الجعفري: تسليح المعارضة من قبل السعودية وقطر ليس جديداً لكنه أصبح الآن رسمياً وعلنياً

جراءة نيوز - عمان - قال الجعفري إن سورية لم تفاجأ بالتصريحات العلنية التي أطلقها وزيرا خارجية السعودية وقطر قبل أيام عندما أكدا على ضرورة تسليح المعارضة والإعراب عن استعداد بلديهما للقيام بذلك ناهيك عن إعلان ليبيا تقديم مبلغ 100 مليون دولار للمعارضة السورية المسلحة.

وأكد الجعفري أن عملية تسليح المعارضة من قبل هذه الدول ليس جديدا وإنما بدأ منذ وقت ولكنه أصبح الآن رسميا وعلنيا وعواصم دول الأمم المتحدة تسمعه وقد عثرت قوات حفظ النظام على هذا السلاح ومعظمه إسرائيلي في بعض أحياء مدينة حمص بعد تحريرها من قبضة المجموعات المسلحة.

ولفت الجعفري إلى أن بعض الأطراف تعمل جاهدة على تشويه ما يجري في سورية إعلاميا واستغلاله سياسيا مستخدمة العامل الإنساني كذريعة لتدمير سورية وكواجهة لتمرير أجندات سياسية خارجية لا تمت بصلة لما يدعونه من حرص زائف على الأوضاع الإنسانية في سورية وذلك عبر رسمهم صورة غير حقيقية للوضع الإنساني تظهر الحكومة السورية بمظهر المتسبب بأزمة إنسانية لشعبها وهذا ما يبتعد كل البعد عن الحقيقة لأن الغالبية العظمى من مناطق سورية تشهد حياة طبيعية جدا كما أن الحكومة لم تدخر جهدا في تقديم كل الخدمات الضرورية لكل المواطنين وتأمين متطلباتهم المعيشية والغذائية والدوائية في كل المناطق وخاصة تلك التي شهدت أعمال عنف نتيجة تواجد مجموعات مسلحة استخدمت المدنيين دروعا بشرية.

وقال الجعفري إننا لا ندعي هنا أن الوضع الإنساني قد بلغ صفة الكمال في هذه المناطق ولا ننكر تراجع نوعية الخدمات التي طالما قدمتها الحكومة لمواطنيها في تلك المناطق إلا أن ذلك سببه الأول والأخير هو الهجمات المسلحة والأعمال التخريبية التي تشهدها بعض المناطق وكذلك العقوبات الاقتصادية الأحادية غير الشرعية التي فرضتها بعض الدول متبنية القرار رقم 253/66 على الشعب السوري وهي عقوبات تركت آثارا سلبية على حياته اليومية حيث أعاقت وصول الأدوية واللقاحات والأغذية والوقود بكل أنواعه وتأمين الكهرباء كما أعاقت التحويلات المصرفية المخصصة لشراء هذه المواد.

وأضاف الجعفري إن سورية استقبلت وفدا من منظمة الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية /اوتشا/ كما وافقت مؤخرا على زيارة اموس وتعاونت بشكل ايجابي مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر الموجودة حاليا مع الهلال الأحمر السوري في حمص وهي تعمل بكل حرية وقد حاولت هذه الطواقم قبل ثلاثة أيام إخلاء جثتي الصحافيين الأمريكية والفرنسي لكن المجموعات المسلحة رفضت ذلك واحتفظت بالجثتين ثلاثة أيام.

نتهم بعض الدول متبنية مشروع القرار رقم 253/66 بالتورط مباشرة في سفك دم الشعب السوري والتآمر على استقرار وأمن سورية ووحدة أراضيها واستقلالها  

وقال الجعفري إننا نتهم بعض الدول متبنية مشروع القرار رقم 253/66 بالتورط مباشرة في سفك دم الشعب السوري والتآمر على استقرار وأمن سورية ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي وندعو من هذا المنبر إلى تحميل هذه الدول المسؤولية كاملة عن أعمالها غير المسؤولة والتي تنتهك أبسط الأحكام القانونية التي قام عليها الميثاق وندعو الأمين العام للأمم المتحدة شخصيا إلى أن يولي هذا الموضوع الأهمية القصوى في أنشطته واتصالاته وخاصة أن قادة ووزراء خارجية هذه الدول ممن يعرفهم الأمين العام جيدا واستقبلهم في مكتبه عدة مرات مؤخرا قد أعلنوا صراحة عن دعمهم وتقديهم السلاح للمعارضة السورية الداخلية والخارجية وذلك كي يساهم الأمين العام فعلا في حماية السلم والأمن الدوليين في منطقة تغلي ومهددة بالانفجار في أي لحظة وعندها ستطال المساءلة كل من شارك في تأزيم الوضع ونشر العنف وعدم الاستقرار وكل من قصر في الاضطلاع بمسؤولياته في هذا الصدد.

وأشار الجعفري إلى أن المجتمع الدولي انتظر أربع سنوات كاملة كي تتمكن الأمم المتحدة من إعادة بناء مدارسها التابعة للأونروا في غزة وهي مدارس دمرها العدوان الإسرائيلي نهاية عام 2008 ولم نر هرولة مماثلة لما يحصل الآن للضغط على إسرائيل وحماتها لإنقاذ الشعب الفلسطيني.

وقال الجعفري أنا هنا لا أقارن لكن المقارنة تفرض نفسها لأننا لا نرى حماساً منقطع النظير لدى بعض الوفود ولدى بعض كبار موظفي الأمانة العامة فقط لإعادة بناء مدارس الأونروا ...ثم إن هناك من يقرع طبول الحرب الآن على مدار الساعة في إسرائيل وخارج إسرائيل وقد اطلعتم جميعاً على سيناريوهات تتعلق بكيفية تنفيذ العدوان /كذا/ على هذه الدولة أو تلك في منطقتنا لكن ذلك لم يثر حفيظة أحد ولم يدفع أحدا للتعليق أو للقول بأن هذا مخالف لأحكام الميثاق ولمبادئ القانون الدولي وكأن البعض قد استمرأ تحويل شعوبنا إلى حقل تجارب وإلى مخبر سياسي وعسكري وأمني واستخباراتي.

وتابع الجعفري.. لا توجد مساءلة للمسؤولين الإسرائيليين وتصريحاتهم ولا توجد مساءلة لغيرهم ولا أريد أن أسمي فكلكم تعرفون من أقصد كما أن هناك سيناريوهات للحرب والعدوان على دول أعضاء في هذه المنظمة الدولية ولا أحد يبالي أو يعلق أو يستنكر أو يدين.