(داعش) تتقدم على حساب النظام في سوريا

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

أحرزت عصابة داعش الارهابية في نهاية الاسبوع تقدما جديدا في سوريا على حساب قوات النظام على جبهة ومقاتلي المعارضة على جبهة اخرى، ما يعيد رسم خريطة النزاع المستمر منذ اكثر من اربع سنوات ويزيد من تعقيداته.
وقتل 6657 شخصا في سوريا خلال شهر ايار، معظمهم من قوات النظام والجهاديين الذين خاضوا معارك عنيفة على اكثر من جبهة، في حصيلة هي الاعلى منذ بداية العام، وفق ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان امس.
وتتواصل المعارك بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وعصابة داعش من جهة اخرى في الريف الجنوبي الغربي لمدينة تدمر الاثرية، «وسط محاولات من العصابة للتقدم في اتجاه بلدتي مهين والقريتين في ريف حمص»، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويأتي هذا التراجع الجديد للنظام بعد هزائم متتالية تعرض لها خلال الشهرين الماضيين في محافظة حمص (وسط) على ايدي عصابة داعش وفي محافظتي ادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) على ايدي فصائل المعارضة.
وعززت العصابة الارهابية من جهتها مواقعها في منطقة واسعة ممتدة من تدمر في محافظة حمص وصولا الى محافظة الانبار العراقية في الجانب الاخر من الحدود. وباتت بذلك يسيطر على مساحة تقارب الـ300 الف كيلومتر مربع من الاراضي بين البلدين، بحسب الاختصاصي في الجغرافيا والخبير في الشؤون السورية فابريس بالانش، وعلى نصف مساحة الاراضي السورية، بحسب المرصد.
في الشمال، وصلت العصابة الى مسافة كيلومترين تقريبا من مدينة الحسكة حيث تخوض معارك مع قوات النظام.
وذكر المرصد امس ان عنصرا من عصابة داعش»فجر نفسه بجرار زراعي وصهريج مفخخ على حاجز لقوات النظام والدفاع الوطني قرب مدينة الحسكة، ما أدى الى مقتل ما لا يقل عن تسعة عناصر على الحاجز وإصابة آخرين بجروح».
على جبهة اخرى في الشمال في محافظة حلب، سيطرت العصابة الاحد على بلدة صوران ومحيطها بعد معارك عنيفة مع مقاتلي المعارضة وبينهم جبهة النصرة، ذراع القاعدة في سوريا. وهو يحاول التقدم نحو بلدة مارع الواقعة على طريق امداد رئيسيية لفصائل المعارضة نحو تركيا. وبات على بعد عشرة كيلومترات تقريبا من معبر باب السلامة على الحدود التركية.
ويقول مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان احد اسباب «هذا الانهيار السريع لقوات النظام عدم القدرة على تعويض الخسائر البشرية الكبيرة التي يتكبدها».
ويوضح ان «هناك تخلفا كبيرا عن الالتحاق بالخدمة العسكرية. كما ان هناك شعورا متناميا في اوساط القوات المسلحة وقوات الدفاع الوطني الموالية لها برفض الدفاع عن مناطق لا يشارك أهلها في القتال»، في اشارة الى المناطق ذات الغالبية السنية اجمالا حيث «لا حاضنة شعبية» للنظام العلوي. وغالبا ما يعبر موالون للنظام على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي عن هذا الشعور.
وقد أوردت صفحة «شبكة اخبار جبلة» (اللاذقية، معقل الطائفة العلوية التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الاسد) على «فيسبوك» تعليقا في هذا الاطار جاء فيه «التعبئة العامة لا يجب ان تقتصر على أهل الساحل السوريين الذين قدموا الاف الشهداء والجرحى (...) انما للسوريين الموجودين في الساحل من كل المحافظات تحت اسم مهجرين وعددهم حوالى مليون شاب»، داعيا هؤلاء الى ان «يحملوا السلاح (...) والا فعودوا الى محافظاتكم».
وتعزز التطورات الميدانية الخشية من حصول «تقسيم بحكم الامر الواقع» في سوريا حيث يتقلص وجود النظام الى المنطقة الممتدة من دمشق في اتجاه الشمال نحو الوسط السوري (الجزء الاكبر من محافظتي حمص وحماة) وصولا الى الساحل غربا (طرطوس واللاذقية)، بينما تتفرد عصابة داعش بالسيطرة على المنطقة الشرقية صعودا نحو الشمال (جزء من محافظة الحسكة وكل محافظة الرقة وبعض حلب). في حين يسيطر مقاتلو المعارضة على رأسهم جبهة النصرة، على الجزء الآخر من الشمال (حلب وادلب). ويتنازع النظام والمعارضة المنطقة الجنوبية، مع ارجحية للمعارضة.
وفي العراق ، قتل ما لايقل عن 37 من قوات الامن لعراقية والحشد الشعبي واصيب العشرات بجروح في هجوم انتحاري استهدف امس مقرا للشرطة الاتحادية غرب مدينة سامراء، شمال بغداد، حسبما افادت مصادر امنية وطبية.
وقال ضابط برتبة مقدم في الشرطة «قتل 37 وجرح 33 من عناصر الامن، من الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، في هجوم انتحاري نفذ بواسطة عربة مفخخة».
واضاف ان «الهجوم وقع صباح امس واستهدف مقرا للشرطة الاتحادية على الطريق الرئيسي المؤدي الى منطقة الثرثار، غرب سامراء (110 كلم شمال بغداد)».وتقع منطقة الثرثار في شمال شرق محافظة الانبار، التي تسيطر على معظمها عصابة داعش.