مؤتمر الرياض اليمني: حوار يقود إلى قرار لاستعادة البلاد

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

أجمع المتحدثون اليمنيون في مؤتمر الحوار اليمني الذي انطلق في الرياض أمس، ان المؤتمر سيوفر منبرا لحوار يقود الى قرار يستعيد البلاد من فوضى الميليشيا وواقعها الذي فرضه التمرد الحوثي. 
وأعلن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أمس، أن "مؤتمر الحوار اليمني الذي بدأ في الرياض اليوم، هو لكل أبناء اليمن بمختلف مكوناته وهدفه استعادة الدولة اليمنية"، متهماً "الحوثيين بقتل المدنيين ومصادرة حقوقهم".
وقال هادي: "اننا عائدون بإذن الله قريباً الى بلدنا. سنعود الى عدن وصنعاء"، مضيفاً: "يؤلمنا كقيادة لهذا البلد ان نرى وطننا تحت حصار الميليشيات الانقلابية، وتؤلمنا مشاهد النزوح الجماعي من مدن حولتها الميليشيات الى اشباح".
وأكد أن "الفرج سيكون قريبا بإذن الله، وأن مصير الهمجية مزبلة التاريخ، وستنتصر اليمن، وستنتصر مدنية عدن، وثقافة تعز وبسالة الضالع، وحضارة مآرب، وتاريخ صنعاء".
وخاطب أبناء الجنوب، بالقول: "ثقوا دائماً بأننا لن نسمح مطلقاً بالالتفاف أو الانتقاص من عدالة القضية الجنوبية ومحوريتها".
وخصص هادي جزءا من كلمته لمخاطبة ما سماه "العالم الحر"، قائلاً: "جئنا عقب عملية تغيير سلمية رائدة انتظمت فيها الغالبية من ابناء شعبنا وكان في صدارة تلك العملية نضال الحراك الجنوبي السلمي وثورة الشباب الشعبية السلمية .وحين ذهبنا لترتيب أوراق البلد الذي تهُب عليه العواصف من كل مكان ، كانوا هم يدربون المليشيات ويحفرون الانفاق وينهبون الدولة". واضاف: "لأننا هنا نُناَضِل مِن أجلِ استعادةِ وطننا المُغتصب، الوطنُ الذي انهكته الميليشيات، وانقلبت فيه على كل المخرجات وصادرت العملية السياسية التي أنتجتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مُستخدمة سياسة فرض الأمرِ الواقع بالقوةِ العسكريةِ المسنودة بالدعمِ الخارجي".
وشكر التحالف العربي، الذي مثل "علامةً فارقةً على تعافي الجسد العربي في تلبيةِ نداءِ اليمنيين لإنقاذهم من حالة الفوضى والخراب التي أنتجتها الأيادي المتسللة لمنطقتنا تعبث بالأمن والاستقرار".
وطالب هادي، الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالعمل على مراقبة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والذي صدر تحت الفصل السابع ، وأن تضطلع بدورها في حماية ابناء الشعب اليمني.
من جهته، قال رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر الرياض اليمني، عبدالعزيز جباري، إن "المؤتمر سيخرج بمقررات يجب أن يكون أي تفاوض قادم برعاية الأمم المتحدة تحت سقفها".
وأكد أن "مقررات الرياض وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 سيكونان سقفاً لأي مفاوضات قادمة، وطالب المجتمع الدولي بدعم المفاوضات تحت هذا السقف، وليس كما يريد الانقلابيون".
وكان الجباري أعلن انه سيتم طرح دستور جديد للبلاد على طاولة بحث مؤتمر الرياض،  موضحا ان الدستور حدد صلاحيات المراكز، والأقاليم، والولايات. 
كما ألقى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني كلمة، أكد فيها أن انعقاد المؤتمر يأتي ضمن الدعم الخليجي المتواصل لليمن.
وأشار الزياني إلى أن التحالف العربي الإسلامي تمكّن من وقف زحف الحوثيين وحلفائهم على المحافظات اليمنية، ودمر ترسانتهم العسكرية، وخصوصاً الصواريخ البالستية التي تم توجيهها باتجاه السعودية. 
وألقى السفير البريطاني في اليمن، إدموند فيتون – براون، كلمة باسم مجموعة سفراء الدول الـ14 المعتمدين لدى اليمن، أكد فيها دعم المجموعة لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، كما أكد دعمها المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وعبر فيتون باسم المجموعة، عن القلق من الوضع الإنساني في اليمن، ورحب باستجابة المملكة العربية السعودية لدعوة الأمم المتحدة بالهدنة الإنسانية، داعياً جميع الأطراف إلى الالتزام وتمديد الهدنة.
وتحدث في حفل الافتتاح نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، فأكد دعم الجامعة العمليات العسكرية لتحالف مساندة الشرعية، ودعا الحوثيين إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن والالتزام بالهدنة، كما أكد دعم الجامعة العربية لمقررات مؤتمر الرياض.
في حين، دعا مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، التحالف الذي تقوده السعودية والأطراف المتحاربة في البلاد إلى تمديد الهدنة الإنسانية خمسة أيام أخرى والتي كان مقررا أن تنتهي مساء امس الأحد.
واضاف ولد الشيخ احمد "يجب ان تتحول الهدنة الانسانية الى وقف دائم لاطلاق النار وان تنتهي كل اعمال العنف ايا كانت".
واعتبر المبعوث الدولي الموريتاني الذي خلف المغربي جمال بن عمر ان "معظم اليمنيين" لم يتمكنوا من الوصول الى المساعدات العاجلة خلال فترة الهدنة الحالية المحددة بخمسة ايام.
وياتي المؤتمر فيما تستمر المواجهات على الارض في اليمن بين المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين لصالح من جهة، والمقاتلين الموالين لهادي من جهة اخرى.
وشهدت مدينة عدن اشتباكات متفرقة .
وقال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني الذي يرعى المؤتمر ان هذا الاخير يشكل "فرصة لعودة الاستقرار الى اليمن".
كما دعا الى ان يكون مؤتمر الرياض "انطلاقة الى الحل السياسي المنشود ومصالحة شاملة".
وكان الحوثيون اطلقوا العام الماضي حراكا توسعيا من معاقلهم في الشمال نحو الجنوب وسيطروا في ايلول(سبتمبر) على صنعاء.
ومع تمددهم باتجاه مدينة عدن الجنوبية، بدأ تحالف عربي بقيادة السعودية في 26 آذار(مارس) عملية عسكرية جوية لضربهم والحد من تقدمهم.
ولا يشارك الحوثيون في المؤتمر، الا ان رئيس اللجنة التنظيمية في الرياض عبدالعزيز الجابر قال ان "عددا من مسؤولي حزب المؤتمر الشعبي العام يشاركون"، وهو حزب الرئيس السابق المتحالف مع الحوثيين علي عبدالله صالح.
الا ان الجابر أكد "اننا لا نتعامل مع صالح" او غيره من المشمولين بعقوبات دولية.
وذكر الجابر ان المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام "ليس حوارا" بل "هو مؤتمر للقرار".
واضاف "ان ما سيحصل في الرياض هو اعلان عن اتفاق ملزم لجميع الاطراف الحاضرة في الرياض". ومن بين اهداف المؤتمر العمل على مسودة دستور يمكن تقديمها للشعب اليمني و"العمل على اجراء استفتاء لتطبيق نتائج الحوار الوطني". واضاف الجابر "نؤكد للشعب ان اعادة الدولة امر حتمي".
وقتل 1600 شخص بينهم عدد من المدنيين واصيب حوالى 6200 بجروح كما نزح حوالي 450 الف شخص من منازلهم منذ بدء العملية العسكرية بحسب ارقام الامم المتحدة.