تشكيل "درع الساحل" لحماية العلويين

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

 ظهرت أول من أمس دعوات في معقل النظام السوري لتشكيل "درع الساحل"، بهدف حماية مناطق العلويين من هجمات محتملة لمقاتلي المعارضة، بعد تعزيز تقدُّمهم في ريف إدلب المتاخم للاذقية في الأيام الأخيرة.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها بهذا الحجم اعلن الحرس الجمهوري في الجيش السوري في محافظات الساحل عن فتح باب التطوع لتشكيل جديد تحت اسم لواء درع الساحل، والذي من مهماته حماية قرى وبلدات العلويين، خصوصا  بعد التقدم الكبير الذي حققه "جيش الفتح" وأصبح على بعد 30 كيلومترا من القرداحة مسقط رأس الرئيس بشار الأسد.
وقالت مواقع إخبارية سورية، إن لواء درع الساحل اعلن عن راتب قدره 40 ألف ليرة سوري لكل منتسب لهذه الميليشيا.
في سياق آخر، قالت وكالة سبوتنك الروسية، إن طائرة تابعة لوزارة الطوارئ الروسية قادمة من اللاذقية، هبطت في مطار "دوموديدوفو" بموسكو، يوم الجمعة الماضية، وكانت تقل على متنها مجموعة من مواطني روسيا وغيرها من بلدان الاتحاد السوفيتي السابق، الذين أبدوا رغبتهم في مغادرة سورية نظرا لظروف الحرب التي تعيشها حاليا.
وكان ممن تم إجلاؤهم هذه المرة 66 شخصا من رعايا روسيا و7 من بيلاروسيا، و4 من أوكرانيا، و3 من أوزبكستان، ومن بينهم 34 طفلا.
وكانت الطائرة نفسها، وهي من طراز "إيل — 76"، نقلت من موسكو إلى مدينة اللاذقية السورية الخميس، أكثر من 21.5 طن من مختلف المواد الغذائية، بما في ذلك اللحوم والأسماك المعلبة، والسكر، وأغذية الأطفال، وبعض الأنواع الأخرى من المساعدات الإنسانية.
وأعادت وزارة الطوارئ الروسية إلى الأذهان في بيان أن طائراتها نقلت أكثر من 550 طنا من المساعدات الإنسانية الروسية إلى سورية منذ العام 2011، كما أنها أجلت من هذا البلد خلال الفترة المذكورة حوالي 1200 شخص من رعايا روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا وغيرها من الدول.
وتعكس هذه المغادرة الجماعية للروس، بحسب مراقبين، ترقبا قلقا من دمشق ومؤيديها نحو منطقة الساحل، خصوصا بعد الانتصارات السريعة للثوار في محافظة إدلب المتاخمة.
واستكمل "جيش الفتح" يوم الجمعة الماضية السيطرة على محافظة إدلب بالسيطرة على مدينة أريحا، بعد السيطرة الأسابيع الماضية على مدينة جسر الشغور، ومدينة إدلب، مركز المحافظة.
وكان زعيم جبهة النصرة المتطرفة، الشريك في جيش الفتح، أبو محمد الجولاني أرسل "تطمينات" للعلويين، الطائفة الأكبر وجودا في الساحل السوري، إذ وعدهم بأن يعفو عمن ألقى سلاحه "قبل أن يقدروا عليه"، على حد قوله.
وفي لقاء للجولاني على قناة الجزيرة الفضائية، أكد أن جبهة النصرة لن تقاتل إلا من يقاتلها، كما أنها فتحت باب العفو والمسامحة لمن أراد ذلك.
واعتبر ناشطون تصريحات الجولاني تلميحا من طرفه بأن المعركة القادمة لجبهة النصرة ستكون في الساحل، خصوصا لما تعكسه من أهمية استراتيجية وسياسية وعسكرية للنظام السوري، إذ يراها البعض "الخزان البشري" الأكبر للنظام، عبر المليشيات الشعبية التي يعد من أبرزها "مليشيا الدفاع الوطني".
والعلوية وتسمى كذلك النصيرية هي طائفة من الشيعة الجعفرية الاثني عشرية، تتميز عن بقية الاثني عشرية بإيمانهم بالدعوة الباطنية، وهي سرية تعليم وممارسة العبادة، والتي يرون أنها نشأت عندهم لأسباب سياسية غير دينية، وذلك لحمايتهم في ظل الأخطار المحيطة. ويميزهم الإيمان بكون محمد بن نصير النميري أحد نواب الإمام المهدي في فترة الغيبة الصغرى، في حين يجمع من سواهم من الاثني عشرية على كونه مدعيا منحرفا. ويضاف إلى ذلك عدم اعتمادهم على نظام المرجعيات الدينية (الذي يعد أساسيا عند من سواهم)، وكذلك وجود القليل من الكتب في الفقه والحديث تميز هذه الطائفة. وهي تعتمد بشكل أساسي على الكتب الشيعية وعلى رأسها الكتب الأربعة ومصنفات أخرى كثيرة يشتركون فيها مع بقية الاثني عشرية. وهم اليوم يتواجدون في الجبال الساحلية السورية ويختلفون عن علويي المغرب أو الزيديين في اليمن أو تركيا.
وكانت لاسم علوي دلالات كثيرة في التاريخ. فكان يطلق على كل من تولّى الإمام علي بن أبي طالب ووافقهُ وسارَ في نهجه. ثم صار يطلق على ذريته فقط، وأحيانا على من يؤيد حكم ذريته. وفي عهد الصفويين أطلق الاسم على طائفة في شرق الأناضول تقول بتأليه علي بن أبي طالب فسماها الأتراك "علي إلاهي" ثم صار اسم طائفة شيعية في تركيا وكلمة علوي في اللسان التركي تلفظ "ألافي".
عرف العلويون بعدة أسماء منها (النصيريون) نسبة إلى محمد بن نصير، وهي التسمية التي نجدها في كل الكتب التي تحدثت عنهم قبل القرن العشرين. وقد عرفو أيضا بـ(الخصيبية) نسبة إلى الحسين بن حمدان الخصيبي. تعد فكرة فصل الدين عن المجتمع أساسية عند العلويين حيث أنه لا توجد مرجعية دينية عند العلويين وهناك رفض عام لتدخل رجال الدين في المجتمع. ويعد العلويون من أكثر الطوائف انفتاحا مع انتشار الفكر العلماني واليساري. من أشهر العلويين المعاصرين: الشيخ صالح العلي والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وابنه بشار الأسد بالإضافة إلى عدد من الكتاب والمفكرين كالشاعر أدونيس والشاعر بدوي الجبل والشاعر سليمان العيسى والشاعر والمسرحي ممدوح عدوان وسعد الله ونوس وغيرهم.