«مترو في عمان».. فكرة تتجدد وحلم يتبدد
جراءة نيوز - اخبار الاردن -
تتحدث امانة عمان عن مشروع ضخم جدا لنقل الركاب في عمان وهو عبارة عن تصور لاقامة مترو يربط جبالها بوديانها بشكل دائري يخدم كافة الاحياء تقريبا.
لم يعد قطاع نقل الركاب الذي يعاني من مشكلات عديدة ، يحتمل «افكار» المشاريع التي تبقى مجرد تصورات وخطط لا تطبق على ارض الواقع ، فمشروع بهذا الحجم مطلوب جدا واذا ما تم فهو انجاز عظيم سيخدم الاجيال ولكن هل لنا ان نفكر بالمنطق وان لا نحلم كثيرا خصوصا مع تجارب سابقة اقل وزنا بكثير من هذا المشروع لا تزال متعثرة رغم تعاقب السنين عليها.
مثل هذا المشروع الذي تصل كلفته مئات ملايين الدنانير وربما المليارات عبر اقامة انفاق تخترق الجبال وجسور تسقف الوديان تتأمل امانة عمان اقامته ضمن الرؤية العشرية لتطوير الاردن ، بيد ان مشاريع على الارض لا تحتاج لانفاق او جسور ومسافاتها قصيرة مثل الباص السريع المتعثر منذ اكثر من 6 سنوات ما زال مجرد بنية تحتية غير مكتملة وحاله حال القطار الخفيف بين عمان الزرقاء الذي مضى على اول اعلان عنه عقدين ونصف العقد من الزمان يبقى حتى اللحظة رسومات وخطط على ورق رغم طرح 3 عطاءات لانشائه كانت جميعها فاشلة.
في بلد مثل تركيا تقرر الحكومة اقامة باص تردد سريع على مسافات اطول تحتاج دراسته وطرح وارساء عطائه وتنفيذه واستكماله عدة شهور ، بيد ان مشروعا للنقل من هذا النوع في الاردن بمسافات وكلف اقل تحتاج دراساته وتصاميمه سنوات واتخذا القرارات الحصيفة بشأنه سنوات وربما عقود ولا ينفذ في نهاية المطاف.
ما رشح عن أمين عمان عقل بلتاجي في حديث لـ»الرأي» من تصورات لاقامة مترو دائري في عمان على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد الاسبوع الفائت في البحر الميت ، لا يختلف كثيرا عما صرحت به وزيرة النقل لـ»الرأي» في وقت سابق عن افكار لاقامة قطار خفيف بطول 53 كم يربط الزرقاء بعمان وثم الى مطار الملكة علياء حيث اكدت حينها ان جهات تركية اعربت عن اهتمامها بتنفيذ القطار الخفيف بين الزرقاء وعمان وصولا الى المطار وان وكالة انماء تركية تدرس جدوى تمويل المشروع على ان تقدم وثائقها في اذار الماضي ، مؤكدة الوزيرة في الوقت ذاته ان دراسة الاتراك لمشروع القطار الخفيف لا يعني وقف دراسة تنفيذ مشروع النقل بين عمان والزرقاء على شكل باص تردد سريع
مشاريع السكك لنقل الركاب تبقى مجرد دراسات وعطاءات لا يكتب لها النجاح مع تعاقب الحكومات وسط تردي خدمات نقل الركاب التي يعاني منها المواطن في عمان وباقي المحافظات . هذا فضلا عن الشبكة الوطنية للسكك الحديدية التي من المفترض ان تربط شمال المملكة بجنوبها وغربها بشرقها ومن ثم ربط المملكة بالدول المجاورة بكلفة تصل الى 4 مليارات دينار ، هذا الشمروع الذي اعلن عنه قبل نحو 6 سنوات لم تعد الحكومات تذكر عنه شيئا.
.وانطلقت فكرة تنفيذ مشروع القطار الخفيف بين عمان الزرقاء قبل اكثر من 20 عاما وطرح اول عطاء له في العام 1998 الا انه فشل في تلك الفترة ليطرح عطاء اخر لانشائه في العام 2004 وتقدمت له 3 شركات انذاك الا ان الحكومة لم توافق على عرض مقدم منها لتعاود وتطرح العطاء للمرة الثالثة في العام 2006 واحيل على احد الائتلافات الدولية الذي لم يف بشروط التمويل في الوقت المحدد لتضطر الحكومة الى انهاء العقد معه واحالة المشروع الى ائتلاف اخر عجز ايضا عن توفير اغلاق مالي له، ليتقدم للمشروع مستثمرا اردنيا طالبا تنفيذه قبل 4 سنوات وبدون اي دعم حكومي وبكلفة 500 مليون دولار الا ان المفاوضات ما بين شركته التي اسست خصيصا للمشروع وبين الحكومة لم تصل الى اي اتفاق فعدل المستثمر عن تنفيذه ، لتتبلور فكرة جديدة لدى الحكومة بتنفيذ المشروع بين المحافظتين الاكثر اكتظاظا بالسكان على شكل حافلات تردد سريع كونه اقل كلفة مالية واسرع في الانجار بيد ان اجراء لم يحصل على ارض الواقع حتى الان.