية.
ودعا نتنياهو فابيوس في اجتماعهما مس إلى الوقوف موقفا صارما ومنع التوصل لاتفاق سيء مع إيران.
وانتقدت إسرائيل مشروع الاتفاق المزمع بوصفه غير كاف لضمان عدم حصول إيران على قنبلة نووية ولا يمنع إيران من مواصلة تسليح أعداء إسرائيل مثل حزب الله في لبنان.
وقال فابيوس للصحفيين في القدس «سألتقي المفاوض الإيراني غدا(اليوم).. ولكن في اللحظة الحالية الأمور غير واضحة. توجد حاجة إلى التوضيح.. والحرص وضمان أن يكون الاتفاق محكما.»
من جهة اخرى أقر مجلس الشورى الايراني امس مشروع قانون معدلا يمنح هيئة امنية تأتمر مباشرة بالمرشد الاعلى صلاحية الموافقة على اتفاق نووي مع القوى العظمى، فازال بذلك تهديد معارضة المجلس للاتفاق المحتمل.
والنص الاصلي الذي طرح الاربعاء كان يحدد بدقة اطار الاتفاق المحتمل الذي سيبرم قبل نهاية الشهر، وكان سيضيف لو اعتمد على الارجح عقبة الى المفاوضات الصعبة، وخصوصا من جانب بعض المتشددين الذين يرفضون تقديم تنازلات الى الغربيين يعتبرون انها بالغة الاهمية.
فقد كان النص الاصلي ينص على مجموعة معايير يجب ان يقرر البرلمان ما اذا كانت تنطبق على الاتفاق لكي يصبح ملزما. الا ان التعديل يمنح حق الاشراف على ذلك لمجلس الامن القومي الاعلى المؤلف من وزراء وقادة عسكريين واشخاص يعينهم المرشد الاعلى خامنئي.
ويرأس هذا المجلس روحاني، الذي يسعى جاهدا للتوصل الى اتفاق نووي، الا ان خامنئي يهيمن عليه وهو الذي ستكون له الكلمة النهائية في اي اتفاق.
وقال رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني لبعض النواب الذين كانوا يحتجون، ان «مجلس الامن القومي الاعلى يخضع لاشراف المرشد الاعلى ويجب الا نكبل يدي المرشد. ويجب ان نمتثل لاي قرار يتخذه المرشد الاعلى. ومجلس الامن القومي الاعلى ليس خاضعا للحكومة بل للمرشد».
ويتعين ان يوافق مجلس الشورى على الاتفاق النهائي، لكن يبدو من غير المحتمل على ما يبدو ان يعارض النواب قرارات مجلس الامن القومي الاعلى.
ويقر النص المعدل ايضا بصلاحية مجلس الامن القومي الاعلى الموافقة على عمليات التفتيش التي ستقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من احترام طهران الاتفاق النووي، وفي اطار الانشطة الايرانية للبحث والتطوير.
وقال رئيس اللجنة البرلمانية للامن القومي والسياسة الخارجية علاء الدين بوروجردي الذي رعى النص الاصلي، ان النص يهدف الى تحصين المفاوضين الايرانيين من «المطالب المفرطة» للغرب.
الا ان لاريجاني قال «نريد ان نساعد البلاد لا ان نخلق مشاكل جديدة» مشيرا الى ضرورة التنسيق مع مجلس الامن القومي الاعلى.
من جهة اخرى رفضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية افخم السبت الاتهامات الاميركية لايران بانها ظلت في 2014 «دولة تدعم الارهاب» الدولي، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.
وقالت افخم ان «ايران كانت طوال ثلاثة عقود اكبر ضحية للارهاب وتعتبر ان التعاون الدولي لمكافحة الارهاب اولوية»، معتبرة ان الاتهامات الاميركية «لا قيمة لها».
واكدت الخارجية الاميركية الجمعة في تقريرها السنوي الدولي حول الارهاب ان «ايران استمرت في دعم مجموعات ارهابية في انحاء العالم».