هـذا بــيــان هام لـلأردنــيـيـن

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

 أصدر النائب أمجد هزاع المجالي هذا البيان:

نعلم أن هناك تيارات تتنازع مراكز القوى وقد يكون ذلك جزءاً من العملية السياسية التي تفرض الكثير مما لا نحب ، ومنها اختلاف توجهات كل تيار عن الآخر الا أننا نشترط دائما ان تكون كل التيارات والقوى ورغم اختلافها واختلافاتها ان تكون تيارات وطنية الهوى، نبيلة المقصد لا تقبل الفساد ولا تمارسه ولا تدافع عنه ولا تسكت عليه، وبكل الأحوال فنحن من جانبنا لن نسكت عن الحق وإحقاقاته وعن الباطل وإزهاقه ولو كان في ذلك ما يسبب لنا وجع رأس ومادة للمغرضين لاستغابتنا والدس علينا ولكن الوطن أهم من الجميع والنظام أثمن من أن نفرط به ونحن نراقب المشهد السياسي نرى اليوم إطلالة جريئة للتيار إياه الذي تحدثنا عنه دائماً وليس وحدنا بل يشاركنا وطنيون كثيرون في الحديث عنه بسوء ونحن خائفون على الوطن من هذا التيار الذي يسميه البعض تيار الديجيتال أو الليبراليون الجدد أو غير ذلك من أسماء كثيرة، ولكننا في المحصلة نتحدث عن تيار لا يمل ولا يكل من محاولات التغلغل والاندساس في مراكز ومفاصل صنع القرار السياسي والاقتصادي ويتمدد في كل مكان وهو عابر للحكومات والمؤسسات وقادر على التلون حتى ان الحرابي تحسده على ذلك.

وهذا التيار يشبه مشروب الكوكا كولا، الكل مجمع على انه سيء وضار بالصحة والغالبية تصر على احتسائه وشربه ربما للحلاوة التي يستشعرونها على رؤوس ألسنتهم عند شربهم له، ربما لأجلل الفقاعات التي تتكون على سطح هذا المشروب أو ربما لأجل الاسم والماركة التجارية التي يشتهر بها، الا يشبه التيار العابر للحكومات المسيطر على مفاتيح الفساد ذلك المشروب فهو حلو “يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويزوغ منك كما يزوغ الثعلب”، أليس مليئاً بالفقاعات التي تشبه السراب “يحسبه الظمآن ماءاً فإذا جاءه لم يجده شيئاً وجد الله عنده”، أو لا يتمتع ويحاول أن يرسم لنفسه ماركة تجارية مرتبطة بإحدى دور الأسماء التجارية “فرانشايز العالمية”، لقد رسم لنا هذا التيار آفاقاً وردية ومستقبلاً مليئا بالسمن والعسل سوف يتفق على الوطن والمواطنين على أيدي هذا الفريق الذي شغل مناصب رفيعة أنعم بها الوطن عليهم طمعاً بما وعدوا به، ولم يتبين لنا أن ذلك كان مجرد كلاماً معسولاً إلا بعد ان وجدنا أنفسنا غارقين في مديونية هي الأكبر في تاريخ الدولة الأردنية دون أن ينعكس حجم الدين على واقع البلد الاقتصادي، فقد زادت المديونية وزاد الفقر، وزاد عجز الموازنة ونقصت الخدمات المقدمة من الدولة للمواطنين، وزاد الفقراء الأردنيون وتضخمت حسابات فريق الديجيتال في البنوك الأميركية والأوروبية، وجدنا أنفسنا نبحر في بحار من الوعود الزائفة التي لم تنته الى شيء سوى الى الحديث الشريف “صفات المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان” نعوذ بالله والجميع من الكذب، ونحن لسنا في وارد أن نبدأ التجربة من جديد فالوقت الذي نمر به في غاية الصعوبة، والمشهد السياسي والأمني والعسكري المحيط بنا يحتاج اليوم الى ان ينثر صاحب الجلالة كنانته وهو صاحب الولاية والرؤيا والروية، فيختار منها من كان ليناً ولا يعصب ويابساً ولا يكسر.

ومن هو ممتلئ بفكر الثورة العربية الكبرى الذي نسيه البعض أو تجاهلوه ومشبعاً بفكر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقد صار أناس يتاجرون بذلك وهم منه براء وأولى بنا نحن حملة الرسالة في أردن الحشد والرباط أردن الهاشميين الذين نسعى الى الحفاظ على رسالتهم وراياتهم وعهدهم قبل أن يأتي عليها أكباش ذلك التيار فلا يدعون علينا ستراً ساتراً ولا قائمة غير مكسورة، والكيس من اتعظ بغيره ، لقد تغطى تيار الفساد بقوة أجنبية وشخصيات نافذة في المؤسسات الدولية وجاء يبيع علينا وطنية ويزاود علينا، ونحن لسنا في وارد ان نكشف كل المستور ونخوض في تفاصيل التفاصيل التي تربط تيار الديجيتال بمجموعة المحافظين اليمينيين في مراكز التأثير الدولي الذي يريد الأردن مزرعة والشعب عبيداً والنظام راعياً لمشاريعهم فبئس ما يعملون، وهم يعلمون أننا في الأردن لا نقبل الضيم وأن الأمر حينما يصل الى عزتنا وكرامتنا وكياننا فإننا لا نهادن وسيوفنا وإن كانت في أغمادها فإنها لم تصدأ يوماً وهي دائما جاهزة بنصرة الوطن والراية، ولن تأخذها في الوطن لومة لائم.

نحن نحذر من تيار الديجيتال الذي وقف وراء كل مشاريع الفساد في الأردن والذي شكل عصابة السرقة والنهب، والذي لفلف كل ملفات الفساد من أجل ان تبقى ذيول التيار العميقة راسخة في الأردن، نحن نحذر من أن الوقت لا يسمح بالمجازفة في قبول هذا التيار أو السماح له في الاستمرار، ولن يكون في صالح الأردنيين ان يروا الوجوه القبيحة التي سقطت تعود الى الواجهة مرة أخرى إلا إذا كنا وكان البعض نريد للشارع ان يتخلى عن هدوئه وقبوله وسكوته.

اننا خائفون، نعم خائفون والذي لا يحسب حساب المواقف المستجدة والمتغيرات الزاحفة حولنا لا بد أنه سيجد نفسه وقد صار ظهره للحائط ولا يجد ما يتمتم به الا “لا حول ولا قوة الا بالله” يوم لا ينفع الندم، وهذه ساعة عسره والله الصادق من يصدق وطنه بالحديث الصحيح لا بالرياء والنفاق ولا بالمغازلة التي توصل الى منصب أو مصلحة مادية صغيرة، اننا نرى ضرورة الحذر الشديد من عودة التيار الذي تسبب بكل الأذى الشعبي والضيق الوطني وتثوير النفوس، هذا التيار طويت صفحته وبه كثير من الفتن “ما دامت الفتنة نائمة فليس لنا مصلحة في إيقاظها”.

حفظ الله الأردن، حفظ الله الشعب، وحفظ رايته الهاشمية وقيادته الحكيمة.

اللهم اشهد أننا قد بلغنا.