إربد : اللجوء السوري فاقم الضغط على المياه في إقليم الشمال
جراءة نيوز - اخبار الاردن -
هي المشكلة ذاتها المؤرقة لمدينة اربد، وتتصل «بالذي جعل الخالق منه كل شيء حي»..إنه (الماء) الذي تطل مشكلة انقطاعه او شحه برأسها مع بداية كل صيف، فتتعدد الشكايات، وتقابلها الوعود بصيف رطب لكنه في مناطق عدة من المدينة يكون ساخنا. وفي الأثناء، يضطر المواطنون الى السهر على اسطح منازلهم لفتح محابس خزاناتهم بانتظار امل قدوم الضيف العزيز، ولعلها فرصة يلتقي فيها الجيران في مكان وزمن واحد يتكرر اسبوعيا، لكن المشكلة ان الماء ينساب شحيحا او لا ينساب البتة. أما ماتورات الشفط التي يعهد اليها المواطنون «شفط المياه من ماسورة السلطة الى خزاناتهم على الاسطح على أمل ملئها مبكرا في اليوم الذي تقرره سلطة المياه، فقد نفدت هي الأخرى من محلات بيعها او تكاد». وبالرغم من تحذيرات الناطق الاعلامي باسم شركة مياه اليرموك معتز عبيدات من اللجوء الى هذه الطريقة لأنها تتسبب بإضعاف الضخ في المواسير الناقلة، الا ان الكثيرين يلجأون اليها دون التفاتهم الى هذه التحذيرات. ويوضح المواطن ياسر الرواشدة ان المياه لا تصل الى الطابق الرابع والعمارة التي يسكنها تفتقر لبئر ماء ارضي، وبالتالي فطريقة الشفط بواسطة الماتور هي الطريقة الوحيدة لملء خزانه. ويؤكد عبيدات ان شركة مياه اليرموك لا تستطيع ايصال الماء الى الخزانات على الاسطح نظرا للطلب المتزايد على الماء في فصل الصيف نظرا للتزايد الملحوظ بعدد السكان، واللجوء السوري وقدوم المغتربين. ويؤكد مدير عام شركة مياه اليرموك المهندس محمد الربابعة ان اللجوء السوري على اقليم الشمال فاقم الضغط على المياه، مشيرا الى أنهم يستهلكون 40 بالمئة من كميات المياه في اقليم الشمال و 30 بالمئة على مستوى المملكة. وقال ان احصائيات الشركة تؤكد انخفاضا ملموسا بعدد الشكايات جراء انقطاع المياه او عدم كفايته بنسبة 25 بالمئة تقريبا، مبينا ان الكثير من الشكاوى مكررة. واستبعد الربابعة حدوث احتجاجات في الصيف الحالي كما حدث الموسم الماضي لأن الشركة استحدثت مصادر مائية جديدة وأعادت تأهيل اخرى وجددت شبكات وغيرت محابس قديمة بأخرى جديدة، كما اتخذت العديد من الاجراءات الادارية والفنية. وبين ان اللجوء السوري خفض حصة المواطن في اقليم الشمال الى أقل من 90 لترا يوميا يذهب منها فاقد بنسبة 40 بالمئة تقريبا. لكن مواطنين شككوا بصحة تلك الارقام وقالوا إنهم لا يحصلون على 40 لترا يوميا لأنها كافية للاستخدامات المنزلية والشرب ايضا، مشيرين الى ان الارقام لو كانت صحيحة لتوقفت الشكايات تماما. وفي السياق ذاته توقع الربابعة وصول العجز المائي خلال الصيف الحالي في اقليم الشمال الى نحو 5 ملايين متر مكعب، مشيرا الى ان الشركة ستسد جزءا كبيرا من هذا العجز من خلال المصادر المائية الجديدة اولا بأول. وقال ان الشركة حلت مشكلة التزود المائي في أحياء البارحة وبيت راس وحنينا والمطلع والحي الشرقي وأن 90 بالمئة من مشكلات التزود المائي في الحي الشرقي تم حلها، موضحا ان الشركة ستزود المواطنين الذين لا تصلهم المياه بكميات كافية بسبب اعطال فنية او حدوث «خربطة» في الدور بصهاريج مياه. وبين ان الانقطاعات غير المبرمجة والمفاجئة في التيار الكهربائي على الآبار الارتوازية يحدث خللا في برنامج الدور، مشيرا الى ان هذه الانقطاعات زادت في الآونة الاخيرة وان الشركة تلجأ الى الصهاريج لتغطية النقص الحاصل نتيجة ذلك. واتفق الربابعة مع محافظ اربد سعد الشهاب على انتداب موظفين اثنين من الشركة يعملون بالتناوب في دار المحافظة تكون مهمتهم متابعة شكاوى المياه وحلها لضمان وصول كميات كافية للمواطنين. ويبيع اصحاب الصهاريج الخاصة متر الماء حاليا بــ 4 دنانير فيما يرتفع خلال شهر رمضان وشهري تموز وآب الى 7 دنانير للمتر الواحد الذي يشتريه صاحب الصهريج من البئر الارتوازية بــ 75 قرشا. وقال محمد عمر «صاحب صهريج» ان سعر متر الماء يخضع لقانون العرض والطلب، وأن الفرصة تكون سانحة في الصيف من كل عام لرفع السعر.