العراق يبدأ معركة تحرير الرمادي

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

استعادت القوات العراقية التي شنت هجوما بمساندة فصائل الحشد الشعبي السيطرة على منطقة تقع شرق مدينة الرمادي في هجوم مضاد الاول منذ سقوط مدينة الرمادي في يد عصابة داعش الارهابية.
ومضى على تجميع القوى المناهضة للمتشددين عدة ايام في منطقة الفرات للتهيؤ لبدء هجوم مضاد على عصابة داعش الذي حقق تقدما واسعا مؤخرا.
وشكل سقوط الرمادي مركز محافظة الانبار في غرب العراق في 17 أيار ابرز تقدم ميداني للعصابة الارهابية في العراق منذ حزيران عندما سيطرت على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها.
واعلنت السلطات العراقية انها شنت هجوما مضادا الاول بعد تعزيز الدفاعات، اسفر عن تحرير منطقة حصيبة الواقعة على بعد سبعة كيلومرات شرق الرمادي.
وقال عقيد في الشرطة العراقية «انطلقت اول عملية عسكرية بعد سقوط مدينة الرمادي لتحرير منطقة حصيبة»، مؤكدا «ان حصيبة بالكامل باتت تحت سيطرة القوات العراقية التي توجهت لتحرير منطقة جويبة المجاورة».
واوضح ان «العملية يشارك فيها الجيش وقوات التدخل السريع والشرطة الاتحادية والمحلية والعشائر بمساندة قوات الحشد الشعبي وتسير بتقدم كبير».
بدوره، اكد شيخ قبيلة البو فهد رافع عبد الكريم الفهداوي الذي صمد مع مقاتليه امام هجوم العصابة المتشددة، عدة ايام قبل وصول التعزيزات ان «القوات الامنية تتقدم بشكل كبير في المنطقة بمساندة الحشد الشعبي، واستعادت اجزاء واسعة».
ويشارك مقاتلو قبيلة البو فهد بشكل واسع في عملية تحرير حصيبة الشرقية التي سقطت قبل يومين بيد العصابة.
وتاتي العملية بعد اسبوع من طلب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من قوات الحشد الشعبي المؤلفة بمعظمها من فصائل شيعية مسلحة، الاستعداد للمشاركة في معارك محافظة الانبار (غرب) ذات الغالبية السنية، لا سيما مدينة الرمادي التي باتت بمعظمها تحت سيطرة عصابة داعش.
من جانبه، قال المتحدث باسم الحشد الشعبي النائب احمد الاسدي تمكنا من تامين خط الصد وسنمنع اي انهيار باي منطقة بعد الان». واضاف ان «المعدات والتجهيزات للتهيؤ للتحرير قد وصلت الانبار». واكد الاسدي ان «التعزيزات من كل التشكيلات مستمرة في الوصول».
واوضح ان «المرحلة الاولى من العمليات في الانبار قد تمت ووضعنا الخطط الكفيلة لمنع اي تداعيات او انهيارات عسكرية كما حدث بالسابق في الموصل وديالى».
واشار الى ان «ما جرى في الانبار يشبه التداعيات التي مرت بها عملية انهيار الموصل في العام الماضي، لذا وضعنا خططا كفيلة لمنع تكرارها».
واشار الى ان «الصمود في مناطق الخالدية من قبل العشائر تكفل هزيمة العدو وتعطي دافعا معنويا للانتصار» مؤكدا ان «الخطة باتت متكاملة الان والعمليات بدات باشراف القائد العام للقوات المسلحة (حيدر العبادي) وقيادة الحشد الشعبي».
وتعرضت بعض القوات العراقية الى الانتقاد بسبب الانسحاب من مدينة الرمادي وعدم القتال، مما دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي الى طلب تدخل قوات الحشد الشعبي التي تملك وحدات مدربة بشكل جيد. واسفرت الهجمات بتجدد موجة النزوح من المدينة للمرة الثانية خلال فترة قصيرة.
وقالت الامم المتحدة الجمعة ان نحو 55 الف شخص فروا من مدينة الرمادي منذ الهجوم الذي شنته عليها العصابة في منتصف ايار الجاري وادى الى سيطرته عليها.
وفي سوريا ، عززت عصابة داعش الارهابية قبضتها على مساحة واسعة من الاراضي الممتدة على جانبي الحدود العراقية والسورية بعد سيطرته على آخر معبر حدودي بين البلدين غداة الاستيلاء على مدينة تدمر التاريخية الاثرية في وسط سوريا.
على جبهة اخرى، وبعد نحو شهر تقريبا من سيطرتهم على مدينة جسر الشغور في محافظة ادلب (شمال غرب)، سيطر مقاتلو جبهة النصرة وكتائب اسلامية الجمعة على المشفى الوطني حيث كان يتحصن 150 جنديا ومسلحا مواليا للنظام.
وخسرت قوات النظام آخر المعابر مع العراق مساء الجمعة على معبر الوليد الحدودي المعروف بمعبر التنف في البادية السورية.
وبذلك، باتت كل المعابر الحدودية مع العراق خارج سلطة النظام اذ يخضع معبر البوكمال في ريف دير الزور (شرق) لسيطرة «داعش» ايضا، فيما يخضع معبر اليعربية (تل كوجر) في الحسكة (شمال شرق) لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية.
وفتحت سيطرة العصابة الخميس على مدينة تدمر الاثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص (وسط) له الطريق نحو البادية وصولا الى الحدود العراقية حيث معبر تنف. وتمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة.
من جهة اخرى، اعلنت الجمعية الكاثوليكية الفرنسية لمساعدة مسيحيي الشرق الجمعة ان ثلاثة مسلحين مقنعين خطفوا الخميس الاب جاك مراد، وهو رئيس دير في بلدة القريتين قرب تدمر، واحد معاونيه. قال الاب كميل سمعان، من مطرانية السريان الكاثوليك في بيروت «لا نعرف اذا كان داعش او جبهة النصرة او الجيش الحر او النظام او عصابة اختطفته».
في شمال غرب سوريا، سيطرت جبهة النصرة وفصائل إسلامية على المشفى الوطني عند الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة جسر الشغور بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لهم الذين كانوا محاصرين في الداخل منذ سقوط المدينة قبل حوالى شهر.
ونقل التلفزيون السوري من جهته عن مصدر عسكري قوله ان جنوده تمكنوا من «فك الطوق» عن المشفى. سياسيا، يبدو ان التطورات الامنية المتسارعة حركت مجددا المبادرات الدبلوماسية.
ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة على هامش قمة للاتحاد الاوروبي في لاتفيا «الى الاعداد لقمة جديدة في جنيف» من اجل محاولة ايجاد حل للنزاع السوري الذي تسبب خلال اربعة اعوام بمقتل اكثر من 220 الف شخص.