سورية: الحكم في أصعب أوقاته وتدخل تركي لحماية كانتونات الفصائل

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

 يعتبر محللون أن الحكم السوري يعيش حاليا اقسى لحظات صراع الوجود الذي يخوضه على جبهات عدة، لافتين في آن الى انه سواء انهار النظام أم لا، فان الرئيس بشار الأسد سيظل في السلطة ما دام يحظى بدعم ايران، التي ستحدد الوقت المناسب للحل "حين تصبح الحرب السورية مكلفة للغاية عليها".
وينظر هؤلاء المحللون الى ما يصفوه بخطوة مثيرة وهي اتفاق تركيا مع الولايات المتحدة على أن يقدم سلاح الجو التركي الحماية لقوات المعارضة السورية في داخل سورية، موضحين أن أنقرة أخذت على عاتقها مسؤولية دعم الفصائل المسلحة السورية التي دُربت على أراضيها، وسيتم إرسالها لتعبر الحدود لانتزاع مناطق استولى عليها تنظيم داعش، وسيقوم سلاح الجو التركي بتقديم الغطاء وربما دعمها في القتال.
وقال المحللون انه حتى اللحظة فان التدخل التركي "لا يستهدف" الحكومة السورية ومناطقها، وانما تنظيم داعش بصفته الفريق الأقوى والأسرع انتشارا، الذي يسيطر على أكبر مساحات في سورية، والأخطر الذي لا يعترف بقوانين دولية ولا حدود ويمكن أن يجتاز الحدود التركية مستقبلا ويهدد أمنها. 
ولفت المحللون الى وجود  "جيش" للمعارضة السورية يقدر بخمسة عشر ألفا تم تدريبه حديثًا في تركيا، متسائلين عن كفاءة هذا "الجيش" وقدرته على قتال داعش، الذين برهن مقاتلوه أنهم الأقدر على الانتصار نتيجة عقيدتهم المتطرفة، في القتال من أجل الموت.
وينظر محللون الى أن "سلسلة الوفيات والأحداث الغامضة ضمن الدائرة المقربة من الرئيس بشار الأسد تشير إلى أن النظام بدأ يتهاوى شيئا فشيئا. إلا أن الأسد ما يزال أقوى مما تورده التقارير الإعلامية، فسقوط هيكل النظام لا يعني بالتحديد أن الأسد سيُقال من الحكم، كون مصير سورية يقرّره من هو أكبر من النظام والمعارضة".
وفي هذا السياق، أورد تقرير صدر أخيرا عن "معهد دراسات الحرب"، نقلاً عن مصادر النظام، ما مفاده أن رئيس مكتب الأمن القومي علي المملوك وُضع تحت الإقامة الجبرية بتهمة الاتصال بالاستخبارات التركية وبرفعت الأسد، عم الرئيس السوري. وزعمت هذه المصادر أيضا أن المملوك أعرب عن قلقه إزاء تعاظم النفوذ الإيراني داخل النظام. غير أن النظام سرعان ما نفى هذه الاشاعات وحرص على إظهار المملوك بجانب الأسد.
على صعيد آخر، رأى مراقبون في هروب لؤي حسين، رئيس "تيار بناء الدولة السورية" وهو تنظيم معارض معتدل من معارضة الداخل، كان قد عارض عسكرة الانتفاضة، فغض عنه النظام الطرف لمدة طويلة - ضربة أخرى وجهت إلى معسكر الأسد، لا سيما أن حسين هو أيضا من أبناء الطائفة العلوية.
وإلى جانب الدائرة الداخلية والطائفية الآخذة في الاهتراء، ما يزال النظام يواجه خسائر عسكرية في مختلف المناطق السورية، باستثناء منطقة القلمون الجبلية عند الحدود اللبنانية، حيث يعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني المباشر وغير المباشر عبر حزب الله.
وأفاد "معهد دراسة الحرب" عن مشاركة الميليشيات الشيعية الأفغانية والعراقية المدعومة من إيران في اشتباكات محافظة إدلب الهادفة إلى رفع حصار مقاتلي المعارضة لمستشفى جسر الشغور الحكومي. وشرح التقرير أن "وصول هذه القوات يشير إلى أن كلا من طهران ودمشق قد أعطى الأولوية للمعركة الدائرة حول مدينة جسر الشغور، من أجل توفير منطقة عازلة في محافظة اللاذقية الساحلية. غير أن فشل دمشق في استعادة المساحات الكبيرة من هذه الأراضي يشير إلى أنه مع كل الدعم الذي يتلقاه الأسد لا يزال عاجزًا عن الوقوف في وجه جبهة النصرة وهيمنة الفصائل المسلحة الاخرى، وفقًا للتقرير.
وفي المقلب الآخر، تمكن تنظيم داعش من السيطرة على مواقع استراتيجية في وسط محافظة حمص أبرزها مدينة تدمر الأثرية، في أعقاب اشتباكات قضى خلالها عشرات من أعضاء التنظيم المتطرف والجنود السوريين على مقربة من مدينة السخنة الواقعة على الطريق السريع بين محافظة دير الزور الشرقية، معقل "داعش"، ومدينة تدمر. 
إضافة إلى ذلك، لفت المحللون الى ان التنظيم المتطرف حاصر آخر قاعدة عسكرية مهمة لدمشق في محافظة دير الزور، يوم الخميس الماضي، بعد السيطرة الكاملة على جزيرة صقر في وقت سابق من هذا الأسبوع.