قصّة الاردنية "عطاف" مع حلم "الأمومة" وشقيقها : أنت "مربوطة"

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

لم توفر عطاف - اسم وهمي - جهدا في الذهاب إلى مختلف المراكز الطبية في سبيل إنجاب طفل ، يملأ حياتها ، بعد مضى 20 سنة ، على المحاولات التي باءت بالفشل ، كما انها لجأت لبيع مصاغها الذهبي في سبيل توفير العلاجات الازمة ، عدا عن التحاليل الطبية اللازمة لكن دون جدوى .

معاناة عطاف ، ما زالت كابوسا يؤرقها ، فجميع تحاليلها وزوجها تشير إلى عدم وجود مشاكل في الإنجاب ، الامر الذي أثار استهجانها ، وتساؤلاتها حول سبب ذلك .

في صلاتها ، وفي قيامها، وفي دعائها ، تدعو الله أن يمنّ عليها بطفل ، فكل من حولها ، من صديقات ، ومن أقارب، وشقيقات ، وجاراتها ، أنجبن أطفالا ، إلا هي ، بقيت تنظر إلى صور أطفال لا تملكهن ، فلا تملك سوى أحلام فحسب، وما ان تسألها عن حالها : تجيب قضاء وقدر، والحمد الله .

عطاف ، تعيش في منزل عبارة عن غرفة ، واحدة ومرافقها ، وتعيش مع زوجها الذي يعمل في شركة خاصة بهناء ، فهو شخص ملتزم، مبتسم ، متفائل ، ويردد دائما : سيعوضني الله في الجنة.

عمر عطاف يمضي ، فقد تعدّت الأربعين ، وحلم حياتها ان تحتضن طفلا ، يمتزج بأحضانها، وتنغمس في تربيته ، علما أن سلفها- شقيق زوجها - قد أنجب مؤخرا طفلة ، وقد شعرت عطاف أن هذه الطفلة طفلتها، فباتت تلازمها ، وباتت تنظر إليها بعين الامومة الحانية ، متشوقة للقاء طفل من زوجها ، لكنه قدرها ، أمام هيبة الأمومة التي تفتقدها.

تذكرت بالامس ما قاله شقيقها المتوفى قبل سنوات من وفاته ، إذ قال لها في غربته يوما : يا أختى لم أنساكي وقد سألت عن تحاليلك فقالوا لي أنك 'مربوطة' ، هذه الجملة عادت بها إلى الخلف سنين ، وأردات ان تصنع بصيص أمل من جديد وتبدد يأسها ، فطلبت من شقيقها أن تذهب لشيخ لفك 'الربط' ، لعل في ذلك حلم يقترب من الواقع .

حال عطاف ، حال أي سيدة متزوجة وترغب في أن تكون أما ، وما زلت تنتظر فرجا من عند الله ، والدعاء قد يرفع ما كتب الله لها ، وها هي تنتظر حلما برسم التجدّد .